مدخل: إن كان يعرفك فلا داعي لتقديم طلب وإنما يكفي الطلب الشفهي وبناء عليه يأمر لك عاجلاً بما تريد!!!!! أما المشكلة فهي أنه لا يعرفك؛ وهنا يتم تطبيق النظام بكل جد و(إخلاص)؛ إنك ستسمع كما سمعت: أ- قدم طلبا مكتوبا. ب- سجل موعدا للمقابلة. ج- قدم أوراقا كاملة (حسب النظام). د- لدينا ضغط أعمال فلا تستعجل. وإذا كنت لا تعرف سعادته أو فضيلته، فيحسن بك أن تحضر دورة في الحلم وتتدرب عليه، وتوطن نفسك على أن تواجهك عقبات منوعة ومفاجآت لم تحسب لها حسابا... ولا تغضب فإنها من علامات إخلاص و(دقة)!!! سعادته أو فضيلته، فهو حريص على النظام (في غير معصية الأصحاب وبعض الأقارب)!!!!!! وليس المدير فقط من يتفنن في تطبيق النظام ويطرد غيره بالنظام ويتعسف ويتكبر ب(النظام)؛ ولكنهم عدد من الموظفين في شتى الوظائف؛ فبعضهم في المرتبة الثانية أو قريب منها ويتعبك بالتعامل معه وأنت أكبر منه علما وسنا وخبرة، وربما أحرص منه على المصلحة العامة. ولكن العيب الوحيد فيك أيها المراجع أن الموظف -وهو الآن غير المدير- لا يعرفك؟ وهنا تأتي مجموعة أسئلة: 1 - هل يلزمنا أن نتعرف على موظفي الدولة والشركات جميعهم كي تتيسر أمورنا إن احتجنا لهم. 2 - ما السبب في المرونة مع مراجع والتعنت مع الآخر وموضوعهم واحد؟!!!! 3 - أليس في كثير من الأنظمة مرونة واضحة مشهودة في التطبيق والواقع، فلماذا يشق على بعض المواطنين في موضوعات صغيرة يسيرة لا تحتاج لأكثر من دقائق لتنفيذها بتمامها؟!!!!! 4 - تصور أن مواطنا يقطع ثلاثمائة كيلومتر من أجل أن يوقع ورقة ويقال له (راجعنا بكرة أو بعده يتكرر معه هذا الموقف مرات!! أو يأتي لدائرة يسأل عما تم على معاملته فيقال له الجواب عند السكرتير وهو غير موجود!!!!! أما الفقير إلى عفو ربه كاتب هذه السطور فإنه يسطر هذه المشاعر وقد رجع الآن من مكتب (فضيلته) بخفي حنين؛ أما القضية فهي طلب تعديل صك شرعي أخطأ الكاتب فكتب سهوا (بطول خمسة وعشرين متراً) والصواب كما في جميع الأوراق والسجل (خمسة عشر متراً) وكان جواب فضيلته: قدم طلبا ووكالة وسجل موعدا. وأقول: وعطل نفسك أياما من أجل (كلمة) واحدة كتبت سهوا من كاتب الضبط!!!!!! وأقول أخيرا والله لقد عرفت غير هذا الرجل من لا يترك المراجع يجلس على الكرسي: بل يقول له: اذهب للكاتب فلان يكتب لك: حصر ورثة، أو إثبات وفاة، أو إثبات إعالة، أو صلح بين متخاصمين أو ما يشبه ذلك وارجع إلي أوقعه لك، كي لا ترجع مرة أخرى. وذاك الرجل يفعل ذلك مع المواطنين جميعا كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم من يعرف منه ومن لا يعرف، وهو في ذلك لم يتجاوز النظام قيد أنملة، بل نفذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: (يسروا ولا تعسروا)، ونفذ أمر خادم الحرمين الشريفين الذي يوجه بتيسير معاملات المواطنين والتعجيل في إنجازها رحمة بهم وحبا لهم وتخفيفا عليهم. فلماذا يتعسف بعض الموظفين ويرهقون كاهل المراجع ويكلفونه جهدا ووقتا وعنتا؛ أيحبون هذا لأنفسهم أو لأقاربهم؟!.