فرقت الشرطة بعنف مستخدمة الهراوات مجموعة من المتظاهرين في مينسك واعتقلت أحد قادة المعارضة الكسندر كوزولين حسبما ذكر مصور لوكالة فرانس برس وشهود عيان، مثيرة بذلك انتقادات حادة من الغرب. وقد نجحت المعارضة في جمع سبعة آلاف شخص رغم ضغط الشرطة بعد أسبوع من إعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشنكو الذي رأى في حديث لقناة (ان تي في) الروسية ليل السبت الأحد أنه نجح في إفشال (خطط التوسع الأوروبي). ووقعت أعمال العنف في ختام تظاهرة كبرى ضد إعادة انتخاب الرئيس لوكاشنكو.. وقد حاول كوزولين وعدد من المتظاهرين الوصول إلى سجن يعتقل فيه مؤيدون للمعارضة أوقفوا في الأيام الأخيرة، ووصلت قوات مكافحة الشغب على متن عشرات الحافلات وأوقفوا تقدم التظاهرة في شارع جيرجينسكي. وبثت التلفزيونات لقطات بدا فيها كوزولين يتقدم من قائد الشرطة وهو يحمل وردة، إلا أن رجال الشرطة قاموا بدفعه وفرقوا المتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع واعتقلوا عدداً منهم، وقال فالنتين (55 عاماً) أحد سائقي الحافلات إن التحرك كان عنيفاً جداً، لقد ضرب رجال الأمن الناس بأقدامهم وبالهراوات. من جهته، روى الكسندر أوتروشنكوف الذي ينتمي إلى منظمة للشباب لوكالة فرانس برس أن الكسندر كوزولين طلب من الناس التراجع ففعلوا ذلك مثله (...) أطلقت الشرطة قنابل دخانية وبدأت تمسك الناس وتضعهم في السيارات. وظهر في لقطات بثتها محطات التلفزيون مشاهد عنف بدا فيها رجال شرطة يطوقون امرأة ويضربونها بهراواتهم ومتظاهرون ممدون أرضاً بدون حراك. وشاهد مصور لوكالة فرانس برس متظاهراً تغطيه الدماء وجريحين ومتظاهراً وشرطياً يتم نقلهما على نقالات. وقال شاهد آخر يدعى مكسيم كابران إن رجلاً أراد الدفاع عن زوجته التي هاجمها أربعة من رجال الشرطة فضربوه وتركوه غائباً عن الوعي، ظن الجميع أنه مات لكنه أصيب برضوض خطيرة، وأعلنت وزارة الداخلية بعد ذلك عن مشاركة 900 متظاهر جرح منهم تسعة هم مدني وثمانية من رجال الشرطة، وأكدت نينا شيدلوفسكايا زوجة كوزولين أن المعارض اعتقل. وقالت إن الشرطة أوقفت كوزولين وعدداً من أفراد أسرته ومتظاهرين آخرين بينما كانوا في طريقهم إلى السجن حيث يعتقل رفاقهم، وكانت قوات الأمن ضربت كوزولين واعتقلته خلال الحملة الانتخابية بينما كان يحاول الدخول إلى تجمع للوكاشنكو، وقد تحالف مع أهم مرشحي المعارضة الكسندر ميلينكيفيتش. واتهم ميلينكيفيتش كوزولين بالاستفزاز بقيادته الناس باتجاه السجن، مؤكداً أنه حاول ردعه. وقال: نعمل بطريقة سلمية ونحن أقوياء لكن اللجوء إلى وسائل أخرى يحرمنا من مصداقيتنا في المجتمع، وكان ملينيكيفيتش قاد تظاهرة أولى لم تؤد إلى تدخل الشرطة، لكن كوزولين قرر بعد ذلك التوجه مع متظاهرين إلى السجن، وأثار قمع التظاهرة استياء الغرب. فقد استنكرت الولاياتالمتحدة استخدام العنف ضد المتظاهرين ودعت إلى الإفراج فوراً عن الذين أوقفوا بسبب تعبيرهم عن آرائهم السياسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك في بيان إن الولاياتالمتحدة تستنكر استخدام القوة من قبل سلطات بيلاروسيا ضد متظاهرين مسالمين في مينسك. واضاف: نعبر عن قلقنا العميق بشأن من جرحوا أو اعتقلوا.. ودعا البيان سلطات بيلاروسيا إلى الكف عن استخدام العنف والاعتقالات ضد الذين يمارسون حقهم المشروع في التعبير عن آرائهم السياسية. كما انتقدت الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي انتقدت السبت اللجوء إلى العنف ضد المتظاهرين في بيلاروسيا وتوقيف أحد قادة المعارضة الكسندر كوزولين. وقال بيان للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بشأن تجمع مينسك الذي تعرض للقمع من قبل قوات الأمن إن رئاسة الاتحاد الأوروبي صدمت جراء العنف المستخدم ضد المتظاهرين من قبل سلطات بيلاروسيا. وأضاف البيان إن الرئاسة تعبر عن قلقها الشديد بشأن اعتقال متظاهرين أعضاء في المعارضة الديموقراطية وخصوصاً المرشح إلى الانتخابات الرئاسية الكسندر كوزولين وتطالب بالإفراج عنهم فوراً. إلا أن رئيس بيلاروسيا الذي أعيد انتخابه ب83 % من الأصوات، عبر في حديث لمحطة تلفزيونية روسية عن ارتياحه لنجاحه في إفشال (خطط التوسع الأوروبي) بفوزه في الانتخابات التي جرت في 19 آذار-مارس، مشدداً على قوة علاقاته مع روسيا. وقد دان لوكاشنكو باستمرار دعم الاتحاد الأوروبي لمرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية المؤيد لأوروبا معتبراً أنها محاولة لزعزعة نظام مينسك لإخراج بيلاروسيا من دائرة النفوذ الروسي، ودعا زعيم المعارضة في روسيا البيضاء لوقف مؤقت للمظاهرات . وقال ألكسندر ميلينكيفيتش أيضاً لوكالة (إيتار تاس) الروسية للأنباء أمس السبت أن المعارضة تأمل في حشد 200 ألف شخص على الأقل للقيام بمظاهرات جديدة. وأوضح شهود عيان أن الشرطة اعتقلت مئات الأشخاص من بينهم نائب زعيم المعارضة ألكسندر كوزولين عندما هاجمت مسيرة مناوئة للحكومة في العاصمة مينسك أمس مستخدمين الهروات وقنابل الدخان. وأنهت أعمال العنف ستة أيام من المظاهرات السلمية المناوئة للحكومة بدأت يوم السبت الماضي عقب إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو خلال تصويت قال الغرب إن به تلاعب، وكانت تقارير أولية ذكرت أن ميلينكيفيتش كان من بين المعتقلين إلا أنه ثبت أن هذه التقارير غير صحيحة، وفي تصريحاته لإيتار تاس في وقت متأخر من مساء أمس اتهم ميلينكيفيتش الشرطة باستخدام القوة المفرطة.