كل مدرك للواقع، متابع للأحداث المعاصرة، ليلمس بل يرى اختلاف المفاهيم وتعدد وجهات النظر، بل يرى التذبذب بالمدارك، فهناك من يرى رأيه يحمل الحق وإن كان!! والبعض يسعى بكل ما أوتي لأن يقنع الجمهور بتوجه أو قناعة وإن كانت!! فتجد هناك من ينعطف من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال أو العكس. وتجد من يقلّب بصره ويكتوي بنار الحيرة والتردد، ثم يقع ما لا تحمد عقباه.. صدامات ثقافية، ومواجهات فكرية، كل يرى أن رايته هي الأعلى والأوفى، فولدت التحزبات والفئات والترهات التي ربما تقوم على أسس هشّة ليّنة. أصبحنا في عصر الحاجة الماسة إلى سماع الآخر .. والنقاش الهادئ المنضبط على طاولة الحوار الناجح أقصد الحوار الأمثل أطرافه همّها البحث عن الحقيقة مهما كانت معاكسة لتوجهها .. أصبح المجتمع في عصر الحاجة الماسّة لتلك الحلول الفاعلة التي تنظر بعين إستراتيجية تقوم على قواعد وأسس دراسات متمعّنة بعيداً عن الارتجال والآحادية. فانطلق مركز الملك عبدالعزيز الوطني للحوار في هذه البلاد المباركة معلناً هذا المبدأ البنّاء، وتبعته محابر المدركين لتنشر وتتبنى هذا المبدأ الموصل للحقيقة لتصنع من تعدد الآراء رأياً جوهرياً، ولتقدم للمجتمع حلولاً وأفكاراً جماعية.. تنهض بالمجتمع لأرقى معاني السؤدد والحياة. فكانت محافظة الرس بالقصيم راعية أحد هذه اللبنات الحضارية والفكرية.