** جماليات هذه الحياة محدودة وبخاصة في هذا العصر بعد أن طغت مدافع الحرب على إيقاعات الحب. (المرأة - الوردة - الطفولة!). هي إحدى ركائز الجمال في هذه الحياة. وكم أراحت نفوسنا وأبهجت عيوننا أمانة مدينة الرياض وهي تنثر باقات الزهور وحقول الورد في الكثير من الشوارع وطرق وأرصفة الرياض بمناظر لا أبهى منها ولا أحلى!. وكأن الأمانة تقول لا للقبح وأهلاً بالجمال لتكون الرياض رياضاً حقاً!. وكم هم الناس ظامئون للجمال، لقد زرعت الأمانة حوالي (مليوني زهرة بتونيا) لتطلق العبق في شوارعها والسعادة في عيون سكانها! وهل أبهى من الورود منظراً وأرجاً وسحراً!. إن هذه اللفتة الجمالية غير المسبوقة في بلادنا تعني الذوق الرفيع لمسؤولي الأمانة بدءاً من أمينهم الذي يشبه الوردة الباذلة بصمتٍ، والمتفانية بهدوء. وكم هو جميل أن نجد (درة نجد) ودرة هذا الوطن وهي تتبرج بفساتينها ما بين حمراء وخضراء وكافة ألوان الطيف. إننا نعيش كل يوم (رياضنا) بقيادة (سلمانها) عطاءً جديداً طرقاً، ومشروعات وخدمات بلدية ومرورية وصحية، وها هي شوارع الرياض تكمل جمالها بهذه العقود الوردية.ويبقى دورنا لنحافظ على هذه المنجزات ونحفظها، ونستاف شذى الورود ولا نزهقها!. *** ** أعود للحديث عن الورد الذي أوحته (ورود شوارع الرياض الوردة) لقد تذكرت وأنا أتجول بين حقول الورد ومفاتنه، وشذاه في شوارع الرياض تلك القصيدة الأخاذة التي قالها الشاعر (عمر أبو ريشة) على لسان تلك المرأة التي كانت تتجول في إحدى الحدائق فرأت وردة تتفتح وكأنها (تغايرها) فقالت هذه المرأة مخاطبة الوردة: تفتّح الورد ألواناً ليفتننا أيحلف الورد أنا ما فتناه وقد صدقت..!. ورب كاتب هذه السطور فجمال المرأة يأسر الورد، كما يسحر عاشقي الجمال الأنثوي من البشر. *** وما دمت أتحدث عن الوردة وأناجيها وعن المرأة ومفاتنها فالشعر يكون حاضراً هنا وكيف لا يحضر الشعر في حضرة المرأة والوردة وبينهما القصيدة. أختمُ هذه السطور بأبياتٍ لها عبق كعبق الورد للشاعر المعروف أحمد الصالح (مسافر)، تترشّفها بعينيك كما يترشَّف العاشق الشهد من بين شفتي معشوقته، وقد تم نشر هذه القصيدة في (ملحق الجزيرة الثقافي) إبان كنت أشرف عليه، وقد اخترت لها عنوان (حيرة الهوى) فالشاعر كان يجسّد فيها حيرته بين افتتانه بجمال المرأة وجمال الوردة: (شفتاك قبَّلتا لمى الورد من منكم المحظوظ بالورد إن الهوى في القبلتين هنا يحتار في شفتين من يفدي لكنه يا ثورة الأشواق هدهده سحر اللمى وعذوبة الشهد) أتوقف هنا.. فما بعد حديث (شهد الشفتين) من كلام!. في دنيا الأسهم السعيد من وُعظ بغيره!! ** لو كنت مشاركاً في مضاربات الأسهم لفررت منها فراري من الأسد، كما هو التعبير القديم، أو فراري من (إنفلونزا الطيور)، بتعبير هذا العصر.! لقد قرأنا عن ذلك الذي انتقل إلى رحمة الله في قاعة الأسهم بعد انخفاض أسعارها، وآلمنا من أُصيب بالقلق والأحزان، ودعونا لمن كانت أرباحه منها (مرض السكري).! المسألة في الأسهم لم تعد خسارة أرباح بل خسارة أرواح!! بقي أن أقول: إن الذين ينالهم الضرر في الأسهم وغيرها في أرواحهم أو أموالهم هم أولئك المضاربون المخاطرون الذين يجعلون بيضهم في سلة واحدة.. أو أولئك الذين يقترضون من البنوك الملايين ثم عندما تنخفض الأسعار لا ترحمهم البنوك (فتنقصف) عندها أموالهم وربما أعمارهم، وقبل ذلك وبعده فهم في ديونهم الربوية أدخلوا في بطونهم ناراً. وثانياً: على المتضررين ألا يلوموا (هيئة سوق المال) التي هي مثل الشعير مأكول مذموم.. بل عليهم أن يلوموا أنفسهم، فالهيئة تصدر التنظيمات الدقيقة وتراقب تطبيقها شأنها شأن أي سوق بالعالم، لكنها لا تستطيع أن تمسك بعصا فتمنع المخاطرين، أو تجوس ضمائر المضاربين، وهي لا تعلم ما في الضمائر والنيات فتمنع وتعاقب وتلك لا يعلمها إلا الله مالك الأرزاق والأعناق. * زبدة القول: في عالم الأسهم ما أصدق حكمة:(السعيد من وُعظ بغيره!) مصر التي في خاطري ** مصر بنيلها وليلها وتنوع أطياف الثقافة فيها، تظل بخاطرك - كما قال شاعرها - مهما ابتعدت عنها.. ومهما قلت في نفسك عندما تغادرها إنك لن تعود إليها لكن سرعان ما يضج الحنين في نفسك لمعانقة نيلها. قبل حوالي شهرين كنت مع الصديق العزيز أ. عبدالله الناصر في القاهرة لحضور معرض الكتاب فيها!. كنت معه نحدق في نيلها الخالد.. وانسابت أحاديثنا كانسياب نهر النيل. كان حديثنا أو نجوانا حول أصالة مصر وثقافتها في هذا العصر. لقد شكلت جيلنا رموزها الثقافية، وأطربت أسماعنا أصواتها الأصيلة، وقبل ذلك عرفنا كثيراً من جوانب سماحة إسلامنا من طروحات علماء أزهرها!. [email protected]