في فترة سابقة كنتُ ضيفاً على نادي القصيم الأدبي في أمسية شعرية.. وكانت هذه القصيدة ضمن قصائد المجموعة التي ستلقى، والتي اختفت حينها من بين أوراقي، تم العثور عليها مؤخراً. أقدمها عبر الجزيرة الغراء للأحبة في نادي القصيم الأدبي وعلى رأسهم أخي الدكتور حسن فهد الهويمل مع تحياتي. علي أحمد علي النعمي بين عَرْفِ الشذا، وهمسِ النسيمِ بادلتني القصيمُ حُبَّ القصيمِ جئتُها زائراً، وقد عسعس اللي يلُ مجيء المُدَلّهِ المستهيمِ ووفاءً مني، وفاءً بوعدٍ كنت أبرمتهُ لِخِلٍ كريمٍ شاقني جوُّها الجميلُ، وشدتْ ني إليها أطيافُ وجدٍ قديمٍ يومَ كان الشبابُ غضاً، وكانتْ ثمراتُ العُقولِ أحْلى الطُّعُومِ وحفيفُ النخيل بالسَّعفِ الأخْ ضَرِ لحنٌ محبب التنغيمِ والروابي تكادُ تفضحُ سِرَاً غَابَ عن ناظري بفعل السديمِ والرمالُ الحسنا تميس دلالاً صافياتٍ زهواً صفاءَ الأديمِ باسماتِ الثغور يرقصن تيهاً في وشاحٍ ضافي الشَّيات وسيمٍ * * * إخوتي في القصيم، جئت إليكم في مساءٍ مُجلَّلٍ بالغيومِ جئتكم في يدي أضاميمُ فُلٍ لِعِناقِ الحُوذان، والقيصومِ ومعي الحبُّ للقصيم كأرضٍ وأناسٍ، وقيمةٍ، وحُلُومِ وحَكايا صحيفة ذات نهج صحفي مُميَّزٍ، وحكيمٍ رَعتِ الحرفَ ناضجاً، وصريحاً وبهيجاً على المسار القويمِ شدَّ من أزرها، وقاد خطاها وحباها بحبِّه المستديمِ نخبةٌ همُّها الطموح لأعلى أفق حُلم بمنتهى التصميمِ ومُناها استشرافُها للمعالي بجلالٍ يُحلُّها في الصميمِ ولقد ردني هواها لِعهدٍ مرَّ كالطيف في المساءِ البهيمِ هل تراها يوماً تعود لتُعنى كشقيقاتها بشحذِ الفهوم؟! أم تُراها اختفت لتُصبح ذكرى بعد أن حلقتْ وراء النجوم؟! ربما، ربما تعود.. ولكنْ ذاك حُلمٌ، والحُلمُ كالمعدومِ * * * إخوتي في القصيم أي مساءٍ عامرٍ في خصوصية، والعُموميّ وبهذا الجمعِ المهيبِ سأتلوْ نبضَ قلبي، وما أنا بملومٍ إن سمعتم ما لا يروق لبعضٍ من محبي غرائبِ التعتيمِ ودُعاةِ الخروج عما ألفنا وارتضينا من التُّراثِ القديمِ لفضاءٍ ناءٍ غريبٍ علينا مُستباحِ الحِمى لكُلِّ ظلومٍ وله أنجمٌ تضيء مَداراً خارجاً عن مجرةِ المعلومِ فهو شعري، ولن أفرط فيهِ طالما سار في المساقِ السَّليمِ وهو مَن قدَّم الكثير غناءً ووفاءً بجرسِهِ المستقيمِ وبترنيمه الحفيِّ بأرضٍ وأُناسٍ، ونبذهِ للوخيمِ * * * إخوتي في القصيم فكراً، ورأياً أنا فيكم هذا المساء قصيميْ مِنْ وفاكم ضاءت حروفي، ورقَّت نغماتي في بشرياتِ القدومِ وسيبقى هذا اللقا خير ذكرى لرجال الإعداد والتنظيمِ ولمن هيَّأوا المجال فسيحاً لاستماع المنثور، والمنظومِ ولكم أيها الأحبَّةُ شِيباً