ما هي خططكم المستقبلية؟ هذا سؤال تقليدي (ولكنه مثير) اعتاد إعلامنا المحلي أن يوجهه إلى المسؤولين، ومن ثنايا إجابة هذا السؤال تستطيع أن تكتشف فيما إذا كان المسؤول يحاول التخلص من السؤال بإجابة دبلوماسية هلامية يقدم من خلالها فاصلاً استعراضياً لقدراته البلاغية أم أنه يمتلك فعلاً رؤية متعمقة لخطة مستقبلية واضحة وذكية وقابلة للتحقق. ينجح التخطيط للمستقبل التعليمي متى ما كان لدى القيادات التعليمية تصوراً مستقبلياً واضحاً لما سوف يكون عليه أداء المؤسسات التعليمية عندما تصبح في حالتها المثالية المستهدفة دعوني أوضح بمثال، لنفترض أننا أعطينا شخصاً صورةً لحيوانٍ مجهول بعد أن تمت تجزئتها إلى قطع متعددة، ثم طلبنا منه تكوين صورة ذلك الحيوان عن طريق إعادة تجميع قطع الصورة.. سوف يفشل هذا الشخص حتماً في تكوين الصورة المستهدفة إذا هو لم يمتلك في دماغه أصلاً صورةً ذهنيةً مسبقة لذلك الحيوان، وستراه عندئذٍ يقوم بجمع قطع الصورة بشكل عشوائي تخبطي. وبالمثل تماماً نقول: إن التخطيط التعليمي يصبح عملاً عشوائياً عندما لا يمتلك المخططون له في أذهانهم الصورة المستقبلية المستهدفة للمؤسسات التعليمية (المدرسة خصوصاً).. ولا يكفي في التعليم أن تكون الصورة المستقبلية المثالية لتعليمنا ساكنة في رؤوس القيادات فقط، بل لابد أن تنجح القيادات في نقل تلك الصورة المستقبلية إلى رؤوس كلّ من يعمل معهم وإشعال حماسهم من أجل الوصول إليها، وحتى يتحقق كل ذلك سأبقى قلقاً على الخطط التعليمية وعلى المستقبل التعليمي الذي ستقود إليه تلك الخطط.