كلما صفَّق المجد لنا قالت الشقراء أهلاً في الوطن ولقد آلت على نفسها نقشها الذكرى على كفّ الزمن صانها الله وأعلى شأنها وحماها من مُضِلات الفتن شدَّني منها ومن أبنائها حبُّهم للسعي والذكر الحسن ضَرَبُوا للعلم فيها موعداً يُكرَم المبدعُ فيه في المهن كل حين منحة منهم لها لِيُنيروا وجهها طول الزمن ألبَسُوها كل عيد حلة وبنوا فيها بيوتاً للسكن أكرَمُوها بزيارات لهم لِيُزيلوا ما كساها من شجن طوَّقُوها بوشاح فاخر أَخرسَت أفعالُهم كيدَ المحن فأَصِرُّوا أيها القوم على بذل ما في الوسع حُباً للوطن لا يروم الفضلَ إلا عاقل قد حماه الله من حُمَّى الوهن هكذا الأموال إن أنفقتها في سبيل الخير تُطوى في الكفن لتلاقي عَشر أضعاف لها إن تكن سراً وإلا في العلن يا شباباً طامحاً نحو العلا قد حباه الله من شَتّى الفِطَن قد زرعنا كلَّ أمانينا بكم فعليكم سَقيها مِن غير مَن وأنَطنا كلَّ آمال بكم فعليكم حَملها مِن دون أن من أراد المجد فليصبر على ثِقَل الحِمل مع دفع الثمن كلما أرجوه أنا نلتقي كل عام مع سباق للزمن ويكون الكل منا راضياً قد نشرنا الحبّ أرجاء الوطن فوداعاً لستُ من يَقلبها لكن الأجدى لقاءً لِيَكُن