أنهت هيئة المتابعة العربية لقرارات قمة الجزائر المتكونة من وزراء خارجية ست دول عربية (الجزائر، السودان، تونس، الاردن، الامارات العربية، اليمن) اجتماعها الدوري الثاني الذي دام يومين وبدأ الثلاثاء بنادي الشراتون بالجزائر العاصمة بعد قيامها بعملية تقييم منهجي للفترة الماضية والوقوف لدى ما تحقق من قرارات القمة العربية المنعقدة بالجزائر في مارس الماضي. وعقب انتهاء الأعمال عقد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الدولة الجزائري والممثل الشخصي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مؤتمرا صحفيا مشتركا تناولا فيه مجمل القضايا العربية والدولية الملحة وأجابا فيه على جملة من أسئلة الصحفين. ففي رده على سؤال يتعلق بموقف الجامعة العربية من صعود حركة حماس للحكم في فلسطين أوضح السيد عمر موسى أنه أكد خلال لقائه بوفد من هذه الحركة مؤخرا على ضرورة الالتزام بأطر ومضمون مبادرة السلام العربية التي تم التأكيد عليها في قمة الجزائر كخيار استراتيجي لاقرار سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.. مشيرا الى انه سمع من الوفد موافقته على المبادرة العربية وعلى إمكانية تعاون حماس مع هذا المطلب. ورفض موسى المحاولات الغربية لخنق الشعب الفلسطيني عن طريق وقف المساعدات المالية عنه بحجة ان هناك حكومة لا يوافقون عليها قائلا: (لا يمكن قبول هذا الموقف من طرف أي دولة عربية لأن هذه الأموال في الأساس موجهة للسلطة الوطنية الفلسطينية وليس لهذه المنظمة أو تلك). من جهته أشاد وزير الدولة الجزائري والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة السيد عبدالعزيز بلخادم بجهود الجامعة العربية لعقد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي بنحو يجمع كل الاطياف السياسية بما يحفظ للعراق سيادته ووحدته الوطنية والترابية.. وأثنى بلخادم على جهود الأمين العام في هذا الجانب. كما تطرق بلخادم الى مسألة الدعم العربي للسلام والتنمية في السودان والصومال وجزر القمر، مذكرا بأنه (في اطار تنفيذ قرارات قمة الجزائر بخصوص تمويل صناديق الدعم العربي لهذه الدول فإن رئيس القمة سيراسل نظراءه في الدول العربية لتذكيرها بالتزاماتها المالية في هذا الشأن بما في ذلك التزاماتها إزاء ميزانية جامعة الدول العربية وتسديد ذلك قبل قمة الخرطوم المزمع عقدها في 29 من مارس القادم). وشدد بلخادم في هذا الشأن مؤكدا ان هيئة المتابعة العربية توصلت في اجتماعها الثاني هذا الى وضع 12 اقتراحا سترفع الى مجلس وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماع التحضيري قبل انعقاد قمة الخرطوم لتبنيها ورفعها الى قمة الرؤساء. وبخصوص ما أثارته الرسومات الكارتونية المسيئة للبني الكريم صلي الله عليه وسلم، جدد بلخادم وموسى تنديدهما بهذا العمل المشين داعين الى اتخاذ كافة الاجراءات من قبل منظمات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي من أجل عدم تكرار مثل هذه الأعمال الشنيعة عبر الدعوة الى اصدار قرارات ملزمة تمنع الاساءة الى الأديان والمقدسات الدينية في الدول الأوروبية.