مرت الحكومة اليونانية أمس الأربعاء بحشد السفن والعبارات في تجاهل للإضراب العام للبحارة البالغين 40 ألف بحار الذي تسبب في شل الحركة باليونان وعزل مئات الجزر وحرمانها من إمدادات أساسية مثل الأغذية والوقود. وواصل البحارة التجاريون في اليونان إضرابهم لليوم السابع على التوالي مما أصاب حركة التجارة الداخلية في اليونان باضطراب شديد نتيجة توقف مئات الشاحنات داخل الموانئ اليونانية. ومد البحارة إضرابهم حتى يوم الجمعة مما أصاب المزارعين بمزيد من اليأس بعد أن وجدوا إنتاجهم الطازج وقد بدأ في الفساد في الموانئ بأنحاء اليونان. ومازال أكثر من 2500 شاحنة متوقفة في الموانئ اليونانية بسبب الإضراب الذي فرض نوعا من العزلة على مئات الجزر اليونانية بعد توقف وصول الأغذية والأدوية والوقود إليها. وأمرت الحكومة بإرسال تسع سفن إلى جزر كريت وباروس وناكزوس بعد أن حكموا أمس بأن الاضراب لم يعد قانونيا. وأكد اتحاد البحارة في اليونان أنه مصمم على مواصلة الاضراب في ميناء بيريوس الرئيسي وكذا ميناء باتراس لتعزيز مطالبهم التي من بينها زيادة مخصصات التقاعد واتخاذ إجراءات تهدف إلى الحد من البطالة في قطاعهم. وقال رئيس الاتحاد جيورجوس فولاجيورجوس (ندعو كل البحارة لمواصلة جهودهم وعدم الاستسلام). وأضاف (سنواصل الاضراب في مينائي بيريوس وباتراس). واحتشد البحارة في ميناء بيريوس مؤكدين أنهم لن يسمحوا لاي عبارة بالابحار. وقالوا إن قرار الحكومة غير قانوني لانه لم يوقع من رئيس الجمهورية. واتحاد البحارة في اليونان هونقابة عمالية تمثل 40 ألف بحار يعملون على الخطوط الدولية. وقال مزارعون إن إضراب البحارة أصاب أعمالهم بالشلل حيث ظلت مئات الشاحنات التي تحمل المنتجات الزراعية في الموانئ بحمولتها. وفي إشارة إلى إحباط المزارعين اليونانيين بعد تلف محاصيلهم التي فشلوا في نقلها إلى الاسواق هاجموا مبنى المحافظة في جزيرة كريت أمس الاول الاثنين مطالبين بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة. كما أدى الاضراب إلى عزل العديد من المسافرين في مختلف الجزر اليونانية. ولم تعد هناك أيضا فرص لحجز تذاكر طيران بعد أن حجزت بالكامل. كما صار الحال حرجا بالنسبة للكثيرين من المرضى. وقال أجيليكي سينودينوس رئيس بلدية سيريفوس "لدينا بعد حالات الطوارئ تتمثل في مرضى يتعين نقلهم فورا إلى مستشفى في أثينا. وقد تأثر ميناءا باري وأنكونا الايطاليين بالاضراب بعد أن تكدست الشاحنات التي تحمل بضائع متجهة إلى اليونان في الموانئ لا تجد السفن التي ستحمل تلك الحمولة. ويأتي إضراب البحارة كآخر حلقة في سلسلة من الاضرابات العمالية في اليونان شملت قطاعات أخرى منها الاطباء ومسؤولي القضاء والعاملين في مجال الخدمة المدنية وموظفي البنوك نتيجة لعدم رضا تلك القطاعات عن الاصلاحات الحكومية. وقرر الاتحاد العام للعمال في اليونان ويمثل مليوني عامل تنظيم إضراب عام في الخامس عشر من آذار - مارس المقبل بالتعاون مع اتحاد العاملين في الخدمة المدنية. ويخطط الاتحادان للتوقف عن العمل لمدة أربع ساعات يوم الثلاثاء المقبل احتجاجا على سياسات الحكومة التي يرون أنها تضر بالقوى العاملة. ونجحت الحكومة اليونانية في إنهاء 18 إضرابا منذ عام 1974م.