** روي عن أحد المشايخ الراحلين أنه سمع طائفاً بالكعبة يدعو الله تعالى: { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي }!، وتتواصل هذه الحكاية مع ما سبق أن أشار إليه شيخنا (أبو عبد الرحمن بن عقيل) - في كتابه: التباريح - عن جار لهم من العامة كان إذا سجد يقول: { رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي}! ** سيكون موقع هاتين الطرفتين مجالس التندر مع الدعاء لهذين الرجلين فذاك مبلغ علمهما، ولكننا لا نزال نسمع من أدعية الوعاظ: اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبق منهم أحداً..! ** دعاءٌ للصحابي الجليل خبيب بن عدي حين عزم بعض المشركين على قتله صبراً، وبسببه آمن (سعد بن الربيع) وآخرون، ولم يكن دعاء جامعاً يشمل غير المشركين في الجريمة، ولشيخ الإسلام (ابن تيمية) رأي في عدم جواز الدعاء على الكفار عامة بل على المتعدين منهم، ويرى أهل العلم أن الدعاء الشامل خاص بسيدنا نوح عليه السلام..! ** وبإيجابية لاحظنا تغير صيغة الدعاء المعروف: اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رشدٍ يُعَزُّ فيه أهلُ طاعتك ويعافى فيه (بدلاً من: يذل فيه) أهلُ معصيتك، وفي (قصة الأخدود) دعا الفتى الصالح: (اللهم اكفنيهم بما شئت).. وفي دعاء النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - على بعض رؤوس الكفر نزلت الآية الكريمة: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} «128» سورة آل عمران.