أكد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن محمد المطلق على ضرورة ارتباط الفتوى بالواقع، وتطبيقها على الوقائع، ووفق أنظمة تحكمها، مطالبًا بتطبيق الأنظمة الصادرة من ولاة الأمر، والمعمم، والمعمول بها، مشيرًا إلى أن الفتاوى تكون ملزمة للجميع إذا أمر بها ولي الأمر، مخاطبًا رجال الهيئة في الرياض بالقول «إذا وجد أحد منكم خللاً أو خطأ في نظام أثناء تطبيقه عليه أن يرفع به إلى مسؤوله الأعلى، ويبيّن الخطأ والخلل في التطبيق؛ لدراسته وتعديله من قِبل الجهات المخوّلة بإصدار الأنظمة». وقال الشيخ المطلق: «إننا نعيش في منظومة لابد أن تحترم»، مؤكدًا أن الاجتهاد الجماعي أقوى من الرأي الفردي، ومقدم عليه، وأن جميع دول العالم تحترم الأنظمة. ومَن يخرج عن النظام يُقدّم للمحاكمة. وعن الستر في جريمة الزنا من المرأة المتزوجة، ومخاوف تقديمها للمحاكمة، خشية الفضيحة، وهدم الأسرة قال الشيخ المطلق: إن هذه الأمور المتكررة في الحوادث التي تقابل رجال الهيئة في الميدان، تستدعي أن تكون لدى رجال الهيئة سلطة تقديرية لتقدير الحالة، فهناك مَن تقع في هذه الجريمة أول مرة، وعن خطأ، وهناك مَن تكون ضمن عصابة منظّمة تمارس الزنا والفواحش. وطالب شيوخ ورؤساء الهيئة، ومَن لهم خبرة بوضع ضوابط للعاملين في الميدان، توضّح كيفية التعامل مع هذه الحالات، وفق ظروف كل حالة لمنع الخطأ، ومعاقبة المتجاوزين. وكشف الشيخ المطلق عن محاورته مع «بعض المتشددين في مواجهة المنكرات من الهيئة»، وقال «تحدثت مع بعض من يبغضون المنكرات، ويتشددون في مواجهتها، وأخشى أن يوصلهم هذا الأمر إلى الشدة الممقوتة، والغريب أنني ناقشت بعض هؤلاء ووجدتهم يستدلون بالآية الكريمة (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا) التي وردت في قصة نوح مع أهله، وقال: علينا أن نعرف تفسير الآية، وأسباب النزول، وفيمن نزلت. كما تعرض الشيخ المطلق إلى الدعاء الذي يدعو به بعض الأئمة على اليهود والنصارى «اللهم أحصهم عددًا، وأهلكهم بددًا، ولا تبقي فيهم أحدًا أبدًا». وقال: إن هذا دعاء الكسالى، فهم يدعون على هؤلاء أن يموتوا جميعًا، ويهلكوا جميعًا رغم أن هذا الكلام روي عن خبيب في ساعة أذى وذل شديد، مستعرضًا أن من صفات نبي الرحمة أنه كان دائمًا يدعو للناس بالهداية، ورفض أن يدعو على «حمير» بالهلاك أو الموت. وقال: «بُعثت رحمة، ولم أُبعث لعّانًا».