قرأت ما خطّته أناملكم الذهبية تحت عنوان: (ما هكذا يكون النقد)، الذي انتقدتم فيه المشهد الثقافي والإعلامي بصورته ومداولاته على النحو الذي نقرأه في مواقع تلك الحوارات التي ليست لها هوية أو مرجعية في الإنترنت من حيث النظرة والتقييم والتناول بما يُخالف ما هو قائم وصحيح، وأن من يمارسه جبان يتخفى باسم مستعار، أو تحت رموز اتخذها له مظلة وأن هؤلاء ينالون وبكلام لا يليق رموزاً ثقافية وإعلامية بدءاً بوزير الثقافة والإعلام مروراً برؤساء تحرير الصحف وانتهاء بالكُتّاب إلى آخر ما ورد برسالتك الضافية عن من يحترف تلك المهنة، وفي هذا النوع من الإعلام الذي احتوى أوعية من الثقافة واللقافة ومن الجيد والرديء من الكلام. أخي خالد: حقيقة أنني كنت متردداً في التعليق على ما كتبته، لكني في النهاية فضّلت أن أبوح لكم بما لديَّ مما هو مفيد حول هذا الموضوع، وقد لا يرضى البعض لذا أقول: لقد تحدثت عن هؤلاء بإسهاب ولم أجد لي مكاناً للإضافة والتّحدث عن تلك النوعية من وطاويط الظلام الذين يتشدّقون بالوطنية وحبهم للوطن وأنهم الأحرص على مصالح الآخرين بينما هم تنحوا عن الصدق فيما يكتبون وتناسوا الأمانة فيما يقولون مما يتعارض مع الدين والقيم والأخلاق والأعراف، وقد يجوز لنا أن نصفهم بالإرهابيين الصامتين.. إلا أنني أقول: ليس المظلوم فقط هم مَنْ ذكرت، بل هم كثر وليسوا ممن ينتسبون لوزارة الثقافة وما يلحق بها فقط، بل وممن ينتسبون إلى وزارات ومصالح حكومية أخرى كهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة العمل والتعليم.. لا بل والأدهى من ذلك تعرضهم لعلماء الأمة وأطناب الأرض ورثة الأنبياء وطعنهم في مشايخنا وطلبة العلم الثقاة كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد العثيمين - رحمهما الله رحمة واسعة - وإني أؤيدكم فيما ذهبتم إليه في أن النقد يجب أن يكون هادفاً مبنياً على الأمانة والصدق وأن يكون الهدف منه الوصول إلى الحقيقة وإلى موضع الداء لنصوغ له الدواء، وأن يكون بأسلوب راقٍ تتوق النفوس إلى قراءته لا أن يبعث على الاشمئزاز وأن يكون بعيداً عن السفه والتطاول على الآخرين بشتمهم أو قذفهم فيما ليس فيهم مما يوجب العقاب الشرعي أو النظامي. صالح العبد الرحمن التويجري