بكل الاحترام والتقدير أوجه هذا النداء لكل أب وأم على هذه الأرض الطيبة الطاهرة وأقول لهم ما هي أهدافكم وآمالكم التي رسمتموها لكي تنشئوا أبنائكم، دعونا نقف وقفة صادقة مع أنفسنا ونفكر هل قدمنا ما أوجبه الإسلام علينا تجاه من لهم حق علينا، وبما أن هذا النداء موجه للآباء فسوف أركز على مسؤوليتهم تجاه أبنائهم التي أوجبها الإسلام عليهم فهي مسؤولية كبيرة قد يستهين بها كثير من الآباء والأمهات للأسف مع أنهم يعيشون تحت ولاية عدل ورحمة وتطبيق لأحكام الشريعة الإسلامية ولكن نرى ضحايا الآباء والأمهات تزداد، فكم من دفع عمره نتيجة إهمال في الرعاية والتوجيه؟ وكم من سلك طريق المخدرات؟ وكم من اقتحم عالم المفحطين وأصبح قاتلاً ومقتولاً، وكم وكم وكم وكم.....؟؟؟ وهذا يحز بنفسي كثيراً عندما أرى أطفالاً وشباباً يتسكعون بالشوارع في كل وقت وكأنهم يهربون من جحيم المنزل، ألم يعلم الآباء أنهم مسؤولون يوم القيامة عن رعيتهم؟ ألم تستمع إلى كلام الله تعالى في كتابه العزيز: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) لماذا لا تحافظ على الأولاد وتنمي عقولهم وكما يحافظ وينمي المال، أليس هؤلاء الأطفال هم رجال الغد الذين ينفعون والديهم ووطنهم إذا غُرست بهم القيم والتربية السليمة؟ ألم تفكر أيها الأب أنه سوف يأتي يوم تحتاج فيه إلى مساعدة وإلى دعاء وإلى كلمة حسنة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث...، وذكر منها أو ولد صالح يدعو له)؟ كيف تحصل على هذا وأنت لم تُتْعِب نفسك بغرس وسقيا القيم سوف تكون النتائج عكسية تماماً وربما لا يترحم عليك أحد بعد وفاتك من أبنائك؛ لأنهم لم ينشأوا على هذه التربية الإسلامية، والذي يحز في نفسي أكثر تصرف بعض الآباء تجاه أبنائهم في المجمعات فأرى كثيراً يتهجم الأب على طفله في ألفاظ جارحة أمام كثير من الناس وهذه الألفاظ لا تليق بأي مربٍ فاضل، فضلاً أن يكون أباً، فلقد حصل أمام ناظري، أب يشبه ابنه بجماد وسوف أقول العبارات التي قالها حرفياً (اتنكة أنت ما تفهم)، (إزلب وجهك) وهذه وفي مواقف أخرى وكثيرة يطلب الأب من ابنه عمل شيء ما معين وإذا لم ينفذه بإتقان يقول له (أنت ما أنت رجال)، وأنا أرد في نفسي وأقول إنه طفل ولكن لن يصبح مستقبلاً رجال بسبب هذه التربية الجاهلة.. فإذا لم تزرع الثقة بالطفل منذ نعومة أظفاره فإنه سوف ينشأ مهزوزاً متردداً فلابد من غمره بالحنان وإشباع تساؤله وتعويده على الحوار الهادف المجدي والنقد البناء الذي يصقل شخصيته وتقوية ثقته بنفسه وبالتالي يكون نافعاً لنفسه وأسرته ووطنه، ويفخر والداه به ويشعران بالسعادة والرضا، وأنا أقول إن من يطبق التربية الصحيحة تجاه أبنائهم كثر ولله الحمد، فواجب الإعلام تكثيف التوعية للآباء والمربين وتبيين أصول التربية الإسلامية لهم وأننا نعيش عصرا مخالفا لعصور ماضية، وأن الذي كان يطبقه أجدادنا مع أبنائهم لا يجدي في عصرنا؛ فنحن عصر الحوار والنقاش والاحترام المتبادل حتى تنشأ المحبة وتكبر وتولد الترابط والتآخي.. وكم أتمنى أن تختفي هذه الألفاظ التي لا تليق على أي مسلم، فما بالك بمن يحظى بخير هذا الوطن الطاهر الذي هو مهبط الوحي، والتربية والتوجيه يجب أن تقتبس من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله جعلنا الله قرة أعين لوالدينا ولوطننا، وجزى الله من أدى الأمانة في التربية والتوجيه خير الجزاء وهدى المتجاوزين عن هذا إلى الطريق الصحيح وأعظم تحية وأجل احترام لكل أم وأب ساعدا أبنائهما على برهما. مدارس المملكة الصف الثاني متوسط- حاصل على لقب أصغر مخترع سعودي