الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان، ورسول هذه الأمة هو محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وشفيع أمته يوم الدين وحجة الله على الناس أجمعين بعثه الله رحمة للعالمين، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر صاحب المقام المحمود والحوض المورود، وصفه ربه بأحسن الصفات وأدبه فأحسن تأديبه وجعل خلقه القرآن {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}، وقال سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا...} بعثه الله للعالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، خير البرية وكريم السجية المصطفى المختار كريم الخصال والفعال، شرفه ربه بالرسالة ورفع قدره وشرح صدره ووضع عنه وزره، فرض الله محبته وأوجب طاعته ومتابعته، من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه فقد أبى، هو سيد ولد آدم ولا فخر، شهدت التوراه والإنجيل ببعثته ورسالته ونبوته، لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، الصادق المصدوق، تحلى بالأمانة والشجاعة والبلاغة والفصاحة، أجرى الله على يديه كثيراً من المعجزات وفوارق العادات، فانشق له القمر ونطق له الشجر، وجعل الله البركة في ريقه وأسري به ليلة الإسراء وعرج به إلى السماء إلى سدرة المنتهى، وجعل معجزته القرآن وآتاه الحكمة والبيان. فنبيٌّ هذه خصاله وأخلاقه، وهذه سجاياه وسماته، كيف تتطاول عليه تلك الأيدي البغيضة والألسنة الحاقدة بالسخرية والاستهزاء، وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً، وهل بعد الكفر ذنب، كفروا بالله وبآياته وبرسوله صلى الله عليه وسلم وتوعدهم الله بقوله: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} فمحمد صلى الله عليه وسلم أعز وأشرف من أن يساء إليه أو تنال كرامته بسوء، أرادوا الإساءة للإسلام والمسلمين بالنيل من كرامة سيّد المرسلين ولكن الله موهن كيد الكافرين {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} لو علم هؤلاء منزلة محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين ما تجرأوا على كرامته عليه الصلاة والسلام، فداه المسلمون بأنفسهم وأموالهم وأهليهم فكان أحب للمسلم من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين. لقد كشفت هذه الحملة الخبيثة وهذا التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم كشفت عن الحقد الدفين الذي يكنّه أولئك للإسلام والمسلمين ولكن الله سيرد كيدهم في نحورهم، وينتصر للمسلمين منهم، تعالى الله ورسوله عما يقول الظالمون. حبّ محمد صلى الله عليه وسلم ونصرتنه يجري في عروق المسلمين إلى يوم القيامة، ولن يرضى مسلم على وجه الأرض أن تنال كرامته صلى الله عليه وسلم أو تدنس شخصيته بتلك الأقلام المغرضة، فإن أعز ما لدى المسلم دينه وعقيدته، وكرامة محمد صلى الله عليه وسلم ومحبته جزء من عقيدتنا وأصل من أصول إيماننا، ونرد بكل قول أو فعل يسيء إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام، وأمة الإسلام يد واحدة في الذود عن حياض المصطفى صلى الله عليه وسلم، فأين دعوى ما يسمونه باحترام الأديان؟.. أهكذا يحترم دين محمد صلى الله عليه وسلم، أهذا ما تمليه عليهم ثقافتهم المشؤومة، هل وصلت حرية الرأي والتعبير إلى الإساءة لأفضل رسول وأشرف رسالة، تبت أيديهم ولعنوا بما قالوا، {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وإن الله لهم لبالمرصاد، وسيبقى محمد صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه وكما آمنت به أمته وستبقى رسالته بإذن الله عالية شامخة لا يضيرها كيد الكائدين، ولا تزعزعها تلك الادعاءات والافتراءات، حفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم كما حفظ دينه {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} خسئت أقلامهم كما خسئت أفواههم والله حسبنا ونعم الوكيل. (*) وكيل المعهد العالي للقضاء