فيما يبدو أن تواجد الإخوان المسلمين في الساحة السياسية المصرية وتصاعد قوتهم داخل المجتمع المصري لم يعد شيئاً مقلقاً للأمن المصري فقط بل أيضاً لدى المحللين والكتّاب والمفكرين، حيث أكد الدكتور ضياء رشوان الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات على أن التنظيم الإخواني ما زال قائماً وبقوة وقد ظهر جلياً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة واستطاع حصد عدد مرتفع من المقاعد في البرلمان المصري، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها قد اتخذت الصبغة السياسية وليست الدينية مع انتمائها لتنظيم معين والمستقبل قد يشمل تحولات في برنامج الإخوان المسلمين بل في ممارسة الأعمال والمهام ذات الصبغة الإسلامية دون الانخراط في تنظيم معين وإن تأسيس حزب سياسي بديلاً عن الجماعة سيكون نقلة كبيرة لها خاصة وأنها تستهدف تأسيس حزب تحت صبغة إسلامية ودينية وتعترف بالمواطنة وأشار الدكتور عمار حسن مدير مركز الدراسات بوكالة أنباء الشرق الأوسط في الندوة التي عقدت مؤخراً بنقابة الصحفيين المصريين حول تحولات الإخوان المسلمين إلى أن تأسيس حزب سياسي للإخوان لابد وأن يخضع للدراسة والتحليل لامتداد جماعة الإخوان في عديد من الدول وإنهم قد نالوا تأييد عامة الجمهور لانطلاقهم من عدة رهانات أهمها شرعية المقاومة مع العدو والحصول على ثقة الكثير من الجماهير في كثير من البلدان العربية وظهورهم كضحايا في نظر المواطنين. وأضاف: إن التجديد والتحول في الإخوان يحتاج إلى عدة مهام ترتبط بخصوص الشعب المصري دينياً وثقافياً وحضارياً أهمها توفير الأمن الجماعي وعدم ملاحقة رموزها وأعضائها ومشاركة التيارات الأخرى حول أمور معينة تخدم مصالح المواطنين والضغط على الجماعة لتطوير شأنها بمعالجة قضايا تهتم بالمواطن والتجديد للمستقبل وإيجاد أخلاقيات للعمل السياسي يربط الدين بالسياسة وفض الاشتباك بين الديمقراطية والدولة المدنية والتوحد وفي الخطاب الإخواني الموجه على الرأي العام والحفاظ على الخصوصية ومراجعة فكرة الحتمية التاريخية والتي تعني تصورهم بأن العالم الإسلامي سوف ينتهي إليهم في نهاية المطاف. في حين أكد جمال نصار المستشار الإعلامي للمرشد العام للإخوان المسلمين على أن الإخوان لديهم مشروع فعال وواضح المعالم وأنهم يهتمون بالتجديد والتحول وفق متطلبات وتحديات العصر وأن رؤية الإخوان لموقعهم في المجتمع كهيئة إسلامية جامعة تري السياسة جزءاً من أعمالها وأنها تسعي للتواصل مع أطياف المجتمع وأقباطه انطلاقاً من مبدأ المواطنة وأن الجماعة لا تتعامل مباشرة مع أمريكا إلا من خلال طرق مشروعة من ممثلة بوزارة الخارجية. وأكد حسام تمام الكاتب الصحفي على أن الإخوان يعيشون حالياً فترة تحول لم يكن معد لها بشكل مسبق وبدون تخطيط يتمثل في تغيير البرامج وفكرة النقاء الأيديولوجي وسار الهدف لديهم هو إمكانية التواجد في الأوساط السياسية والمجتمعية أكثر من سعيهم إلى إحداث تغيير جذري في المجتمع بهدف الإصلاح والتطوير وأصبح لديهم نوع من التصالح مع الحياة في تأييد التيارات والأحزاب السياسية القائمة في أمور كثيرة كانت تتعارض مع أفكارهم في عهدهم السابق فضلاً عن أن تصريحات المرشد العام مهدي عاكف قد لا تختلف عن تصريحات أي قيادة سياسية أخرى الأمر الذي يجعلها أقرب إلى حزب سياسي على أصول وطنية يسعى إلى التكيف مع الوسط المحيط والثقافية المجتمعية دون ربط الهدف الديني والإسلامي بأنشطتهم .