العام الهجري تستقبله بلادنا هانئة آمنة مفعمة بالثقة والآمال والتطلعات نحو المزيد من الإنجازات والعطاءات في هذا البلد الطيب مهبط الوحي وقبلة المسلمين. فبلادنا والحمد لله اعتادت على الإنجازات المتوالية فمن المشاريع الضخمة إلى الاهتمام ببناء الإنسان الذي هو ركيزة التنمية وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أيده الله أولت وتولى اهتماماً كبيراً لإقامة المشروعات وبناء المستشفيات والمدارس بحيث أصبحت المملكة بالإنجازات التي تحققت في زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة حيث توفر الدولة كل وسائل الإنتاج والراحة للمواطنين وبفضل تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله الكريم أصبحت بلادنا مضرب مثل في الأمان والرخاء والطمأنينة. ولا شك أن كل بناء يقام وكل إنجاز يتم هو لبنة في صرح هذا الكيان الشامخ الذي قام على أسس ثابتة ومبادئ عظيمة، وفي الوقت الذي يعاني فيه العالم من آثار الركود والمشكلات الاقتصادية نجد أن المملكة بفضل توجيهات قادتها واستغلالها الأمثل للثروات التي حباها الله بها قد وفرت لأبنائها سبل العيش الكريم والرفاهية من خلال تنفيذ المشروعات العملاقة. إن الإنجازات في كل موقع من المملكة شاهد على عظمة البناء وعلى مدى الجهد المبذول لتحقيقها ومع توديعنا لعام منصرم واستقبالنا لعام جديد يبشر بخير وفير لإسعاد مواطني هذا البلد الكريم فمع بداية هذا العام الجديد تتوالى علينا الأيام تباعاً يوماً تلو الآخر لنجد أنفسنا في النهاية على عتبة عام جديد، فعلينا أن نتوقف لحظة لنسأل أنفسنا بماذا قضينا هذا العام هل قضيناه بالعمل النافع المفيد ديناً ودنيوياً أم أننا تركناه يمر علينا ونحن نقف منه وقفة المتفرج لتمر ساعاته سدى، ماذا اعدننا لهذا العام الجديد الذي نعد العدة لاستقباله؟ لو راجعنا أوراقنا لوجدنا أوقاتاً كثيرة أضعناها سدى، فالزمن هو المسافة التي يقطعها الإنسان من عمره والأيام شاهدة عليه وشاهدة له، فعلينا محاسبة أنفسنا ونحن نستقبل العام الجديد كم ظلمنا أنفسنا وكم ظلمنا الآخرين وهل نجد فسحة لنضمد بعض الجراح التي بات نزيفها يؤرقنا. لذلك علينا ونحن نودع عاماً من عمر الزمن أن لا ننظر إلى الوراء إلا بقدر ما يدعم نظرتنا المتوثبة إلى المستقبل يسندنا في ذلك ما تقدمه حكومتنا الرشيدة من جهود خيرة وأدوار متميزة يسندها في ذلك إيمانها العميق بالله وحرصها على تطبيق شريعته السماوية والعمل المخلص من يسندها في ذلك إيمانها العميق بالله وحرصها على تطبيق شريعته السماوية والعمل المخلص من أجل راحة وأمن ورخاء مواطنيها والمسلمين وأمن وسلامة الإنسان بصفة عامة.