سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشباب يؤكدون: رفقاء السوء هم السبب,, والعلاج ممكن,, والقرار لابد أن يكون فورياً التقتهم (الجزيرة) بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين تحت شعار التدخين قتاّل
عوامل نفسية واجتماعية تدفع المتعاطي المبتدىء لإدمان التدخين
المزاعم التي تشير الى ان بداية الدخول في تعاطي التدخين قرار فردي وسلوكي مزاعم باطلة وتصوير خادع تغاضى عن كل ما تقوم به صناعة التبغ من جهود وممارسات لترويج سلعتها الخبيثة وهو تصوير يفترض ان الناس يتخذون قرارهم وهم في فراغ كامل وهذا يهمش دور وأثر البيئة المحيطة بهم بما في ذلك اعلانات التبغ وجهود تسويقه في اتخاذ هذا القرار خاصة في اوساط الشباب والناشئة بل والاطفال حيث تعمد شركات تسويق التبغ للتعاون مع شخصيات دعائية فنية ورياضية للاستعراض والدعاية لمنتجاتها من السجائر والتبغ مصورة تعاطي التدخين بانه ممارسة ممتعة. ولكن الاتجاه المضاد وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي صادف امس الاربعاء الموافق 31 مايو 2000م يعمل ضمن حملة منظمة لدعم وتقوية قدرات الاعلاميين والصحفيين على كل الاصعدة للتعريف بحقيقة التبغ والتدخين وكيفية بيعه وترويجه وتسويقه وهنا نلتقي بنماذج ممن دخلوا مجال التدخين في ظروف مختلفة واسباب متغايرة ودور رفقاء وقرناء السوء والاحوال الاجتماعية في انضمامهم الى عالم المدخنين. بداية أوضح الشاب طلال الحربي بأن التدخين الجماعي هو البداية لدخول عالم المدخنين وذلك بالتدخين مع مجموعة من الاصدقاء والرفقاء وبخاصة في المناسبات الاجتماعية كالزواج وتجمع الاصدقاء ومشاركتهم في سيجارة دون النظر بما يجره هذا التصرف من سحب سيجارة اخرى ودواليك الى ان يلاحظ بأنه قد دخن اكثر من 4 أو 5 سجائر ومن هذه النقطة فانه يدخل في الجانب النفسي للشخص وخوفه من ان يراه أصدقاؤه المدخنون بأنه قد اقلع او مازال في بدايات الاقلاع عن هذا السم وبأن هذا الشخص سوف يحدث نفسه بأن يأخذ سيجارة هذه المرة بسبب هذه المناسبة ثم يترك الدخان ولكنه سوف يحتك بزملائه في العمل علما بانه لا تخلو اي ادارة في اي قطاع من المدخنين حتى في المستشفيات يوجد اساتذة واطباء يدخنون وهذا شيء مؤسف في مجتمعنا الذي دعي الى ترك الخبائث وتجنبها. غير ان الشاب فيصل القحطاني تحدث عن اهم سبب في رأيه حول انتشار ظاهرة التدخين مبينا ان الشخص حينما يبدأ التدخين فهو لزيادة الثقة بالنفس فهناك بعض الافراد ينتابهم بعض الارتباك او الحرج والخجل عند مجابهة بعض المواقف فانهم يجدون في اشعال السيجارة مهربا من هذا الارتباك او الخجل او التهرب من المسؤولية اذا ما حدث خطب ما او أنَّبه رئيسه في العمل بسبب التقصير في اداء عمله فانه سرعان ما يشعل السيجارة لطرد هذا الخجل او الارتباك اعتقادا منه بأنه يفعل الصواب وهو لا يعلم ما يعود عليه من اضرار صحية. الفراغ هو السبب اما المواطن عبدالله الودعاني فيقول: يرجع سبب انتشار ظاهرة التدخين الى عدة اسباب اهمها الفراغ حيث اذا ما اختلى الشاب مع نفسه وليس لديه ما يقوم به فانه يبدأ في التفكير في كل ما حوله ثم يتجه لاستخدام السيجارة كتقليد لصديق او أب او احد الاقارب لمجرد التقليد ولكنه كما يقولون بأن التدخين اوله دلع وآخره ولع لذلك فانه يبدأ بالسيجارة الاولى ثم يشعر باعتقاده بالتحدي لهذه السيجارة ثم يقوم بامتصاصها برغم ما يعانيه من مشاكل لانه يعتبر هذه تجربة جديدة عليه لذلك فانه يقوم بالاستمتاع بهذه التجربة مع كل ما يشو بها من مخاطر وكذلك كي يفخر امام زملائه بانه قد اصبح رجلا ويستطيع التدخين دون اي مشاكل يواجهها في اول مشواره الضبابي الذي له نهاية غير سعيدة فانه يتباهى بهذا التصرف غير العقلاني وغير الصحي. إدمان بالتدرج * اما الشاب عادل عبدالله فقال: ان هذه الظاهرة منتشرة بشكل مفجع بين الشباب وان احد الاسباب في انتشارها من وجهة نظر المدخن انه يشعر بتقليل الضغوط العصبية ويساعده على التغلب عليها سواء في العمل او في المنزل واكد بأن التدخين يزيد هذه المشكلة خصوصا ان السيجارة تحتوي على مادة النكوتين التي تدخل في دم المدخن ويشعر المدخن اذا لم يدخن بانه فقد شيئاً مهماً ويجب ان يدخن سيجارة في كل الاوقات واذا انقطع هذا الدخان فانه يسبب له نوعاً من العصبية. وقدم الشاب الرياضي المنتسب لاحد الاندية الرياضية في الرياض علي هباش مثلا للادمان التدريجي وخداع النفس بأن احد اصدقائه مدخن وسأله عن اسباب ادمانه عليه فأجابه بانه يشعر بارتخاء العضلات والشعور بالارتياح بعد التدخين خصوصا بعد ساعات طويلة من العمل الشاق في العمل واكد ان التدخين يسبب جلطات الدم لانه يمنعه من ممارسة الرياضة بشكلها الصحيح ولذلك يصبح لدى المدخن نوع من الضيق في الشرايين او انسدادها لعدم ممارسة الرياضة بشكل شبه يومي. * ناصر الدوسري ذكر بان من اسباب الادمان التدخين الانفرادي او التدخين بعيداً عن أعين الناس وهذا ما يحدث لبعض الشباب بأنهم يدخنون بعيداً عن اعين الاهل والاقارب وهذا يعود لاهمال المراقبة الجادة من اولياء الامر. * وعلل تركي المنيعير دخول الفرد بمراحل الادمان بأن التدخين له اسباب عدة ومنها الشعور بالنقص ومحاولة بلوغ الكمال وان ما يزيد المسألة سوءاً ان بعض عادات التدخين تصبح ادماناً خصوصا اذا تناول الشخص وجبة غداء او عشاء او غيرها وحتى إذا احتسى قدحا من الشاي اوغيره فانه بحركة لا شعورية يخرج من جيبه (السيجارة) ويشعلها ويدخن فانه في هذه الحالة لا يستطيع ان يقلع عن التدخين لان الجسم اعتاد عليه بشكل يومي على مدار السنة لذلك تكمن هنا مشكلة الاقلاع عنه لبعض المدخنين. * ويقول ماجد القرني ان بعض المدخنين خصوصا البدينين يدخنون من اجل انزال الوزن كبديل للغذاء والحمية موضحا ان التدخين يقلل من شهية المدخن للطعام لذلك يستمر التدخين من قبلهم بشكل مخيف وملفت للنظر وهذا احد اسباب انتشار هذه الظاهرة بين الشباب. ولقد ثبت طبيا ان المدخن تكون شهيته للطعام اقل من الشخص غير المدخن وذلك يعود الى ان الاعصاب المتحكمة بالشهية تصاب بنوع من الخمول والركود وذلك يعود للمواد السامة التي ينقلها الدم الى هذه الاعصاب سواء الاعصاب المتحكمة بالجهاز الهضمي او غيرها فان المدخن يصاب بنوع من التخدر والسرحان في الغالب. * كيف تتخلص من التدخين؟ وعن كيفية التخلص من عادة التدخين اتفق ضيوفنا الذين التقيناهم على انه يمكن ذلك بأساليب عدة منها: الدعاء، قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس شيء اكرم على الله من الدعاء) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا اموالكم بالزكاة واعدوا للبلاء الدعاء). وعن عائشة قالت قال الرسول صلى الله عليه وسلم لن ينفع حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وان البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان الى يوم القيامة. وكذلك التوكل على الله ان التوكل مقام جليل القدر عظيم الاثر امرنا الله به وحثنا عليه في مواضع عدة من الكتاب قال تعالى (وعلى الله فليتوكل المؤمنون). وهو ان يقوم الشخص المدخن بالتوكل على الله ويطلب العون على ترك التدخين لما فيه صالح هذا الشخص ولكن هناك الكثير من الاشخاص يعتقدون ان التوكل على الله يقضي ترك العمل بالاسباب وهذا اعتقاد خاطىء لذلك فانه على الشخص المدخن ان يبذل الاسباب دون الاتكال عليها في تحقيق مراده بل يتوكل على الله مالك الامر كله. ايضا يؤكد ضيوفنا على اهمية الاقلاع الفوري وهذا السبيل يحتاج الى العزيمة القوية والصلبة بعد التوكل على الله وعدم الاختلاط بالمدخنين وعدم تناول المشروبات التي اعتاد المدخن تناولها مع التدخين وممارسة بعض انواع الرياضة البدنية والاكثار من تناول الخضروات والفواكه. ايضا العلاج النفسي: وهو علاج فعال حيث يتعرف على مثيرات الرغبة في التدخين والتحكم فيها والاقلاع عنها وزيادة القدرة على التكيف مع الشؤون التي تطرأ في الحياة اليومية ومعالجتها دون البحث عن سيجارة لاشعالها وكذلك تحويل لهفة المدخن الى السيجارة إلى كره اذا ما تعرض الى صدمة كهربائية خفيفة وقيام الطبيب النفسي في تحديد بعض الاضطرابات النفسية التي تدعم سلوك المدخن ومن ثم معالجتها. ثم استخدام بدائل التدخين حيث ان المادة التي تسبب العادة الى التدخين هي مادة النكوتين فان باستطاعته وضع بعض اللدائن التي تحتوي على النكوتين او مادة اللوبلين المشابهة للنيكوتين في المفعول مع عدم الاستمرار على ذلك وكذلك استخدام لصقات النيكوتين وغسيل الفم والاقراض المستحلبة التي تحتوي على مواد قابضة تساعد على صد المدخن عن التدخين وكذلك استخدام السواك. اما الاقلاع التدريجي فيستطيع المدخن ان يقلع عن التدخين تدريجيا وذلك بالتقليل من السجائر التي يدخنها بمعدل سيجارة او اثنتين يوميا وكذلك استخدام الفلتر (المرشح الطبي) الذي يعمل على انقاص نسبة النيكوتين. عيادات مكافحة التدخين أنشئت عيادات مكافحة التدخين لتساعد في الاقلاع عن التدخين باستخدام الابر الصينية والعقاقير الطبية ولها ما يكملها من وسائل مساعدة ومن شأن العلاج بالابر والملامس الكهربائي توليد احساسات نفسية لدى المدخن تكون ناتجة عن ردود فعل تجاه رائحة وطعم السجائر.