أساس التلقي وضابطه وحقيقة ميزان المرء بعد صحة التوحيد ونبذ الظلم أساس ذلك ومعقده (العقل) هذه الجوهرة الثمينة، هذه الغريزة الفاضلة السيدة وإذا كان العقل قد سلم من المعارض كأمراض الشبهات، وأمراض السهوات فإن صاحبه يصل الى خير. ولا يكاد يعرف العاقل إلا من يصاحبه بطول صحبة، او يشاركه أو يستشيره أو يحكم له أو عليه، والعقل لا جرم موهبة من الله تعالى، وقد يوفق الله تعالى بعض الخلق الى ضرورة كسبه عن طريق التجربة وسعة النظر وطول العبر لكنه ليس كالأول، وما رأيت أشد خرابا ودمارا للعقل من (الوشاية) ولو على سبيل النصيحة وكذا: الحسد. وأنا قارئي الكريم أذكر لك نتاج عقول فحلة، نتاج عقول متمكنة أمكن ولاصقة ألصق وواعية أوعى، وقادرة أقدر أعرض لهذا أو لبعضه أعرضه ليلوم نفسه من يلوم ويذمها من يذمها ويعي من يعي ويدرك من يدرك، حتى إذا استوت الواضحات على الظواهر وحتى إذا استوت الفطن على سوقها شمر من شمر وبذل من بذل، أو تقاعس وهان فخاب من كان عقله دون ذلك، وإن ظن العاليات لها وصولا والقمم لها صعودا، هذه آثار علم مكين ونتاج عقل موهوب أرقمها هنا لينظرها ويتملكها (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد). العلماء وطلاب العلم، والباحثون والدارسون وكتبة الأدب والثقافة والنقد، وأهل السير والتاريخ هم أحوج ما يكونون إليها فاسبح من خلالها وغص، فهناك الدر لكنه الدر در الخلق لا المصنوع. 1 (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) للإمام الكبير: الخطيب البغدادي. 2 (نظم الدرر في علم الأثر)، للإمام الكبير: زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي، المشهور بالحافظ: العراقي فلا يشكل عليك الاثنان لأنني رأيت من يخلط بينهما، فيجعل هذا مكان هذا خاصة وقد قل الحفظ جدا، وضعفت الهمم. 3 (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) للإمام المتقدم: أبومحمد الحسن بن عبدالرحمن بن خلاد الرامهرمزي,, وينطق (الفاصل) مهملة حرف (الصاد) خلافا لمن ينطقها معجمة (ضاد) فتنبه. 4 (ما لا يسع المحدث جهله) للإمام الحجة: أبوحفص عمر بن عبدالمجيد الميانجي، وهو كتاب جيد في بابه وان صغر الحجم، وقد قرأت لمن لم يعره بالاً ولا أدري كيف كان هذا. 5 (معرفة علوم الحديث) للإمام المحدث: أبوعبدالله محمد بن عبدالله المعروف بالحاكم، ت 405، وهو صاحب كتاب (المستخرج على الصحيحين). 6 (علوم الحديث)، للإمام المحدث: أبوعمرو عثمان بن عبدالرحمن المعروف: بابن الصلاح عند عامة العلماء ت643 على الصحيح حسب فهمي، وهذا الكتاب وكتاب (معرفة علوم الحديث) قد يخلط بينهما بعض طلاب العلم والدارسين بسبب عدم التقصي والعجلة، وإلا فهما كتابان يختلف أمرهما جدا من حيث الطرح العلمي والأبواب والشواهد وكلاهما كفرسي رهان، وان كان: ابن الصلاح أجود في كتابه وأوسع. 7 (الإلماع الى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع) للإمام القاضي: عياض بن موسى اليحصبي ت/544، وقد استفدت منه في كتابي النقد العلمي لمنهج العلماء والمحققين) ط/1/. وهو كتاب جيد في موضوعه مفيد جدا لأهل البحث، ومعرفة حال أصول الروايات وحكم: الرواية بالمعنى وقد أورد هناك نصوصا جيدة. 8 (الكفاية في علم الرواية)، للإمام السابق: الخطيب البغدادي، واسمه: أحمد بن علي بن ثابت، وكنيته: أبوبكر وهذا السفر حسب تقارير أهل الاعتبار والنظر لم يسبق إليه، ومن صفاته العجيبة أنه يولد للجاد المتأني من العلماء والباحثين واهل السير والتاريخ والأدب والنقد، يولد بنات افكار ابتدائية يحسها القارئ بنفسه بين كل نظر ونظر. والكتاب قمن مع إخوانه بتملكه بشرطه ولم أر من العلماء البارعين ولم أر من الباحثين والدارسين من استغنى عنه، وقد استفاد منه ثلة من الأولين وقليل من المتأخرين، وقد نظره وأطال النظر فيه ابن الصلاح. وهو جيد عالي القدر للقضاة، وكذا عامة من يكتب في الروايات وتقييد العلم، ومعرفة قواعده، وكيف يكون التأصيل ولقد تأسفت كثيرا أنه لا يقتنيه إلا نفر قليل فقط، أو يقتنيه بعض العلماء والدارسين لبحث مسألة ما، مع أنه حسب فهمي وتجربتي كتاب ممتاز يحسن النظر فيه بين كل حين وحين، ومتى ما رزق ناظره الجلد وطول النفس، ودقة الفهم مع إخلاص وصحة عقل كان هذا أدعى لعظيم النفع. لكني اليوم أرى العجلة والانصراف لما هو غير مهم، ثم ماذا,,,؟ وأرى حب الوصول الى النتائج مما شكل عبئاً وثقلاً على التجديد والإبداع والاضافات العلمية الموهوبة,, وكم ذم العقلاء: العجلة، وكم ذموا الحرص على سرعة الحكم. ولم أر مثل الذنوب حاصدة للحفظ والعلم ولم أر مثل: العجلة والحسد حاصدة للتجديد والإضافات القديرة. ولم أر مثل الاتكالية داعية للبطالة والتراخي. ولم أر مثل الوشاية وكتابة الكتابات عن الآخرين واعلانها باسم مستعار أو صريح، لم أر مثل هذا يحصد حقيقة أهل العلم والفضل والنبوغ، لم أر مثل هذا مجلبة للهلاك والدمار. 9 (فتح المغيث في شرح ألفية الحديث) للإمام الجيد/ محمد بن عبدالرحمن السخاوي ت/902. وهذا الكتاب كما هو بيّن من: عنوانه أصله شرح لألفية الحافظ العراقي المتقدم ذكره,. لكنه أنبأ وسدّد ودلّ وأهّل وهو كتاب لا يُمَلُّ، وكيف يُمَلُّ وهو خلاصة علمين كبيرين شعر جليل مبدع مجدد وشرح وافٍ كافٍ ضافٍ. وقد وقفت على قوم ينتسبون للعلم فلم أر لبعضهم شروى نقير من معرفة هذا الكتاب إلا اسمه، ولا معرفة ما فيه إلا رسمه، ولا إدراكه إلا بشبه همسة، فأقول بيني وبين نفسي هل مثل العلم طار خرصه أو كبا نسره أو هفا هجسه أو مرض نفسه أو تململ غطسه أو انهدم عسفه أو مات قحصه فكتاب مثل هذا يدور بين: العلم والفهم والتجديد والعقل كيف بالله: مات أهله بل كيف: تكاسل عنه ذووه وربعه بل كيف: (استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير) هل مات قارع أو مات قامع أو مات دامع أو تراه قد تهاون القوم بما هو الخير وتهاون القوم: بما هو: حر الطير لستُ أعلم لكني قد أشم من العلم: ضعف الهمم، وضعف الفهم، وضعف الطلب، ثم أختم بكتاب جيد شرح أكثر من مرة وهو كتاب (المنظومة البيقونية) للشيخ/ عمر بن محمد البيقوني ت/1080ه لعله قد توفي بالشام حسب علمي،والكتاب جيد في نظمه، وهو صالح للحفظ لكنه يجب على مريد حفظه ان يردده دائما وضابط فهمه قراءته على (عالم محدث متمكن).