تعد الأورام الجلد بشروية الخلايا من الأورام الجلدية الشائعة خاصة لدى الناس ذوي البشرة البيضاء الذين يعيشون في مناطق مشمسة، وتكمن أهمية هذه الأورام ليس فقط في شيوعها ولكن أيضاً بإمكانية علاجها خاصة إذا وضع التشخيص باكراً. وفي لقائنا هذا مع الدكتور عبد الله العيسى استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر نتحاور معه حول مسببات الإصابة بهذا المرض وأنواعه وكيفية علاجه وغير ذلك من المحاور ذات الصلة. * لماذا تحدث أورام الجلد؟ - هناك العديد من العوامل التي تؤدي لحدوث أورام الجلد فمن هذه العوامل التعرض الطويل الأمد لأشعة الشمس خاصة في أول عشرين سنة من العمر، حيث أن هذه السنين هي التي تساهم إلى حد كبير في تحديد مستقبل الجلد في سن الكهولة، كما أنه من العوامل لدينا أيضاً لون البشرة حيث تكون هذه الأورام أكثر شيوعاً لدى ذوي البشرة البيضاء. ومن العوامل الأخرى أيضاً الأذية الحرارية المتكررة حيث يذكر حدوث أورام جلد بشروية المنشأ لدى المرضى الذين يستخدمون حقائب مملوءة بالجمر يربطونها على الخصر من أجل التدفئة. كما أنه من العوامل لدينا التعرض لمواد كيماوية معينة كما يحدث لدى منظفي المداخن، كما أنه من العوامل الأخرى لدينا التعرض المتكرر لأشعة x، ومن العوامل الأخرى أيضاً بعض الفيروسات مثل فيروسات Papilloma Viruses، وأخيراً وليس آخراً لدينا الندبات القديمة خاصة ندبات الحروق القديمة والتي قد تكون عرضة للتسرطان أكثر من الجلد الطبيعي. * ما هي أنواع أورام الجلد؟ - تقسم أورام الجلد إلى أورام تحدث على حساب خلايا البشرة وتدعى بالأورام البشروية، وأورام تحدث على حساب الخلايا الأخرى مثل ورم الخلية الصباغية الخبيث والذي يدعى بالميلانوما، كما توجد أورام تحدث على حساب خلايا أخرى مثل الأورام التي تحدث على حساب الخلايا الصانعة للألياف (Fibroblasts ). حدثنا عن أورام الجلد بشروية الخلايا: - تقسم أورام الجلد بشروية الخلايا إلى تلك التي تحدث على حساب الخلايا الموجودة في أسفل البشرة وهي الخلايا القاعدية وتسمى أورام الجلد قاعدية الخلايا (Basal Cell Carcinomas)، وتلك الأورام الحادثة على حساب الخلايا البشروية الموجودة في الطبقات الأعلى وتدعى بأورام الجلد ذات الخلايا الشائكة ( Squamous Cell Carcinoma)، وتختلف هذه الأورام عن بعضها من حيث الشكل، وسرعة النمو، ويبقى طبيب الجلدية الأقدر على وضع التشخيص النهائي، والذي غالباً ما يتطلب أخذ عينة وفحصها تحت المجهر. * هل هذه الأورام قابلة للعلاج وكيف تعالج؟ - إن الأورام الجلد البشروية هي من أكثر الأورام قابلية للعلاج والشفاء خاصة إذا وضع التشخيص بشكل باكر، حيث أن العلاج الأفضل لها هو الاستئصال الجراحي مع أخذ حواف أمان، وتبلغ نسبة الشفاء بهذه الطريقة في الحالات النموذجية حوالي 95%. من المعروف أن الأورام بشكل عام قد تنتقل لأعضاء أخرى كالكبد أو الرئة فهل الأورام البشروية تعطي انتقالات لأعضاء أخرى؟ - من النادر جداً أن تنتقل هذه الأورام لأعضاء أخرى، قد تحدث الانتقالات في حال وجود سرطانات بشروية مهملة منذ سنوات، ولكن عند حدوث هذه الانتقالات تتحول هذه الأورام من أورام قابلة للعلاج إلى أورام قاتلة. * كيف يمكن الوقاية من هذه الأورام؟ - تكمن الوقاية بشكل أساسي بالوقاية من أشعة الشمس ما أمكن، والتي يجب أن تبدأ منذ الطفولة باستخدام واقيات شمس ذات عامل حماية أكثر من 15، حيث أعود وأكرر أن هذه الأورام عادة ما تحدث لدى أشخاص بيض تعرضوا بشكل كبير لأشعة الشمس في أول عشرين سنة من عمرهم، لذا لا بد من استعمال واقيات الشمس منذ الطفولة، ولا خوف من أي ضرر لهذه الواقيات على الأطفال بشرط أن تكون موصوفة من قبل طبيب جلدية مختص وأريد أن أذكر أن لحسن الحظ أن هذه الأورام نادرة جداً في المملكة ربما لأن الناس هنا غير معرضين للإصابة بها من الناحية المورثية (الجينية). * بماذا تنصحون المرضى الذين يظهر لديهم أمراض مشكوك بها في المناطق المعرضة للشمس؟ - ننصحهم بأن لا يهملوا هذه الأمراض فكم من مرض سليم تحول لخبيث بسبب الإهمال، كما ننصحهم بأن يتم فحصهم من قبل طبيب أخصائي الجلدية حصراً لأنه يبقى الأقدر على وضع التشخيص النهائي والعلاج. الدكتور عبد الله العيسى استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر