احتفت مدينة مانشستر البريطانية بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وأيرلندا والوفد السعودي المشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي السعودي البريطاني الذي اختتم أعماله في مدينة مانشستر بعد أن اختتم جلساته وورش العمل فيه في مدينة أدنبرة بسكتلندا بنجاح كبير. وكانت جلسات المنتدى قد افتتحت بكلمة ترحيبية من عمدة مانشستر اللورد أفضل خان أكد فيها على سعادته وأهالي مانشستر بزيارة مدينتهم الصناعية الثقافية التاريخية وتمنى لهم طيب الإقامة والنجاح في لقائهم برجال الأعمال بمدينة مانشستر وان يتمكنوا من بناء شراكة حقيقية وأمام أكثر من 200 رجل أعمال من البريطانيين في مانشستر. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا أن الفرص الاستثمارية في التي تستهدفها المملكة حتى عام 2020م يبلغ حجمها 624 مليار دولار. وبيّن سموه أن المملكة حريصة على التعاون مع رجال الأعمال والشركات بمانشستر في هذا المجال، مبيناً أن الفرص موزعة على غالبية القطاعات في المملكة في ظل الانتعاش الاقتصادي الكبير الذي تعيشه البلاد وكون الاقتصاد السعودي لايزال الأقوى في المنطقة، مبيناً أن هناك إصلاحات حكومية وقوانين جديدة سنت لتشجيع الاستثمار معتبراً سموه أن هذه فرصة للتعاون والاستثمار بين البلدين الصديقين. واستعرض سموه نماذج عن الازدهار الاقتصادي الذي تشهده المملكة وقال: إن حجم الصادرات السعودية للخارج قد ارتفع بشكل كبير في الفترة ما بين 1998م وعام 2004م، حيث إن قيمة الصادرات السعودية في عام 2004م ارتفعت إلى نحو 472 بليون ريال مقابل 145 بليون ريال في عام 1998م أي بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف عمّا كانت عليه قبل نحو ست سنوات. وأكّد سموه أن الزيادة الكبيرة في حجم الصادرات رافقت ارتفاعاً كبيراً في حجم الواردات إلى المملكة، حيث ارتفعت من 103 بلايين ريال في عام 1996م إلى نحو 157 بليون ريال في عام 2004م، مؤكداً أن هذه الأرقام توضح بشكل جلي مدى الازدهار الاقتصادي الذي تتمتع به المملكة ومدى ازدهار حركة التبادل التجاري مع المملكة العربية السعودية ومدى استعداد المملكة لموجة جديدة من التنمية والتطور. وأكّد سمو الأمير محمد بن نواف في كلمته أمام أكثر من 250 شخصية مالية واقتصادية واستثمارية في مختلف القطاعات في مدينة مانشستر أن الوقت مواتٍ الآن للاستثمار في المملكة وفي مشروعات اقتصادية وتجارية وصناعية متعددة. وأضاف سموه أن المشروعات التنموية الجديدة في المملكة سوف تشمل كافة القطاعات والمرافق بما فيها المدارس والمستشفيات وبناء الطرق ومحطات تحلية المياه وتوسيع وتطوير الصناعات والمرافق التجارية لصالح مستقبلنا وأجيالنا القادمة. ودعا سموه رجال الأعمال المشاركين في المنتدى إلى عدم تفويت هذه الدعوة السعودية للاستثمار في المملكة، مؤكداً أن هذه المشروعات التنموية السعودية المعروضة سوف تتطور كثيراً على مدى ال15 عاماً المقبلة. وقال سموه: إن دعوتنا ليست مقصورة على الدخول في مشروعات مشتركة وإنما أيضاً تتضمن إقامة مشروعات شخصية أو فردية وان الأنظمة السعودية الجديدة تسمح للمستثمرين الإقليميين والدوليين بإقامة مشروعاتهم الخاصة، واستعرض سموه حركة الازدهار التي تشهدها البورصة السعودية وقال: إن أسعار الأسهم وحركة التداول قد تضاعفت ثلاث مرات خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن البورصة السعودية قد صنفت في المرتبة ال11 بين بورصات العالم. أما وزير التجارة البريطاني ايان بيرسون فقد أكد على عمق العلاقات السعودية البريطانية، معتبراً أن الفرصة كبيرة للتعاون التجاري بين بلدين كالمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ورحب الوزير البريطاني بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف كسفير جديد لخادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، فيما أعرب عن تقديره للجنة الدولية التابعة لمجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية لتنظيمها المنتدى في كل من مدينة مانشستر وأدنبرة. ونوّه الوزير البريطاني بالعلاقات الوطيدة القائمة بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا وقال: إن هذه العلاقات تمتد إلى جذور قديمة راسخة وتعززت مع مرور الزمن. وأكّد الوزير ايان بيرسون أن العلاقة الوثيقة التي تربط حكومتي البلدين تشمل العديد من المجالات بما فيها العلاقات الثقافية والتجارية وتبادل الزيارات وغيرها. وقال الوزير البريطاني: إن الحكومة البريطانية تعلق أهمية كبرى على العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد زار المملكة مرتين في العام الماضي. ونوّه بيرسون بالمساهمات التي تقوم بها القيادة السعودية الرشيدة لتحقيق التقدم والازدهار في ربوع المملكة على كافة الأصعدة وقال: إن الاقتصاد السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يعدّ أكبر الاقتصاديات في العالم العربي كما تشهد البلاد في عهده حركة سريعة من التنمية والتطور. كما نوّه الوزير البريطاني بقوة وصلابة الاقتصاد السعودي وقال: إن هذا الاقتصاد قد نما في العام الماضي بواقع 6.5 في بالمائة فيما حافظت المملكة على نسبة متدنية من التضخم، وقال: إن الانفاق الحكومي عزز ازدهار التجارة وأعاد الثقة إلى المستهلك في داخل المملكة العربية السعودية الأمر الذي يشجع على الاستثمارات في القطاعات الخاصة. وتوقع الوزير البريطاني أن يحصل الاقتصاد السعودي هذا العام على معدلات عالية من النمو مدعومة بارتفاع ملحوظ في أسعار النفط ومن ثم زيادة العائدات النفطية. وأعرب عن الاعتقاد أن اقتصاد المملكة العربية السعودية يتعزز بعد انضمام المملكة إلى عضوية منظمة التجارة العالمية وقال: إن من شأن ذلك أن يفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية في المملكة، كما أعرب عن إعجابه بقرار المملكة العربية السعودية لاستخدام عائداتها النفطية في مشروعات التنمية المختلفة في البلاد. وأكّد أن بمقدور الشركات البريطانية أن تلعب دوراً مهماً من خلال الاستثمار في مثل هذه المشروعات، ثم بيّن السفير البريطاني في الرياض السير شيرارد كوبر كولز الحجم الاستثماري الضخم في المملكة العربية السعودية داعيا البريطانيين لزيارة المملكة والحكم بأنفسهم بتعدد فرص الاستثمار المتاحة في المملكة أمام الشركات البريطانية. وأكّد أن المملكة العربية في حالة ازدهار مستمر وتقوم بتوظيف عائداتها النفطية لتحديث مرافقها الاقتصادية المختلفة وزيادة مشروعاتها الاقتصادية في كافة المجالات واستعرض المشروعات التجارية الناجحة التي قام بها بريطانيون في المملكة داعياً الشركات البريطانية المختلفة للاستثمار في المملكة للانضمام إلى ركب رجال الأعمال الناجحين هناك. وطالب الشركات البريطانية الاتصال بالجهات السعودية المعنية بالاستثمار للوقوف عن كثب على التطور الاقتصادي الذي تشهده المملكة. وقال: إن المملكة أصبحت ساحة أمان بفضل الجهود التي قامت بها الأجهزة الأمنية السعودية، مشيراً إلى الأسلوب السعودي في مكافحة الإرهاب أصبح أسلوباً يحتذى به. وأكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائبة رئيس مجلس الأمناء والمشرفة العامة لكلية عفت في كلمتها أهمية العلاقات الوطيدة التي تربط المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة. وقالت: إن علاقة الصداقة بين المملكة وبريطانيا يعود عهدها إلى أيام جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عندما اجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل.. مؤكدة أن الزعيمين البارزين رسما أسس العلاقة الحميمة والتحالف الاستراتيجي بين البلدين والذي يقوم على المصالح المشتركة بينهما. وقالت: إنه وفق هذه الأسس تعززت العلاقات بين البلدين عبر الزمن في المجالات الثقافية والرياضية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها.. معربة عن الاعتقاد أن الدارسين السعوديين في المؤسسات التعليمية البريطانية يفوق عدد الدارسين في المؤسسات المماثلة في الولاياتالمتحدة. وتناولت سموها علاقات وبرامج التعاون القائمة بين الجامعات البريطانية وجامعة الملك عبدالعزيز.. مشيرة إلى مذكرة التفاهم الرياضي الموقعة بين بريطانيا والمملكة في عام 1987م. وأعربت عن الاعتقاد أن مذكرة التفاهم المذكورة تعزز من آفاق التعاون الرياضي ورفاهية الشباب وذلك من خلال تبادل الزيارات التي تمت بين الجانبين والتي أدت إلى توفير الفرص لوقوف كل طرف على ثقافة وتقاليد الآخر علاوة على الاحتكاك الرياضي. وأكدت سموها انه من خلال العلاقات التجارية بين بريطانيا والمملكة فقد تمكن الجانبان من الدخول في مشروعات مشتركة بلغت 150 مشروعا بين الشركات البريطانية والسعودية، وتطرقت سموها إلى برنامج التوازن الاقتصادي في المملكة المنبثق من اتفاقية اليمامة موضحة أن هذا البرنامج حقق نتائج ناجحة في العديد من المشروعات التنموية داخل المملكة وتناولت سموها بالتفصيل القوانين والقرارات الحكومية الرامية لتشجيع المستثمرين الأجانب في المملكة العربية السعودية. واستعرض الأمين العام للجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية المهندس عمر باحليوة بالأرقام والبيانات متانة وازدهار وشفافية الاقتصاد السعودي، وتناول في كلمته أمام المنتدى في مانشستر مشروعات الخصخصة الجارية في المملكة وعدد المشروعات الكثيرة التي يمكن للشركات البريطانية الاستثمار فيها. وقال: إن القوانين التي أصدرتها المملكة مؤخراً تستهدف في المقام الأول تشجيع الاستثمار الأجنبي في المملكة، مشيراً إلى أن المملكة توفر مناخا استثماريا جيدا وواعدا لكل المستثمرين. وكان عمدة مانشستر قد أقام حفل عشاء على شرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وأيرلندا والوفد السعودي في استاد مدينة مانشستر الرياضي. ومن الجدير ذكره انه كان وراء نجاح هذا المنتدى من السفارة السعودية في المملكة المتحدة وأيرلندا الأستاذ عبد الله الشغرود الوزير المفوض والأستاذ خالد السلمي السكرتير الأول والأستاذ حسان خياط الملحق التجاري والذين قاموا بجهود مميزة بالتعاون مع الأمين العام للجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف التجارية الأستاذ عمر باحليوة والأستاذ حسين العذل أمين عام الغرفة الصناعية التجارية بالرياض.