أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس، أن الرياض قررت استدعاء سفيرها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن محمد الحجيلان"بهدف التشاور"حول ما نشر هناك من إساءة الى خاتم الأنبياء والمرسلين. وقال الأمير سعود الذي يشارك في الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جولته الخارجية على أربعة بلدان آسيوية ل"الحياة":"نعم قررنا استدعاء السفير للتشاور". وعلم أن السفير الحجيلان موجود في الرياض منذ أيام. وتأتي خطوة الرياض الديبلوماسية التي وصفت باللافتة، في وقت أعلن فيه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي تجريمه نشر الرسوم"البذيئة"، داعياً إلى مؤتمر صحافي موسع غداً السبت في مقر المنظمة في جدة، للحديث عن خطوات الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تجاه هذه الحادثة. وأعرب السفير الدنماركي لدى الرياض هانز كلينغنبيرغ عن أمله بألا يؤثر القرار السعودي في علاقات ومصالح بلاده، خصوصاً التجارية، مع السعودية، مؤكداً أن حكومته تحترم الدين الإسلامي، انطلاقاً من احترام بلاده لحرية الأديان والمعتقدات. ولكن المصادر التجارية السعودية أكدت أن هذه القضية أثرت وستؤثر أكثر في المصالح التجارية الدنماركية في المملكة، وبدأت تلاحظ هذه المصادر نوعاً من المقاطعة السعودية غير المعلنة للمنتجات الدنماركية في الأسواق. وأكدت ذلك شركة"أرلا فودز"الدنماركية، إذ صرح متحدث باسمها في كوبنهاغن أمس"بأن الوضع خطير للغاية، ولاحظنا إقدام أصحاب المحال التجارية في السعودية على رفع منتجاتنا من الرفوف، وعزوفهم عن استيراد المزيد منها لأن المستهلكين يتجنبون شراءها". يذكر أن هذه الشركة تصدر الزبدة والأجبان إلى السعودية بمعدل يصل إلى 268 مليون يورو سنوياً. وفي لندن، أكد السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، خلال افتتاحه"منتدى فرص التجارة والاستثمار أمام الشركات البريطانية في السعودية"في مانشستر أمس، أن"السعودية شهدت تحولات كبيرة في الآونة الأخيرة، والازدهار الاقتصادي يقفز خطوات كبيرة نحو الأمام، ما يوفر فرصاً جيدة امام رجال الاعمال البريطانيين للاستثمار فيها". وقال أمام أكثر من 250 شخصية مالية واقتصادية واستثمارية في مختلف القطاعات:"ان الوقت موات للاستثمار في المملكة وفي مشاريع اقتصادية وتجارية وصناعية متعددة"، داعياً رجال الاعمال الى"عدم تفويت هذه الدعوة السعودية للاستثمار في المملكة". وتطرق الأمير محمد في كلمته الى"موقف المملكة الثابت في رفض الارهاب وادانته بكل اشكاله ومسمياته". وقال:"نحن في المملكة العربية السعودية مصممون على تخليص بلادنا من تهديد الإرهاب، وان الجهود حققت اهدافها، والمملكة مصممة على انزال الهزيمة النكراء بالارهابيين الذين يحاولون شق الصفوف وزرع الخوف والفتنة". واضاف ان"الأمن في المملكة مصان وسنواصل العمل على الحفاظ عليه وبأعلى المستويات، لضمان سلامة شعبنا وسلامة الوافدين الذين يعملون ويعيشون في المملكة". ونوه الأمير محمد ب"الجهود التي بذلها عمدة مدينة مانشستر الكبرى اللورد محمد افضل خان لعقد منتدى التجارة والاستثمار في المملكة العربية السعودية في مدينة مانشستر، التي تعتبر من المراكز المالية والصناعية المهمة في بريطانيا". وأعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون التجارة النائب ايان بيرسون من ناحيته، عن سعادته للمشاركة في المنتدى، مرحباً ب"تعيين الأمير محمد سفيراً جديداً في المملكة المتحدة". وأعرب عن تقديره ل"اللجنة الدولية التابعة لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية لتنظيمها المنتدى في مدينتي مانشستر وادنبره".