بعض الناس تعجبه نفسه وشكله حتى ليكاد يفكر بأنه لم يُخلق في البلاد مثله، وهذا الإعجاب يقود إلى الغرور واحتقار ما سواه، وتحضرني قصة الخليفة سليمان بن عبدالملك عندما لبس أبهى ملابسه ووقف أمام المرآة سائلاً جاريته: ماذا تقولين في شكلي..؟ قالت له على الفور: أنت نعم الرجل لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسان وقديماً قيل: (من تواضع لله رفعه ومن تعالى على الله خفضه). قال تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا}، فالواجب على كل إنسان آتاه الله المال والجمال أن يشكر الله تعالى وليعلم بأن العمر قصير والغرور حقير وخاصة مع خالق الخلق أدباً ثم مع عباده البسطاء ولا ينسى أن الذي رزقه المال والجمال قادر على أن يمسخ ذلك في غمضة عين وليقتدي بنبيه الأعظم عليه الصلاة والسلام الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وفي التاريخ كنوز من العبر والمواعظ لمن تجاوز حدوده أدباً وخلقاً (فالهون أبرك ما يكون).