* حوار: سعد جابر الشهري - علي العمري : هادئ، يمتلك مقومات الإنسان المثقف الذي لا يصعب عليه شيء، وجدناه عند دخولنا إليه صاحب ابتسامة لا تفارق محيّاه، وعندما ذكرنا له أنه بعيد عن الإعلام، قال الأمر برمته يحتاج إلى دراسة ليست المسألة الظهور في صفحات الصحف بقدر أن تقدّم عملاً يليق بالإنجازات، نعم في الحرس الوطني لدينا الكثير من هذه المنجزات، ولكنني أرى أن العمل بصمت هو الإنجاز بحد ذاته، صحيح أن الإعلام يقدّر ويحترم ولكن أن تظهر كل يوم على صفحاته بداع ودونه فلا أرى لذلك جدوى. وبعد إلحاح على سموه وافق على أن تكون الأسئلة مرتبطة بالحرس الوطني فقط؛ فهو الأساس الذي نعمل من أجله سنين طويلة.. بهذه العبارة بدأنا حديثنا مع صاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي ولأول مرة في الصحف المحلية.. فإليكم الحوار: ******* * سمو الأمير: منذ متى وأنتم تعملون في الحرس الوطني؟ - عملت في الحرس الوطني منذ ما يزيد عن (23) عاماً تعلّمت الكثير والكثير من سيدي خادم الحرمين الشريفين هذه الشخصية العظيمة التي مهما تحدثت عنها فلن أوفيها حقها أبداً لأنها مدرسة من خلال سياسته وحرصه على العمل والإخلاص والتفاني والنظام والصراحة في كافة الأمور، وهذه تولّدت لدى كل من يعمل تحت قيادته، والإنسان يكفيه فخراً أن تكون تلك السنين من هذه المدرسة الإنسانية والعملية العظيمة. * كيف ينظر سموكم إلى ما يقدّم لمنسوبي الحرس الوطني من دورات تأهيلية وبرامج في كافة القطاعات سواء مدنية أو عسكرية؟ - منسوبو الحرس الوطني يلقون كل الدعم سواء النظري أو العملي، ومنذ سنوات طويلة والحرس يؤهل الملتحقين به لكافة التخصصات ويرسل البعثات العلمية إلى الخارج للتحصيل العلمي بأنواعه، والحرس الوطني يمتلك الآن كليات ومعاهد على أرقى مستوى. وخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وضع في الآونة الأخيرة حجر الأساس لكلية التمريض في مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للحرس الوطني في جدة، وهذا دليل قوي على ما يتمتع به منسوبو الحرس من اهتمام ورعاية من قبل القيادة الحكيمة التي تسعى إلى تطوير القدرات وتشجيعهم على كسب العلم والمعرفة. * وما هي المشاريع الجديدة التي وضعت للبرامج والدورات التدريبية؟ - ليست البرامج وليدة اللحظة حتى تكون في المستقبل مشاريع، بل هي مستمرة كانت وما زالت وستظل المحور الرئيسي الذي نرتكز عليه في الحرس الوطني، والإنسان هو العنصر الذي يتلقى كل هذه الدورات فلن تتوقف بإذن الله، لأن الدعم الذي يجده الإنسان المنتمي لهذا الصرح لا حدود له أبداً. * سمو الأمير.. وهل هذا هو ما دفعكم للحصول على شهادة الدكتوراه؟ - أبداً فإنني أحمل الشهادة العليا (ماجستير) من أمريكا وبعد عودتي إلى المملكة توافقت الأمور معي فأكملت شهادة الدكتوراه من بريطانيا للقرب من المملكة، وهذا يرتبط بالجانب العملي طموحاتي العملية، وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى والكثير من منسوبي الحرس الوطني يحمل شهادة الدكتوراه سواء كانوا مدنيين أو عسكريين لأن الحرس الوطني يعطي الفرصة لأبنائه بالاستزادة من العلم والمعرفة مهما بلغت الدرجات. * سمو الأمير.. كيف تنظرون إلى العلاقة فيما بينكم وبين الأجهزة الأخرى مثل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية في الجوانب الأمنية؟ - في الواقع أن التعاون مثمر وبناء ويحظى بالمتابعة المستمرة من كافة الأطراف، وهذا شيء طبيعي وغير مستغرب. * سمو الأمير.. كيف ترى الشاب السعودي حالياً؟ - رائع وله طموحات كبيرة وهو يمتلك مقومات المتعلّم المثقف ويكفي فخراً أنه أصبح من جيل التقنية الحديثة للفرص المتاحة له حالياً وعلينا واجب مساعدتهم بما يتوافق مع مجالات التفكير والتطوير والإبداع، وشهادتي في شبابنا الحالي قد تكون مجروحة لأنهم مبدعون وعلينا أن نؤازرهم ونشجعهم. * والمرأة كيف هي حظوظها في الحرس الوطني؟ - خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو أول من دعم المرأة وذلك وفق تعاليم الدين الإسلامي الذي أعطاها حقوقها بالكامل وجعل لها المكانة التي تتناسب معها ومع طموحاتها، والحرس الوطني قدّم لها كل الفرص المناسبة من ناحية التعليم سواء من مدارس أو معاهد صحية، وقد تخرّج منهن الكثير والحرس به الطبيبات والممرضات والمعلمات وهذا دليل كبير على الرعاية والاهتمام الذي تجده المرأة في هذه البلاد العظيمة، فمكانة المرأة محفوظة ولها كل التقدير. * احتضنت المملكة في الفترة الأخيرة القمة الإسلامية التي خرجت بالكثير من القرارات التي تعود بالفائدة على الدول الإسلامية.. كيف يرى سموكم توحّد الدول الإسلامية في قمتها وقراراتها؟ - الحقيقة أن المملكة ومنذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وهي حريصة على لمّ كلمة الدول الإسلامية والخروج دائماً بقرارات تعود بالنفع على المسلمين وتوحيد كلمتهم بما يتناسب والأحداث العالمية. والمملكة تسعى بكل ثقلها إلى لم شمل الدول الإسلامية كيف لا وهي تحتضن الأماكن المقدسة وتستقبل الآلاف من المسلمين ما بين حجاج ومعتمرين، وتدعم القضايا الإسلامية بكل قوة لمواصلة المشوار الطويل من الحفاظ على سمعة المسلمين وتوحيد رايتهم والسير معهم وبهم إلى الاستقرار في الكلمة والدين وتجاوز كل العقبات التي تعترض طريقهم. وخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - همه الأوحد توحيد الكلمة والراية ونتمنى أن تستمر كلمة المسلمين ورفع راية التوحيد بحول الله وقوته. * سمو الأمير: هل هناك توجه لبناء مدن سكنية لمنسوبي الحرس الوطني غير الموجودين حالياً؟ - في الواقع يوجد حالياً في القطاع الغربي مدينة الملك فيصل السكنية ومدينة الملك خالد السكنية بالطائف التي تضم أربعاً وعشرين منشأة تعليمية، والقادم سيكون فيه الخير بإذن الله. * وكيف تنظرون إلى مشاركة القطاع الغربي في مهرجان الجنادرية لهذا العام؟ - الحرس الوطني يقيم سنوياً المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية والقطاع الغربي جزء من الحرس الوطني فيما يوكل له من الواجبات في هذا الجانب. * سمو الأمير.. عرف عنكم البعد عن المجال الإعلامي وتعملون بصمت وبهدوء.. هل هذه سياسة مهنية أم هناك توجه لا نعلمه.. تعليقكم؟ - يعمل الإنسان بجد واجتهاد والعمل هو المرآة الحقيقية دون أن يفصح عن نفسه أو يعلن عن ما يقوم به من واجبات مناطة به. * سمو الأمير.. كيف تشرحون خدمات الحرس الوطني من الناحية الطبية بالمشاعر المقدسة؟ - الشؤون الصحية بالحرس الوطني تواكب التطور الذي يشهده عالم الطب وتشهد آخر الإنجازات العلمية والتقنية في هذا المجال، والشؤون الصحية بالحرس الوطني تساهم وبشكل فعَّال ورائد في خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة كل عام ضمن قطاعات الدولة الأخرى المعنية، وخلال موسم حج هذا العام قامت الشؤون الصحية بتجهيز مواقعها بالمشاعر المقدسة مبكراً بكل الإمكانات التي تؤمن تقديم رعاية طبية متميزة بشكل متكامل. ففي منى تم تجهيز المستشفى الميداني التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني وهذا المستشفى كما هو معروف بني من مادة الفايبر جلاس المقاومة للحرائق والعازلة للحرارة والتي تتناسب مع الظروف المناخية للمشاعر المقدسة. ويضم مستشفى منى الميداني أربعين سريراً مجهزة، إضافة إلى عدد من أسرة العناية الفائقة. والمستشفى مجهز بأحدث الأجهزة الطبية وكافة المستلزمات السريرية ويعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، والمساحة الإجمالية للمستشفى هي (256 متر مربع)، ويتكون من قسمين قسم لتنويم الرجال وقسم لتنويم النساء، كما يشتمل الموقع على العديد من العيادات التخصصية المختلفة والخدمات المساندة وعيادات الأسنان وعيادات النساء والولادة، بالإضافة إلى غرفة عمليات جراحية صغرى متكاملة ومكاتب استقبال ومكاتب إدارية. كما تضم الخدمات المساندة للمستشفى مختبراً متكاملاً للتحاليل الطبية، وغرفة أشعة وصيدلية لصرف الأدوية وهناك سكن للعاملين في مساحة (208 متر مربع)، كما قامت الشؤون الصحية بالحرس الوطني بتجهيز المرحلة الثانية من المشروع والانتهاء منه للاستفادة منه خلال حج هذا العام حتى تكتمل المنظومة لتقديم أفضل الخدمات الطبية لضيوف الرحمن. كما وفرت الشؤون الصحية بالحرس الوطني مظلات واقية من الشمس داخل المستشفى لراحة المرضى من حجاج بيت الله الحرام، كذلك تم تأمين التكييف اللازم لجميع مرافق المستشفى، إضافة إلى مولدات احتياطية للطوارئ يمكن استخدامها وقت الحاجة. ولما كان مجال الخدمة الطبية هو العامل المشترك بين الشؤون الصحية للحرس الوطني والقطاعات الصحية الأخرى بالمملكة كان التنسيق بين الشؤون الصحية والقطاعات الحكومية من وزارة الصحة، ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية وغيرها وذلك لتقديم أفضل الخدمات الصحية المتميزة لضيوف الرحمن وعمل التنسيق اللازم فيما بينهم خاصة في برنامج الإخلاء الطبي بالمشاعر المقدسة التي تشارك فيه الشؤون الصحية بالحرس الوطني بعشر فرق مجهزة تجهيزاً متكاملاً لغرض الإخلاء الطبي وذلك للمشاركة أثناء حدوث أي طارئ، لا سمح الله، مع التنسيق المستمر لضمان تحقيق المطلوب والتأكَّد من جاهزية كل جهة لاستقبال أي حالة طارئة. كذلك التنسيق المستمر مع الدفاع المدني لنقل جميع الحالات المرضية التي تتطلب التدخل السريع لنقل المرضى بالطيران العمودي إلى مستشفى الملك خالد بجدة. وهناك تنسيق يتم مع بعثات الحج الطبية بالمشاعر المقدسة وذلك من خلال زياراتهم إلى موقع مستشفى منى الميداني التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني وعمل التنسيق اللازم من حيث توفير بعض الاحتياجات الضرورية من الأدوية والمستلزمات الطبية لهم، علاوة على استقبال الحالات المحولة من قبلهم والتي تحتاج إلى تنويم بمستشفى الطوارئ، وكذلك المرضى بالعيادات الخارجية بالمشاعر مع تقديم الاستشارات الطبية إذا لزم الأمر، ولنقل صورة أفضل عن الحالة الصحية لضيوف الرحمن ولتحقيق تعاون بناء بين الشؤون الصحية ووزارة الصحة فقد تم توفير خطوط رقمية مباشرة لتسجيل المعلومات الطبية بين مستشفى منى الميداني ومستشفى الملك خالد بجدة وذلك لاستخدام نظامي الخدمات الصيدلانية والمختبر لتشغيل نظم المعلومات الطبية التي تقدمها الشؤون الصحية بالحرس الوطني عبر مستشفى منى الميداني والمراكز الطبية التابعة لها بالمشاعر المقدسة. وتم تجهيز معسكرات صحية متكاملة لتقديم الخدمات الطبية في كل من عرفات ومزدلفة، حيث تم تجهيز معسكر عرفات بعربتين تستخدمان كمستشفى للطوارئ إحداهما للرجال والأخرى للنساء تستوعب عشرين سريراً، إضافة إلى عربتين للعيادات الخارجية للرجال والنساء وصيدلية متكاملة، إضافة إلى الخدمات المساندة، هذا ويقوم بتشغيل مستشفى منى الميداني والمرافق الصحية بعرفات ومزدلفة التابعة للشؤون الصحية بالحرس الوطني فريق عمل من الأطباء والصيادلة والفنيين والإداريين وجميعهم يعملون على مدار ال24 ساعة، وهم من الكفاءات السعودية المؤهلة والمدربة تدريباً عالياً. وبفضل الله وتوفيقه نجحت خطة العام الماضي من خلال تحقيق الأهداف التي رسمتها الشؤون الصحية بالحرس الوطني كما هو واضح من تقرير وزارة الصحة الذي تضمن توضيح الصحة العامة للحجيج وعدم تعرضهم لأي أمراض وبائية وأن صحتهم بخير والحمد لله. وهذا ما نسعى لتحقيقه هذا العام إن شاء الله لخدمة ضيوف الرحمن وذلك من خلال خطة تشغيلية تم إعدادها بتضافر جهود جميع العاملين في الشؤون الصحية بالحرس الوطني وبذل أقصى الجهد لتحقيق الأهداف المنشودة التي نصبو إليها جميعاً. الجدير بالذكر أن رسالة الشؤون الصحية بالحرس الوطني تهدف إلى تقديم كامل الرعاية الصحية المتميزة ووضع كافة الإمكانات والطاقات في خدمة حجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة حرصاً منها على السلامة وانبثاقاً من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على تقديم أفضل الخدمات وأرقاها لضيوف الرحمن. ومن منطلق التوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني حتى يتمكّن الحجاج من إكمال أداء مناسكهم وهم يتمتعون بموفور الصحة والعافية. * ما هي المشاريع الطبية الجديدة بالشؤون الصحية بالحرس الوطني بالقطاع الغربي؟ - لقد تفضَّل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بوضع حجر الأساس لمشاريع طبية جديدة وهي تعتبر نقلة نوعية وإضافة إنسانية، وتتمثَّل هذه المشاريع في مركز طب وجراحة القلب وأنشئ قسم القلب عام 1983م، حيث شهد القسم تطوراً محدوداً في نوعية الأجهزة غير التدخلية التي رغم تكامل نوعيتها لم تغط العدد المتزايد من منسوبي الحرس الوطني وذويهم والذي وصل إلى 150.000 شخص موزعين بين جدة وإسكان الطائف والمدينة المنورة وينبع، هذا عدا المراجعين من غير قطاع الحرس. ففي عام 2004م كان عدد المراجعين لعيادات القلب الخارجية 2991 مراجعاً، بينما كان عدد المرضى المنومين 322، أجريت 3000 أشعة تلفزيونية للقلب، 235 فحصاً لضغط القلب ل24 ساعة، 190 فحص جهد على السير، 310 فحوص لنبضات القلب ل24 ساعة, 2900 تخطيط للقلب، 15 تخطيطاً من بعد. وقد كانت خدمات القلب المتوفرة مقتصرة على غير التدخلية، في حين أحيل إلى مستشفى الملك فهد العسكري الذي تحمّل معنا عبء هذه الخدمات 190 حالة لإجراء قسطرة لشرايين القلب أو عملية لصمامات القلب أو دراسة كهربية القلب. إن الاحتياج لمثل هذه الخدمة في ازدياد مستمر حسب التوزيع لمنسوبي الحرس فإن الاحتياج للتدخل التشخيصي أو العلاجي للقلب سيصل إلى 525 حالة في السنة. ومن المتوقّع أن يكون المركز محل اهتمام لكثير من المقيمين غير السعوديين أو الحجاج المرتحلين كمرجع للحالات الطارئة أو مرجع للحالات المزمنة عن طريق الدفع المباشر. كما وضع حجر الأساس لكلية التمريض والعلوم الطبية المساعدة بمدينة الملك عبد العزيز بجدة. ومع زيادة عدد المرافق الصحية وتوسع خدماتها في أنحاء مختلفة من مملكتنا الحبيبة، وما صاحب ذلك من زيادة في الطلب على الكوادر الصحية المتخصصة لتشغيل تلك الخدمات. والتي يأتي من أبرزها كادر التمريض، حيث بلغت احتياجاتنا من كفاءات التمريض ما يصل إلى 100 ألف وظيفة يتم شغلها الآن بكوادر أجنبية. وقد أدركت قيادتنا الرشيدة حجم هذه المعاناة وضرورة وضع منهجية علمية للتغلّب عليها لضمان دعم واستقرار الخدمات الطبية وعدم تأثرها مستقبلاً بعوامل خارجية قد لا يمكن السيطرة عليها بسهولة. وصدر المرسوم الملكي السامي رقم 18226 بتاريخ 11-9-1422ه بإنشاء كلية التمريض والعلوم الطبية المساعدة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض، وبعد ذلك بفترة وجيزة صدر توجيه كريم آخر بإنشاء كلية أخرى للتمريض والعلوم الطبية المساعدة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة. حيث تقوم هاتان الكليتان بتطبيق أنظمة ومعايير وزارة التعليم العالي في منح درجة البكالوريوس للملتحقات بمجال التمريض حالياً وفي مجالات طبية مساعدة لاحقاً. وقد باشرت الكلية مهام التشغيل وقبول أول دفعة لها من المتقدمات خلال العام الحالي، وقد تم الإعداد والتجهيز لذلك بشكل مؤقت إلى حين الانتهاء من مبنى الكلية الدائم. وتقوم لجنة مكلّفة بذلك برئاسة الدكتورة بثينة المرشد وعضوية من الجهات والإدارات ذات العلاقة بالإشراف على هذه العملية، ويأتي من ضمن مهام هذه اللجنة، وتحديد الموقع المؤقت للكلية واستقطاب الكفاءات اللازمة والتعاون مع الكليات والجهات التعليمية الأخرى والإعداد لابتعاث الممرضات السعوديات لتوطين وظائف الكلية. ومركز العيادات الخارجية والشؤون الصحية بالحرس الوطني أخذت على عاتقها الاهتمام الشامل بهذا المجال والإشراف على ولادة تخصص طب الطوارئ بفرعيه للبالغين والأطفال، والطوارئ بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة تستقبل ما يزيد عن 65 ألف مريض سنوياً في مختلف الحالات الحرجة والمتوسطة. وقد بدأت التوسعة الطبية الكبرى لجميع مرافق الطوارئ، حيث تشمل المناطق الأساسية لجميع الحالات، حيث أخذ في الاعتبار لهذه التوسعة تحرك المرضى بسهولة وسيكون عدد الأسرة بعد التوسعة 32 قابلة للزيادة مستقبلاً. ومن المتوقع زيادة عدد المرضى بعد التوسعة إلى ما يقارب 85 مريضاً سنوياً وأن طب الطوارئ عبارة عن تخصص شامل وله أهمية في المشاركة في حل العديد من المشكلات، حيث إن طبيب الطوارئ لديه من الخبرات والإمكانات التي تؤهله للتعامل مع الحالات الحرجة وهذا ما يميّزه عن غيره، ومع دخولنا عصر التأمين يعتبر هذا التخصص من التخصصات التي دائماً تطالب بها شركات التأمين، وقسم الطوارئ أخذ على عاتقه تحقيق الزيادة في سعودة هذا المجال، حيث يوجد استشاريون سعوديون أنهوا تدريبهم في كندا، كذلك تم ابتعاث سبعة أطباء إلى كندا للتدريب على هذا التخصص. ويعمل بالقسم حالياً (17) طبيباً إخصائياً و(4) استشاريين و(30) ممرضاً وممرضة وجميعهم مؤهلون بالعلم والخبرة المميزة، ولقد حقق هذا القسم العديد من الإنجازات الطبية التي تفخر بها مدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة؛ فهو يعتبر أول قسم خارج مدينة الرياض للتدريب في برنامج الزمالة السعودية في طب الطوارئ وتبنى القسم عقد أول مؤتمر طبي عن طب الطوارئ بالقطاع الغربي. ومن الإنجازات ابتعاث مسعفين للتدريب للعمل بقسم الإسعاف ما قبل المستشفى لأن أهمية علاج الحوادث تقوم على معرفة وخبرة طبيب الإسعاف عندما يأتي إليه المريض، فحوادث السيارات عامة يجب فيها الاهتمام أولاً بالوقاية وكذلك عملية وجود المريض في الساعة الأولى في الإسعاف والساعة الأولى متعارف عليها عالمياً بأنها الساعة الذهبية في علاج عمليات الحوادث، وهي تتطلّب وجود شخص متدرب وعلى معرفة بكيفية التعامل مع الحالة، ويتوفر بقسم الطوارئ أحدث الأجهزة الطبية المطلوبة لجميع حالات الطوارئ كأجهزة الملاحظة اللصيقة، والعمليات الجراحية الصغرى وأجهزة التنبيب الهوائي المعتاد منها والصعب، وكذلك أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي التنفس الصناعي وبقية الأجهزة المساندة. وتم على يدي سيدي خادم الحرمين الشريفين وضع حجر الأساس للتوسعة لمركز نورة بنت عبد الرحمن الفيصل للأورام الذي تهدف الشؤون الصحية للحرس الوطني وتركّز وبشكل أساسي من خلاله على تقديم رعاية صحية متكاملة وشاملة، ومركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل للأورام هو تحقيق لهذا التوجه الوطني ويلبّي حاجة ملحة لمواطنينا في المنطقة الغربية والجنوبية والشمالية، ويقدِّم كل ما يحتاجون له من عناية تشخيصية سريرية وعلاجية، ويعتبر المركز مرجعاً أساسياً لتشخيص وعلاج جميع أنواع الأورام وتم توفير أجهزة حديثة ذات تقنية عالية متقدّمة، حيث يعتبر هذا المشروع الإنساني إضافة جديدة للإنجازات الطبية له فعاليته ولفتة أبوية لمرضى الأورام. ويشهد مركز الأميرة نورة للأورام حالياً ضغطاً متزايداً من المرضى، حيث ازدادت الأعداد منذ افتتاح المركز عام 2000م بصورة مطردة، حيث بدأ المركز عامه الأول بخمسمائة مريض جديد سنوياً وارتفع إلى 2500 مريض في العام 2004م، الأمر الذين أدى إلى ازدياد الضغط على حركة التنويم وأصبح مرضى الأورام ينتظرون الأيام الطويلة من أجل الحصول على سرير لدخول المستشفى، ورغم وجود 60 سريراً في مركز الأميرة نورة مخصصة لمرضى الأورام فإنها دائماً مشغولة بنسبة 100%، لذلك كان لزاماً النظر سريعاً إلى توسعة مركز الأورام بسعة 40 سريراً لمواكبة هذه الزيادة علماً بأن المركز يقدِّم الخدمات الطبية من علاج إشعاعي وكيميائي وجراحي بصورة متكاملة بالإضافة إلى الخدمات المساندة الأخرى كعلاج الحالات المتقدِّمة والتغذية وتخفيف الآلام وإعادة التأهيل وغيرها. وقد بدأت مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الاستعدادات لإنشاء وحدة زراعة نخاع العظم بمركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بن فيصل آل سعود للأورام وبذلك تكتمل الخدمات الطبية المقدّمة لمرضى الأورام بالمركز. وبإنشاء هذه الوحدة المتخصصة في زراعة نخاع العظم بمركز الأميرة نورة اكتملت جميع المرافق العلاجية الحيوية لتشمل أورام الكبار والأورام الإشعاعية والرعاية التلطيفية وأورام النساء وقد قام المركز بتقديم وتوفير الخدمات العلاجية لأفراد المجتمع، حيث تعتبر معالجة هذه الأمراض عملية حيوية ومتطورة باستمرار وتحتاج إلى تقنية لعلاجية عالية. وبدأ التفكير في إنشاء وحدة الحروق منذ مدة خاصة أن وحدة كهذه تحتاج إلى التخطيط الجيد لتعقيد العملية العلاجية بها والحاجة إلى إمكانات كبيرة لرعاية هذه الفئة من المرضى والذي يحتاج كل واحد منهم إلى غرفة منفصلة مجهزة تجهيزاً خاصاً للحماية من العدوى والأمراض الأخرى، وكذلك الحاجة إلى غرف عمليات ترقيع الجلد وغيرها، لذا فإن هذه الوحدة ستكون وحدة منفصلة مجهزة تجهيزاً عالياً على أحدث طراز وحسب المواصفات العالمية وسيكون بها خمس غرف للمرضى مع غرفة عمليات، ومن المتوقع أن تستقبل الوحدة جميع حالات الحروق المعقدة والكبيرة خاصة لعدم توفر وحدة مماثلة على مستوى المنطقة الغربية كلها، وسيتم توفير طاقم طبي وتمريضي وإداري على أعلى المستويات لتقديم أفضل الخدمات الطبية، حيث تشير الإحصائيات إلى أنه قد تم تنويم 250 مريضاً بالحروق بمستشفى الملك خالد خلال السنتين ونصف الماضية. مساحة 700 متر مربع مزوَّدة بغرفة للمطالعة في الدور الأول كما وزعت المختبرات بحيث يحوي الطابق الأرضي مختبري الفيزياء، اللغة بينما يحوي الطابق الأول مختبري التمريض والحاسب الآلي والكيمياء وعلم الأحياء الدقيقة والأمراض التشريحية مع جميع الخدمات المساندة الضرورية من مكاتب للأساتذة والمحاضرين والإداريين ومصلى وغرف لدواليب الطلبة ودورات المياه. وهناك مركز العيادات الخارجية من المقرر إنشاؤه في الجانب الجنوبي الغربي لمبنى المستشفى الحالي بحيث يتكون من 3 طوابق بمساحة إجمالية 83398 متراً مربعاً متصلاً مباشرة بمبنى المستشفى بواسطة ممر مكيّف لضمان انسياب حركة المرضى والأطقم الطبية والإمدادات الطبية في سهولة ويسر. ويحتوي الطابق الأرضي البهو الرئيسي والاستقبال والمصاعد ومكاتب التسجيل والسجلات الطبية وغرف الأشعة التشخيصية وغرف جمع العينات المخبرية ووحدة مرافقي المرضى والإدارة. أما الطابقان الأول والثاني فيحويان ست وحدات للعيادات الخارجية بحيث تتألف كل وحدة من 11 غرفة فحص بمجموع 66 غرفة فحص مع جميع الخدمات المساندة الضرورية من كاونترات للتمريض وصالات للانتظار وغرف للعلاج والإمدادات الطبية وغرف لتغيير الملابس واستراحة للأطقم الطبية.