لا أستطيع أن أذكر العيد من دون أن أقف على هذه الفرحة التي يستشعرها المسلمون في العالم أجمع، وأتذكر أوضاع العالم هذه الأيام فهناك المنكوبون، والأطفال الجائعون المحرومون المعدمون الذين غشاهم الظلام والخوف، والبرد، في فلسطين والعراق أو باكستان في أي مكان من الأرض. * ما زالت أصواتهم تدوّي في بقاع العالم أجمع، ينتظرون من يمسح دموعهم ويواسي أوجاعهم، ويلون سماءهم القاتمة ! * إن بهجة العيد تأخذ شكلاً ولوناً آخر في دولنا العربية من مظاهر الفرحة التي ترتسم على وجوه صغارنا وكبارنا، لذا علينا أن نبادر بالمساهمة في تخفيف معاناة الشعوب التي فقدت الأمان ولو بدعوة من قلبٍ صادق أو تبرع بسيط، ليزيل عنهم بعضاً من آلامهم وأوجاعهم. ! ما أشقى أطفال الحصار والوجع لن يكون عيدهم فرحة كسائر الأطفال لن يلعبوا ببالونات يطلقونها في الفضاء الرحب ويطيب لهم أكل الحلوى. * وربما لسان حال هؤلاء يردد قصيدة المتنبي. عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ أمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ * أما عمر أبو ريشة فيشكو ويعبر عن تلك المأساة دون أن يفقد الأمل فيقول: يا عيد ما افتر ثغر المجد يا عيدُ فكيف تلقاك بالبشر والزغاريدُ يا عيدكم في روابي القدس من كبدٍ لها على الرفرف العلوي تعييدُ سينجلي ليلنا عن فجر معتركٍ ونحن في فمهِ المشبوب تغريدُ * ها هو العالم يعيش في خضم المآسي، يعتصره الألم، ليتنا نزرع الأمل في قلوب المحرومين.! ندعو الله أن تنجلي هذه الغمة، ونصنع من دعواتنا مصابيح ملونة نهديها لهم لتبدد عتمتهم.