ورد العديد من القصائد التي تبتهج مع العيد وتؤانسه في حلٍّ وترحال وقد أعجبني الكثير من النصوص الشعرية التي تلائم هذه الفرحة وتخلق مساحة منها للتواد والتواصل لا تلك التي تتألم وتحاول أن تبعثر هذه الفرحة الجميلة. ولعل مايعزلني عن الشعر في العيد أن عظماء الشعرالفصيح اقحموا الحزن في العيد وتجدهم في غمرته يجنحون عليه بالهمّ والبكاء والذكرى الحزينة والفواجع المتكررة فيملؤون القلوب غيوماً حزينة تمطر وبلاّ شاحبا ً فعمر ابو ريشة رحمه الله قال عن العيد بكل حسرة عيد ما افترّ ثغر المجد ياعيد فكيف تلقاك بالبشر الزغاريد ياعيد كم في روابي القدس من كبد لها على الرّفرف العلوي تعييد سينجلي ليلنا عن فجر معترك ونحن في فمه المشبوب تغريد وقول آخر يمر علينا العيد مرّاً مضرّجاً بأكبادنا، والقدس في الأسر تصرخ عسى أن يعود العيد بالله عزة ونصراً، ويمحى العار عنا وينسخ والمتنبي كذلك تألم واستصرخ حرفه كثيرا في العيد قائلاً عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد ومن جانب ٍ آخر صحيح أننا متألمون لحال سورية وبورما ولكن لابد أن نفرح حتى لو شعرنا بحزن في دواخلنا دعوا العيد رسالة السلام التي نود أن نبعثها لهم والاطمئنان الذي نريده أن يسكن قلوبهم والله إننا محزنون ونشعر بالأسى الشديد لحالهم ونتمنى من الله عزو وجل أن يزيل عنهم هذه الغمّة ويبدلها بدوام الفرح والابتسامة. فديننا علمّنا المشاركة والمقاسمة والملاحمة لكن لم يرشدنا إلى محض الفرح وإقحامه في غمرات الحزن والقهر فتصبح مشاعر مختلطة عقيمة. لابد أن نعطي كل وقت مايناسبه من الشعور، فالعيد لابد أن نظهره بالسعد والبهجة وندع تلك الغصة مختبئة وليس ظاهرة لإن العيد أولى أن يظهر قبل كل شيء.