أم الدكتور

من سكاكا جاءتنا هذه المشاعر الأبوية الصادقة، وفيها تصوير لموقف عائلة سافر أحد أبنائها لأول مرة خارج الوطن لنيل درجة الدكتوراة، ولولا انني لا أريد حرمان القارىء من لذة الاكتشاف لوقفت في هذه السطور على ما حوته هذه المشاعر من صور إنسانية رائعة لكنني أترك ذلك للقارىء الكريم:
لجيت للي رد يوسف ليعقوب
اللي بسط سبع وسبع بناها
يا غافر الذنب ويا قابل التوب
يسر أمور اللي البعثة نواها
تستر علية يالله يا خير مطلوب
احفظه بحفظك يا رافع سماها
يا محمد ابوك بضامره صارت ظروب
عبرت ابوك بضامره ما قواها
محمد لو شفت ابوك والدمع مسكوب
من المحاجر دمعته صب ماها
الدمع هل وضامري فيه لاهوب
انا كبرت والنفس تبغى ضناها
جيت اتخطى لبيتنا وقلت باسلوب
أم الدكتور اليوم وشو غداها
ودي اسليها ولا أبين عيوب
وأشوف خاطرها واعرف مداها
لهي تهل الدمع والرأس معصوب
قلت الدموع اليوم هذا حلاها
أقفيت ثم عودت وخطاي مع صوب
وجبت الدموع اللي حشايه كماها
ودي اسليها وأثر بي عذروب
دمعت غلا سالت وزادت بلاها
وقفت وياها تقل وقفة ذهوب
تمسح دموع العين وتغطي وراها
هذا مشى برضاه ماهو بمغضوب
نفسه تبي العليا وهذا مناها
ان شاء الله يجي دكتور حاسوب
حلاوة العودة تنسينا غثاها
واستغفر المعبود وأنيب واتوب
والنفس امارة كثير خطاها
وأصلي على اللي سنته ما بها عيوب
جلت ظلام الجهل وأشرق ضحاها