قال تعالى في كتابه الكريم يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وقال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . هذه آيات بينات يفضل كل مسلم قراءتها لعلها تخفف من حزنه العميق لفراق أحد أحبائه, إنه فراق مر، مر كالعلقم ولكن ماذا نفعل إذا كان الفراق شراً لا بد منه, فكلنا سوف نفارق ذوينا وأصحابنا يوماً من الأيام، حتى لو طالت أعمارنا لن تتجاوز ذلك اليوم المحدد لفراقنا, فالأيام تجري, والسنين تلحق بها وكل ذلك محسوب من أعمارنا. إنا لله وإنا إليه راجعون حقاً إنا لله وإنا إليه راجعون فلقد افتقدنا في ساعة مبكرة من يوم الخميس الموافق التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك أحد أحبائنا وأغلى أصدقائنا وذلك بينما هو جالس مع بعض أحبائه إثر نوبة قلبية مفاجئة أودت بحياته. فقد أمضى عمره محافظاً على دينه بكل ما أوتي من قوة ثم مواظباً على خدمة وطنه الغالي حيث كان يعمل بكل جد ومثابرة في أحد قطاعات هذا الوطن العسكرية انه المقدم ركن/ عايد فنيجيل العنزي, هذا الرجل الذي لا يهنأ له بال إذا جاءه سائل يطلب منه المساعدة في أي أمر من الأمور حتى يساعده ويرضيه بما يستطيع, لقد امتدحه الصغير والكبير والبعيد والقريب واستأنس بالحديث معه كل من عاشره، وقد رسم الابتسامة على شفتيه ثم عكسها على كل من حوله، تلك الابتسامة الجميلة التي لم تفارق محياه, نعم أحب الناس وأحبوه وفرض احترامه على الجميع بأسلوبه الطيب, وأعماله الخيرة جعلها الله شفيعاً له يوم القيامة بإذن الله تعالى. فإن كان البشر في هذه الدنيا معرضين للخسارة والربح فقد خسرنا وخسرنا الكثير بفقده وانطفأت تلك الشمعة التي كانت تضيء في كل مكان يكون فيه. اللهم لا أعترض على قضائك فهذا هو طريقنا جميعا, ولا نستطيع إلا أن نقول كما قال الصابرون إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله . أخيراً لا يفوتني أن أذكر كل من يقرأ هذه الأسطر أن يدعو لفقيدنا بالرحمة والغفران, رحمك الله أبا تركي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وألهم ذويك وأحبابك الصبر والسلوان، إنه سميع مُجيب.