قد تتخيل ، وانت تتجه الى مسجد شرق لندن في العاصمة البريطانية انك ستزور مسجدا عاديا يؤمه المصلون في أوقات الصلاة، ومن ثم يعودون بعد أدائها الى ممارسة حياتهم العادية تاركين المسجد خلواً منهم,. لكن الامر مختلف هنا تماما,, وربما يبدأ عمل المسجد حقا بعد اداء الصلاة، فهو مركز للتوعية والارشاد الديني، ومدرسة للغة العربية والقرآن ومركز اجتماعي، ومكتب للنصح والاستشارات والكثير الكثير,. والمسجد الذي بني لاستيعاب ثلاثة آلاف مصل لم يعد يتسع لهم الآن، ويوم الجمعة الماضية أمه خمسة آلاف مصل افترشوا كل الطرقات المؤدية للمسجد وخارجه على الرصيف الممتد بمحاذاة الطريق العام، وكان مشهدا مؤثرا حقا. لقد خرج المسجد للتو من مشكلة مع البلدية لحيازة قطعة ارض لصيقة يعتزم المسلمون في المنطقة استقلالها لتوسعة المسجد ليتسع عددا اكبر من المصلين الذين يجدون في هذا المسجد هويتهم الثقافية وانتماءهم الديني وسط بلد يموج بالثقافات والاديان فمن وراء هذا المسجد ومن هم هؤلاء الذين يرفعون لواء الاسلام فيه وماذا يحملون من احلام لتحقيق عمل اكبر وانتشار اوسع,؟! في هذا التحقيق محاولة للإجابة على هذه الاسئلة وربما لاعطاء نموذج لتجربة يمتزج فيها اكثر من عنصر يجمع بين البساطة والصدق والتصميم والايمان, والأمل. منطقة شرق لندن على مقربة من احد القصور الملكية القديمة قرب جسر البرج الشهير Tower Bridge وحيث ترتفع الكثير من ابراج الكنائس ينطلق صوت المؤذن خمس مرات كل يوم يدعو اهالي منطقة بلدية تاور هاملت للصلاة. انه اول مسجد في المنطقة يرخص له بالاذان عبر مكبرات الصوت,, يؤم الصلاة فيه جمع من المسلمين أغلبهم من البنغاليين وبعض العرب وبالاخص الجالية الصومالية. لكن هؤلاء البنغاليين الذين يعود تاريخ قدومهم الى بريطانيا الى مطلع القرن الماضي, دأبوا على اختيار بيت على الدوام ليكون مسجدا لهم حيث يعود أساس المسجد شرق لندن الى بيت بسيط اتخذ عام 1910م ميلادية ليكون مسجدا للطائفة البنغالية وبعد الحرب العالمية الثانية اصبح مركزا لاداء الشعائر الإسلامية باضافة عدد آخر من البيوت الصغيرة حوله وضمتها إليه، لكن التوسع الكبير جرى في الثمانينيات بدعم مالي كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الرائد الأول في خدمة الاسلام والمسلمين. حيث تم شراء قطعة الارض التي يقام المسجد حاليا عليها، ليتسع الى ثلاثة آلاف مصل. ومع تزايد اعداد البنغاليين الذي يرجع الى عاملين احدهما ان الكثير من البنغاليين ممن يشعرون بعدم الامان في مناطقهم وربما لبعض المضايقات العنصرية، يلجؤون الى منطقة شرق لندن حيث ينعمون بحماية اخوانهم، والأمر الآخر يتعلق بما هو معروف عن العائلة الآسيوية واهتمامها بتكوين الأسر والابناء. وقد بدأ اليهود الذين سكنوا قبلهم يخلون المنطقة تدريجيا منتقلين الى مناطق اخرى اكثر رخاء، تاركين المنطقة للوافدين الجدد الذين تميزهم البساطة، وبمرور الزمن بدأت الحوانيت والمطاعم والمقاهي تشهد باعة وروادا جددا اغلبهم من البنغاليين وصار طبيعيا ان تكون اماكن الصلاة نتيجة لازدياد السكان المسلمين غير كافية لاستيعاب الاعداد الكبيرة من المصلين، فكانت الجهود التي اسفرت عن بناء المسجد عام 1985م تعبر عن حالة ضرورية لاستيعاب الحالة الجديدة. من 3 الى 5 آلاف ,,!! لم يتصور احد حينها ان طاقة المسجد بردهاته الثلاث وبقدرة استيعابية تصل الى اكثر من ثلاثة آلاف مصل، ان تضيق يوما ما بعدد المصلين، لكن هذا منطق الحياة وتطور عدد سكان المنطقة أدى بالضرورة الى تزايد عدد المصلين. وبدأ التفكير للمستقبل، فإذا كان المسجد بطاقته الحالية غير قادر على استيعاب المصلين في الوقت الحاضر فكيف سيكون الحال للسنوات القادمة، وفي بلد ومنطقة تقع في قلب العاصمة البريطانية وعلى بعد امتار من السيتي حيث بيوت المال والبنوك ودورة رأس المال في عاصمة التجارة الاوروبية لندن,. أرض تفجّر غضب المسلمين كانت هناك أرض لصيقة بجوار المسجد وعلى شارع يربط قلب العاصمة بمناطق الشمال الشرقي هو شارع )White Chapel( ومن دون علم إدارة المسجد منح مجلس البلدية ترخيصا لبناء شقق لشركة بناء بريطانية وهي شقق فاخرة من غرفة وصالة لصالح احدى الجمعيات الاسكانية. من هنا بدأ الهجوم المضاد للجالية الاسلامية ضد قرار البلدية، وذلك بأن عرضوا شراء قطعة الارض من البلدية عارضين مبلغ 500 ألف جنيه، ومضوا أكثر من هذا بأن اقترحوا بناء عدد من الشقق لكبار السن المسلمين ممن يتقبلون صوت الآذان وهي مشكلة بالنسبة لغير المسلمين. غير ان البلدية كانت قد منحت الترخيص، واصبحت في وضع حرج من ناحية اجرائية، وإزاء تزايد قلق المسلمين من ساكني المنطقة من حقيقة وجود شقق جوار المسجد يقطنها أناس قد لا تتفق مع شرائعهم وطرق معيشتهم مع ما يتم في المساجد من أداء للصلوات وتعبد وندوات ومحاضرات اسلامية. بدء المسيرة الاحتجاجية وهكذا تجمع عدد من الشباب المسلم سرعان ما وصل عددهم الى ثلاثة آلاف شاب من مختلف احياء المنطقة المحيطة بالمسجد وبدؤوا مسيرتهم تجاه المسجد وعلى الشارع الرئيسي )White Chapel( رافعين شعارات مثل انها أرضنا ونريد معاملة متكافئة نريد قطعة الارض متجهين باحتجاجاتهم الى مجلس البلدية حيث المكان الوحيد لاصدار القرار بإعادة الارض. وفيما كان هذا الغضب يأخذ طابعا سلميا مستفيدا من قوانين التظاهر، فقد لجأ البعض الى ارسال تهديدات تحذر اعضاء مجلس البلدية من مغبة العواقب. مما حدا بالمتحدث باسم مجلس البلدية لأن يصرح بأن خطط اعادة النظر بالجهة التي تستحق هذه الارض وضعت من جديد على جدول عمل المجلس لاتخاذ قرار مناسب,! وامام هذا الوضع وبالتشاور بين البلدية ولجنة امانة المسجد والشركة المنفذة للمشروع السكني المزمع تنفيذه على الارض تم التوصل الى صيغة طرحتها امانة المسجد وكانت تعكس ذكاء تفاوضيا بأن يتضمن مشروع التوسعة بعد الحصول على قطعة الارض على ضمانة ببناء عدد من الشقق (20) شقة. عودة الأرض لأصحابها بلغت قيمة الارض (600) الف جنيه استرليني، بمساحة 2000 متر مربع وهنا بادرت ادارة المسجد الى طرح قسائم شراء هذه الارض من قبل المسلمين والتبرع بها للمسجد ومن ثم مدخراتهم الخاصة وهم بشكل عام ذوو دخول محدودة ومتوسطة الى شراء جميع القسائم ال(2000) وهكذا تم شراء قطعة الارض، والاكثر من هذا ان البلدية عرضت دعما مقداره مليون جنيه لتطويرالمشروع باعتباره يتضمن بناء شقق ضمن المنطقة. وبالتالي اصبحت قطعة الارض من ضمن مساحة المسجد ولكن الامر لم يتوقف عند ذلك الحد، فقد منحت البلدية سقفا زمنيا قدره سنتان ونصف السنة لاتمام مشروع التوسعة مضى منها حتى الان سنة واحدة، وبقي سنة ونصف. غير ان المشروع ضخم ويحتاج الى دعم المسلمين لإتمامه، وهذا يتوقف على اهل الخير ومحبي الاعمال الصالحة بالتبرع للمسجد لتوسعته. وقبل الحديث عن الجهود التي يبذلها المسلمون هناك في هذا الخصوص لابد من الاشارة الى نشاطات المسجد الحالية في خدمة المسلمين بالمنطقة. نشاطات المسجد الحالية يبدو المسجد ونظرا لتعدد الانشطة الاجتماعية والثقافية والدعوية اقرب الى المؤسسة الاكاديمية الاسلامية منه الى مكان مخصص لاداء الصلوات. فما ان يحين وقت الصلاة حتى تمتلئ قاعاته الرئيسية بالمصلين ويختلف عدد المصلين من يوم لآخر، ويبلغ العدد اشده ايام الجمع والعطل الرسمية وبالطبع الاعياد. وحال انفراط عقد الجماعة في اداء فرض الصلاة تنعقد مباشرة مختلف الحلقات الدراسية والفقهية والاجتماعية، وتتحول غرف المسجد إلى أماكن دراسة وتسري حركة غير عادية فهنا درس في اللغة العربية وآخر في البنغالية وذاك في اللغة الانجليزية، وسرعان ما يقطع الدرس لكي يطلب من المتخصص في مكبرات الصوت ان يغلق الصوت في هذه القاعة لان لغة اخرى تتقاطع مع هذه المحاضرة، وبالطبع فجميع قاعات المسجد مرتبطة بوقت أداء الصلاة. وبشكل عام فهناك برامج ثقافية وخدمات اجتماعية وبرامج دعوية وقد جرى استغلال ساعات الفراغ ما بين اوقات الصلاة بحيث لا تتقاطع مع ذلك, كما جرى تخصيص ايام السبت والاحد لتدريس المدرسة الابتدائية باللغة العربية وبمؤازرة ذلك هناك برامج تعليمية للرجال والنساء كل على حدة. ولكل برنامج ادارة مختصة، ويجري التنسيق بين مسؤولي تلك الادارات لكي لا تتقاطع او يجري فيها تداخل في التوقيت وهناك يوم خاص للمسلمين الجدد الذين دخلوا الاسلام ونطقوا بالشهادة كنتيجة لنشاط المسجد الدعوي. وحين نقول هناك تدريس للغة مثلا، فلا يعني ذلك تبسيطا في الموضوع اذ يكفي ان نعرف ان تدريس اللغة للكبار يتضمن ثلاثة مستويات وقد بدأ قبل 7 سنوات ويشتمل على دورات في الشرع والفقه الاسلامي. وبشكل عام فإن النشاط التعليمي في المسجد يتوزع على الشكل التالي: إدارة معهد اللغة العربية والدراسات الإسلامية, ويتمثل نشاطها في تدريس اللغة العربية للكبار بثلاثة مستويات ويضم عشرة فصول, وقد قام بتخريج ثلاث دفعات بعد اجتيازهم المستوى الثالث وفقاً لمنهج المدينةالمنورة. الإدارة التعليمية ومهمتها تعليم الاطفال اللغة العربية والقرآن الكريم من خلال مدرسة مسائية فيها قرابة خمسمائة طالب وطالبة بمعدل ساعتين يومياً, تتوزع على ستة فصول احداها للبنات، ويجري فيها استغلال احدى قاعات المسجد الكبيرة لشغل ثلاثة فصول منها,, ومدرسة نهاية الأسبوع وتقام يوم السبت وهي مرغوبة من قِبل الآباء نظراً لمستواها الجيد، وفيها ستة فصول أيضاً، والمدرسة الثالثة هي مدرسة الميزان التي تجري التحضيرات لفتحها حيث توفر مدرسة كاملة للأولاد والأخرى للبنات. وبموازاة ذلك توجد الإدارة الثقافية والتي تتولى مهمة الإجابة على الأسئلة والاستفسارات إضافة إلى الدعوة والإرشاد ومحاربة البدع من خلال الانشطة الاجتماعية والمنشورات وتوجيهات أئمة مؤهلين، اضافة الى التنسيق مع المراكز الإسلامية الأخرى لتنظيم المحاضرات الأسبوعية والشهرية, وقد كان لنا حديث مع المسؤول عن تربية الشباب عضو مجلس إدارة المسجد. وتلتحق بالمسجد إدارات أخرى مثل: إدارة المؤتمرات والخدمات الاجتماعية. إدارة مشروع المسلمين الجدد. إدارة خدمات الموتى. إدارة الصندوق الخيري. إدارة مشروع التوسعة, وهذه هي مبحث اهتمامنا الرئيسي فالنشاطات آنفة الذكر تحول المسجد أشبه ما يكون بخلية النحل إذ يتم تحويل قاعات المسجد إلى استيعاب مختلف الأنشطة المذكورة ومعلوم ما يؤدي ذلك إلى إرباك وإلى تقادم استهلاك لفرش المسجد. (مصلون يفترشون الشوارع المحيطة!) ونظراً للمشهد المؤثر أثناء أداء صلاة الجمعة حيث تمتلئ كل ردهات وأروقة وسلالم المسجد وتمتد المفارش خارج المسجد وعلى الشارع العام لاستيعاب هؤلاء المصلين الذين شوهد الكثير منهم يقف على خطوط الممرات حين لم يجد مكاناً للسجود فيه,, لا نملك إلا أن نشعر بالتعاطف الشديد لدعم مشروع التوسعة، ولذا فقد تحدثت مع عدد من الأشخاص ذوي العلاقة لمعرفة آفاق هذا المشروع وأين وصل وماهي امكانياته. عن ذلك مثلاً حدثني عمدة بلدية تاور هاملت سردار عبدالكريم وهو بنغالي مسلم, وقد سلم بيده صك أرض التوسعة فسألته,. * أنت بنفسك سلمت عقد هذه الأرض لصالح المسجد، وها قد مر أكثر من عام, فما هو رأيك بالفترة المتبقية وهل تتوقع انجاز ذلك؟ ان الأمر يتعلق بإدارة المسجد الآن، وبخططهم بتوفير مبلغ المشروع, نحن ليس لدينا اعتراض وقد منحناهم الترخيص, وما عليهم إلا إنجاز دورهم بهذا الصدد. * وهل اعضاء مجلس البلدية مقتنعون بهذا الترخيص؟ ان تسليم عقد قطعة الأرض هو دلالة أكيدة على الرضا. * معروف أن في البلدية جماعات دينية أخرى، ماذا كان رأيها في الموضوع؟ على قدر معرفتي بالجماعات والأديان الأخرى، استطيع القول أنهم يحتفظون بعلاقة ممتازة فيما بينهم، وقد ساندوا المسلمين في حصولهم على قطعة الأرض هذه من خلال دعمهم المعنوي. ان إجابة عمدة البلدية الأخيرة تمثل نقطة قوية في صالح مسجد شرق لندن، وهو ما أكده إمام المسجد الجديد محمد عبدالقيوم وهو أحد خريجي جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية والذي يجيد اللغتين العربية والانجليزية اضافة إلى لغته البنغالية، والذي خلف بالإنابة محمد أكبر علي بعد وفاته يرحمه الله منتصف الشهر الماضي ,, إذ قال: إن هذا المسجد يؤدي دوراً بارزاً في الحوار مع الأديان الأخرى، ويأتي الكثير من ممثلي الكنائس وطلبة الكليات والدارسين لزيارة المسجد، ونحن نولي مسألة تطوير العلاقات والحوار اهتماماً مستمراً وهو بالتأكيد ما يؤدي إلى إيجاد علاقات طيبة. علاقات مثمرة,, وآمال !,. إن هذا القدر من الاحترام والعلاقات الطيبة مع ممثلي باقي الأديان يعكس مجهوداً طيباً لإدارة المسجد في نسج شبكة العلاقات التي يحتاجها دائماً لتأكيد دوره في هذا المحيط الاجتماعي والثقافي المتنوع، ولكن ماذا مع أخوة الدين؟ ترى ماهي الجهود التي تسعى إلى توفير الدعم المالي لاستكمال مشروع التوسعة, ولكن قبل الحديث مع المعنيين بالدعم المالي والقرار المالي، نود تسليط بعض الضوء على ما يحمله المشروع. يخطط المشروع لبناء قاعات صلاة تستوعب عشرة آلاف مصل بينها قاعات أوسع للنساء لأن هذا المسجد ينفرد في المنطقة في توفير أماكن خاصة للنساء لأداء (الصلاة) ويرمي أيضاً إلى توسيع أماكن الوضوء وتحديثها وانشاء منتديات للشباب المسلم والشابات المسلمات، ومركز للعناية بالأم والمرأة المسلمة، وانشاء مدرسة إسلامية بدوام كامل وفصول دراسية لمعهد البصيرة للغة العربية والعلوم الشرعية، وانشاء قاعة للمؤتمرات والحفلات الاسلامية والولائم، وروضة وحضانة للأطفال وانشاء معرض دائم لنشر الاسلام في الغرب,، ومدرسة لتحفيظ القرآن وعشرين شقة لكبار السن, والتصميم يعبر عن جمالية العمران الاسلامي وسيكون مكملاً للمبنى الحالي ومتواصلاً معه بممرات داخلية بحيث يسهل عملية توحد المصلين ايام الجمع والأعياد عندما يأتي عدد يفوق طاقة المسجد الحالي. قسائم للتبرع أمام هذه المسألة اقترح فضيلة الشيخ سعد البريك قسائم للتبرع بقيمة 1000 جنيه استرليني للقسيمة الواحدة بحيث يتم طرح 8000 شهادة لجمع مبلغ ثمانية ملايين هي قيمة انجاز المشروع بالأسعار الجارية حينها وربما الآن وصلت الى 10 ملايين,, لكن المسجد أعلن منذ الآن فتح باب شراء تلك القسائم وهي معروضة الآن للمسلمين بمختلف جنسياتهم وأماكن تواجدهم. وتتجه أمانة المسجد الى الدعوة لرجال الأعمال العرب والمسلمين لفتح باب التبرع وحسم موضوع الدعم المالي قبل انتهاء المدة المتبقية التي منحتها البلدية للانتهاء من المشروع. ماذا يقول مدير المشروع؟ توجهنا الى مدير مشروع التوسعة الشيخ أحسن سراج السالكين بغية التعرف على حقيقة جهود ادارة المسجد بهذا الشأن فكان سؤالنا التالي: * بعد مضي عام من استلام قطعة الأرض, هل تعتقد أن جهودكم كافية بصدد توفير الدعم وهل ستتمكنون من توفير ذلك قبل نفاذ الفترة؟ مضى حتى الآن سنة منذ استلامنا الارض، ورغم أننا اضعنا سنة، لكننا استطعنا جمع مبلغ ستمائة ألف جنيه استرليني من تبرعات الأفراد، ونحتاج على الأقل 10 ملايين لاستكمال المشروع. وحتى الآن نشعر أن المسلمين من ساكني المنطقة وهم يتبرعون فانهم يشعرون أنهم جزء من هذه الأرض وأنها ملكهم، ولكن هذه التبرعات لا ترقى الى الدعم المالي المطلوب. إننا نريد من خلال مشروع التوسعة ان نجعل هؤلاء ال70 ألف مسلم الذين يعيشون حول المسجد ان يكون لهم مسجد كبير مؤثر في كل نواحي حياتهم الدينية والاجتماعية والثقافية، وكما نرى أكاديمية دراسية في غرب لندن نريد أن نرى أكاديمية اسلامية في شرق لندن. نريد أن نجري عقود الزواج بشكلها الرسمي والشرعي كاملة في المسجد. * في كل جهودكم السابق لجمع التبرعات لا أرى أنها كافية لاستكمال المبلغ ضمن المدة المحددة، فهل لديكم خطط بديلة؟ نحن لا نستجدي بل نضع الأمر كما هو أمام اخواننا المسلمين وقد بدأنا بالفعل بالتبرع وأصدرنا شهادات التبرع وبإمكان المتبرعين الاتصال بفضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس امام وخطيب المسجد الحرام أو بنا مباشرة من خلال الشهادة نفسها وما تحتويه من عناوين وأرقام تلفونات. كذلك أصحاب الأعمال من لمسلمين هنا، والذين حين يتبرعون بألف جنيه مثلا فاننا نستطيع مطالبة الحكومة بمبلغ 300 جنيه فوقها كنوع من التبرع الخيري وهي مسألة قانونية ضمن النظام المالي. كذلك نطمح الى وجود داعم مالي للمشاريع الجزئية مثلا نريد شخصا يدعم مشروع بنا دار العقود الشرعية والقانونية وآخر يدعم مشروع الحضانة أو مشروع كبار السن وهكذا، أو مشروع تحفيظ القرآن، أو مركز الدعوة لغير المسلمين لدعوتهم للاسلام. كلمة أخيرة إذاً فالمشروع بحاجة الى جهد نوعي للاتصال ومحاورة المتبرعين الذين أسماهم الشيخ سراج السالكين بالكبار وربما لا يعرف البعض التحديات الزمنية والمالية والرغبات والطموحات الكبيرة التي تدور في أفئدة ووجدان هذه المنطقة وهؤلاء الناس المسلمين الذين يرفعون لواء الاسلام والدين في أرض تحمل مختلف الشرائع والثقافات، وبذلك يصبح نتاج جهدهم هو ليس فقط لتأكيد هويتهم الدينية والثقافية وانما أوسع من ذلك بكثير انه تحد كبير وراءه رجال وقوم بسطاء ولكنهم أقوياء البصيرة.