,إن هذا الأعمى لويس عوض، قد قرأ القرآن كله,, ومع ذلك تعمى بصيرته، لينقل إلينا تلك الترهات من الاساطير المفتراة، والتي تقول ان موسى كان كاهنا حسبما نقلت مما قدم إلينا في كتابه الضلالي,! ولو كان عند هذا ذرة من انصاف وعدل، لقال وهو ينقل ذلك الضلال المبين، إن القرآن خاطب أم موسى، وهو ما يزال رضيعا، في سورة القصص بقوله سبحانه:"فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين", كيف يكون رسولا وكاهنا في الآن؟, كما قرأ لويس عوض قصة موسى كلها في سور القرآن، عبر مراحل حياته إلى أن اختاره ربه نبيا ورسولا,! أين العدل في النقل والحكم، وأين الحق,, لاسيما في عصر النور، في وسط الوطن الإسلامي، وفي أكبر بلد، فيه الأزهر وعلماؤه؟ وفيه كليات تدرس التاريخ القديم والحديث، وفيه الفقه وأصول الدين!؟ أكل هؤلاء جميعهم لا يعلمون، وواحد يعرف، ويجرؤ على بث سمومه في العالم الإسلامي,, باسم مقدمة لفقه اللغة العربية، أكثرها صوتيات، لا علاقة لها بفقه اللغة، وباقيها طعن في رسل الله وتاريخ المسلمين وزعمائهم، كما صنع في كتابه هذا، حيث ساق إلينا أحاديث الزنادقة المبطلين وترهاتهم، لأنهم فرق ضالة مضلة, كما فعل بالطعن في رمز إسلامي,, ويعتبر تلك الأباطيل أدلة وتاريخا وإدانة لرموز الإسلام والمسلمين, ومن جهله,,, ظنه أن زمني فرعون موسى وعزيز مصر صاحب يوسف الصديق زمن واحد,, كما قدمت آنفا,! ويقول لويس عوض,, في ص "20": كذلك من حقنا أن نشتبه في أن"تل العمارنة", بالقرب من ملوى، اتخذت اسمها من آل عمران، أو من عمرام أبي موسى بحسب ما تقول "التوراة" التي تسمي أخت موسى أيضا "مريم بنت عمران" ونحن نقرأ في كتابنا العزيز أن هذه الأخوة بين موسى ومريم أخوة عقيدة وليست أخوة نسب, وعلى أي توراة يستند الكاتب الغافل؟ ,, أعلى كتاب بني إسرائيل المحرف، الذي غيروا وبدلوا فيه، فلم يعد كتابا سماويا، والقرآن الكريم يثبت ذلك في بعض نصوصه، ونحن في غنى أن يزودنا هذا الكاتب بنقلياته الاسطورية والتخمينية,! وهو كذلك يعود مجدداً,, ليقول في هذه الصفحة كذبا وبهتانا، إن التاريخ وعلم الآثار يحدثانه عن: أثر ثورة اخناتون التوحيدية في ظهور العقيدة الموسوية" إلى أن يقول: وهو ما يؤيد أقوال مانيتون بأن موسى كان في الأصل كاهنا مصريا من كهنة رع في معبد هليوبوليس", ويمضي هذا التكرار المقيت عن نبي الله موسى، كأن الأمر راق له في نسبة الكهانة إلى موسى، لأنه يرضيه ويرضي أعداء الله ورسله، ويعود إلى تكرار أن ابنة فرعون أخذت الطفل موسى، ويسميه عوض الطفل الإسرائيلي، ويؤكد التجني رغم أنه يعرف الحق ولكنه يحيد عنه، فيقول: وبالطبع ليس هناك تعارض بين قصة مانتون عن الكاهن المصري أو سرسيف الذي لجأ إلى بني إسرائيل مع أتباعه ثم تسمى باسم "موسى"! ويدخل الكاتب الضلالي في التخمينات، فيقول: فمن الجائز أن هذا الطفل اإسرائيلي الأصل ربي في بلاط فرعون بوصفه مصريا متمصراً ولقن عبادات المصريين، بل وربما انخرط في سلك الكهنة وصار كاهنا من كهنة رع في معبد هليوبوليس ولكنه كان يعرف بأصله الإسرائيلي", هذا هو فهم ووعي هذا الكاتب، الذي عرف قصة موسى من القرآن، ومع ذلك يذهب إلى الأساطير والتخمينات والأباطيل,! ذلك أن ربما و في تقديري ليس منطق كاتب يتحدث في الحقائق التاريخية, وذلك حينما يقول في ص "21": وفي تقديري أن اسم "عمران" ومشتقاته له علاقة باسم العمو أو العمرو؟ وكذلك قوله في ص "22": ولعل بني إسرائيل هم قبائل "العمو", ذلك أن هذا ليس اسلوب دارس: لعل وربما",! حتى إنه قال في هذه التخمينات وهو يتخبط, بحثا عن جذور نبي الله موسى عليه السلام، وذلك في هامس ص 22:" ويبدو أن موسى الإسرائيلي أو العموري المتمصر درس في نفس الجامعة وتأثر بنفس الفلسفة في جبل اخناتون", وهذا الكاتب الذي يعيش في عصر الحضارة والنور، في القرن العشرين، يتكئ على التوراة المحرفة والمبدلة، وهي قبل ذلك كتاب سماوي من عند الله,! في آخر ص "24" يقول لويس عوض: وقد ذهب بعض العلماء إلى افتراض أن شبه جزيرة العرب كانت في زمن قديم موغل في القدم أكثر خصوبة مما هي ثم اصابها الجفاف فأدى ذلك إلى هجرة سكانها الأصليين إلى وديان الأنهار والسهول المحيطة بشبه الجزيرة، ولكن موسكاني وغيره يرفضون هذا الرأي لأن الشواهد العلمية تؤكد أنه لم يحدث أي تغير في مناخ الجزيرة منذ فجر التاريخ المعروف، أي الألف الثالثة أو الرابعة قبل الميلاد", وأنا أقول لعوض ومؤرخيه,, الذين لم يصلوا إلى حقائق، أن نبي الإسلام قال بما لا يدع مجالا للشك، لأنه لا ينطق عن الهوى,, كما زكاه ربه، قال عليه السلام: "لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجا وأنهارا", وهذا يؤكد أنها كانت قبل ذلك مروجا وأنهارا، وأن مؤرخي لويس عوض الذين يرفضون ذلك في الماضي,, علمهم قاصر وناقص، وقد كذبوا في رفضهم لأنهم مخمنون، وما نقوله مؤكد وبعيد عن الافتراض, وقد كانت اليمن جنة خضراء ثم اصابها الجفاف، وقد سميت باليمن السعيد، والكاتب يشكك في ذلك ويعتبره افتراضاً,, بالنسبة إلى العصر الجليدي، حيث كانت حضارات في أطراف شبه الجزيرة، في الألف الثالثة والألف الثانية قبل الميلاد,, كما يقول الدكتور جواد علي. ويظل لويس عوض يضلل، فيقول في ص "25"، وهو يتحدث عن الحضارات الآرية في الشرق القديم وفي أوروبا: "ولكن كل هذه الافتراضات لا معنى لها خارج الانثروبولوجيا الطبيعية والجغرافيا الجنسية ما لم تقترن بآثار الإنسان على الأرض, وهو يسميها تشنجات بشرية تحتاج في تفسيرها إلى تشنجات بشرية وجيولوجية أو أيكولوجية". ونفي الكاتب لا يركن إلى أدلة، وهو لا يعلم، ولا يسلم بما يعلم,, لأنه لا يريد، ولندعه في تشنجاته التي اختارها مساراً له وذريعة لجاهل، يتصدى للعلم والتاريخ والبحث وهو أعزل، وكل ذلك في سبيل فقه اللغة العربية، الذي أغاظه وأحزنه وأرقه، وقال في "26" دون أدلة: وقد انتهيت في أبحاثي في فقه اللغة العربية إلى أن اللغة العربية هي أحد فروع الشجرة التي خرجت منها اللغات الهندية الأوروبية". في ص "41"، أجد نفسي أمام انتقال مفاجئ من الكاتب، ليس بينه وبين سابقة رابط ولا فاصل عنواني,! وأسأل: كيف أصبحت اللغة العربية الهندية الأوروبية كما ينقل المؤلف,, عربية فصيحة، نزل بها الكتاب العزيز, كيف صار هذا التحول، والمؤلف لا يقدم إلينا شيئا يستند عليه، وإنما يقفز بنا بلا مقدمة ولا أدلة، وهو خلل في الدراسة، وتصبح النماذج,, في الفصل الأول هذا فيما يتعلق بالعربية واهية لا يعول عليها !؟ وكيف يقبل من دارس، تخصص في اللغة الإنجليزية، أن يقدم إلينا احاديث عن جذور لغات أكثر أدلتها أوهام، ونحن معنيون فقط بعربيتنا ؟ إن ما نقله عن أعلام لغتنا,, فنحن نعرفه وندركه، ولا حاجة لنا أن يدلنا عليه,! وكيف نقبل منه ما يقول,, والتاريخ يؤكد لنا أن أبا العرب إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام,, قد تعلم العربية، منذ زمن عميق في التاريخ من قبيلة جرهم، التي جاورته في مكة؟ وينقل إلينا الكاتب في صفحتي 42 - 43 ما سجله الجوهري,, صاحب الصحاح في اللغة في ص 328 ه ,, في كتابه "الألفاظ والحروف" قوله: "واللسان العربي القديم لم يؤخذ من لخم أو جذام لمجاورتهم أهل مصر والقبط، ولا من قضاعة وغسان وإياد لمجاورتهم أهل الشام، وأكثرهم يقرأون بالعبرية، ولا من تغلب واليمن لمجاورتهم اليونان، أي لشدة اتصالهم بهم، ولا من بكر لمجاورتهم النبط والفرس، ولا من عبد القيس وازد عمان في البحرين لمخالطتهم للهند والحبشة، ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة، ولا من ثقيف وأهل الطائف لمخالطتهم تجار اليمن المقيمين عندهم، ولا من حاضرة الحجاز لأن ألسنتهم فسدت لمخالطتهم غيرهم من الأمم وهم ينقلون إليها لغة العرب بعد الفتح العربي" (17). إن هذا المتناقض الخبيث,, الذي ينقل إلينا ما أثبته الجوهري من نقاء عربيتنا، وأنها لم تأخذ لسانها من القبائل التي عددها، لمجاورتها واختلاطها بالأعجام لسانا، يرجع بنا القهقري في ص 42 ليؤكد على أسماعنا,, مرات ومرات، لا يمل التكرار غير المجدي عندنا,, مهما يحاول ويصاول، فيقول: إن صلب اللغة العربية ذاته كان من نفس الشجرة التي تفرعت عنها المجموعة الهندية الأوروبية حتى قبل هجرة العرب من موطنهم القوقازي إلى شبه الجزيرة التي تحمل الآن اسمهم", هذا الكلام يساق بلا دليل ولا برهان، ولكنه إمعان في الكيد للعربية وأهلها,, الذين يجعلهم من القوقاز، ليربطهم بالعجمةنسلا ولغة، وهم ولغتهم دخلاء على العرب والعربية,! وما علاقة العرب بالقوقاز، ولسانهم عربي، وجذورهم نبتت في الجزيرة العربية!, ما هذا الخلط الباطل، من كاتب يقحم نفسه في تاريخ الأجناس البشرية وسلالاتها، واللغة العربية وجذورها، ليجعلنا ويجعلها غرباء الانتماء والأصل، ودخلاء، لا أصالة لنا، وإنما هو انتماء طارئ,, وتحول تدرج عبر التاريخ,! إنه لشيئ عجاب,, هذا التدليس، وهذا الوهم الذي يحاول مفتر جاهل أن يلبسنا إياه، ناصبا نفسه فقيها في التاريخ وحضارات الأمم، وجذورها، وأصل لغاتها، كيف تكونت، وكيف انحدرت، وكيف أصبحت!؟ وهو يقرأ مقولات علماء اللغة العربية وتاريخها وما ألفوا فيها وعنها، ولكنه لا يؤمن بما يقولون ويثبتون، وإنما بما يمليه عليه عقله وقلبه! يمضي لويس عوض في البحث عن جذور العرب ومنحدراتها وكذلك لغتهم، التي ينسبها إلى مجموعة اللغة الهندية الأوروبية,! إن هذا المبطل,, لم يرعو من الدرس الذي لقنه له المحقق الكبير محمد محمود شاكر,, في كتابه "أباطيل وأسمار" . إننا نحن العرب المسلمين، قد لا يشغل بالنا,, هذا الافتئات على لغتنا العربية وتطوراتها، ويكفينا أنها عربية، نزل بها الكتاب العزيز على قلب سيد وخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:"قرآنا عربيا غير ذي عوج", وقال سبحانه: "ولوجعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته", وهي لغة باقية إلى يوم القيامة، وكان بجانبها لغات أخرى، قد شاخت وبادت وغابت, وما رصده لويس عوض من أوهام وتقديرات,, لا يعول عليه ولا يؤبه لهم, المهم هو لغتنا الشاعرة الباقية,!، وأنا أعتقد أن بلاغتها وبيانها لا يوجد في لغة أخرى، وكذلك مفرداتها,! إنها لغة مشرقة في بيانها، لأن الله سبحانه وتعالى,, هو الذي علم الإنسان البيان، كما جاء في مطلع سورة الرحمن. إن لويس عوض,, يحاول أن يرد العربية إلى جذور هندية أوروبية، دون دليل وبلا حجة. إن لويس عوض حسدا من عند نفسه,, يستهين بالعربية وينقص من قدرها,! ولو كان حيا لقلت له: ولماذا اتخذتها لغة لك؟, ولماذا لم تكتب بالإنجليزية,, التي تعلمت، أو بالقبطية؟. ثم ما للويس عوض وجذور العربية؟ ما شأنه؟ لعل بقاءها عبر القرون الطوال، واختفاء اللاتينية والرومانية واليونانية القديمة وغيرها من اللغات أغاظه! ورحم الله الشيخ شاكر، فقد كفانا يومئذ بردوده عليه، غير أنه لا يرعوى، لأنه لم يستح ، لذلك فهو يفعل ما يشاء، كما جاء في الحديث النبوي الذي يقول:" إن مما حفظ الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت" ,! وإن كل ما قاله لويس عوض,, في ص "50" عن طبقات اللغة العربية، باطل وزور، لأنه لا دليل عليه يوثق به، ولكنه أباطيل وزور، وكذب وبهتان, وصدق الله القائل: أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض . إن لويس عوض، ليظهر عواره وسوء نيته، حين يجنح إلى الاستشهادات التي لا يعول عليها، لأنها لم تكن في صميم العربية، مثل "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري,, وخيالات ليس فيها مرجعية يعتد بها,! إنها أوهام جانح وخيالات شاعر جامح، وإنه لباطل أريد به حق، وما هو من الحق في شيء! ورسالة الغفران,, ومثلها كتاب " الجحيم" لدانتي الإيطالي, وهذا ما يروق للويس عوض وأضرابه من أعداء الإسلام والقرآن واللغة العربية,! ويدور حديث المعري عن آدم والجنة واللغة العربية إلخ: ونقول إن جنة آدم في الدنيا، لم تكن الجنة الموعودة, والجنة تعني في العربية الحديقة وما إليها كالبستان, ونقرأ في القرآن قول الحق: " ودخل جنته وهو ظالم لنفسه" سورة الكهف, والله قد خلق آدم ليعمر الأرض، بدليل قوله تعالى:" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة",! أكبر الظن أن لويس عوض، لو سئل: هل رسالة الغفران,, مما يعول عليه كمرجع يستشهد به، وحجة ودليل في العقيدة الإسلامية؟ وهل هي كتاب لغة؟, إذاً كتاب دانتي الجحيم مثلها!؟, إن عنوان الفصل الثاني من هذا الهراء: "اللغة ونظرية الوحوش", ودعونا نر ونر,,, ما قدم لويش عوض فيه, والكتاب كما يقال يقرأ من عنوانه، وهو رسالة الغفران ، وأي غفران يريد عوض وقبله صاحب الكتاب أبو العلاء المعري,!؟ إن لويس عوض يدخل بنا في متاهة التشكيك، من خلال فرق الضلال، مقارنة بأهل السنة والجماعة، ليكون الجدل والتكفير والباطل والزور والتفرقة,, من خلال الفرق الضالة! ذلك ما يريده عوض، لأنه يفرحه ويرضيه، ويسعده كثيراً,, لأنه باطل! يتلاقى مع هواه ونفسه وتوجهه، ولأنه ضد حياة أمة مؤمنة عزيزة,! إن لويس عوض,, ينقل عمداً أقوال اليهود، الذين يسقطون اسم إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، يحاول اسقاطه من التاريخ,, من خلال مصادره العابثة المحرفة، فلا يذكر إلا اسحق, ولو كان هذا الكاتب ينشد الحق، وهو ما يفترض من أمانة، ولكن أنّى له ولأمثاله الحاقدين الأمانة! ذلك أنه قد قرأن القرآن,, بدليل استشهاده بآيات منه، وتتبعه في كل سوره عن السور التي ذكرت,,, بحثا عن اسم فرعون في عهد موسى، فلماذا لم يقل إن لخليل الله ابنا اسمه إسماعيل، قبل اسحق! والله ذكر اسم إسماعيل في قوله تعالى:" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل", لو كان هذا الكاتب المنحاز إل الباطل,, ذكر هذا الوجه في نقله، لقلنا إنه جنح إلى شيء من حق! لكن أنّى له ذلك,, وتوجهه في كتابه فيما يختص بالمسلمين والرسل ورموز الإسلام منحاز الى الظالمين والجاحدين، كما رأينا في أمر نبي الله موسى عليه السلام, الذي ظل يردد اسمه في صفحات كتابه,, بأنه كاهن:" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا", وقد ألجمناه بالحجة والبرهان من الكتاب العزيز: بأن موسى لم ينحرف عن الدين القيم وملة إبراهيم،وقد شهد له ربه في وعده لأمه، أنه سيرده إليها، وأنه جاعله من المرسلين! لويس عوض كاليهود الذين يقتلون الأنبياء بغير حق، وإن اختلف المسلك والتوجه, ونردد قول الله تعالى:" ومن أظلم ممن أضل الله",! ذلك هو الكاتب الظالم لنفسه ولغيره لويس عوض,! ويعلن لويس عوض في ص :"53"، أن "المعري لم يأت بجديد، وإنما كان ينحاز بوضوح إلى رأي المعتزلة والفلاسفة في تلك المناظرة الكبرى التي شطرت الفكر الإسلامي نحو ثلاثة قرون",! وينغمس عوض في التوحيد والعدل وخلق القرآن، وأن الإنسان مخير لا مسير وإلا لامتنع العدل كما يقول, ولست بسائر في هذه الأمور، التي فرغ منها أهل السنة والجماعة وعلماء المسلمين الملتزمين بنصوص الشريعة السمحة,! ويمضي هذا في تتبع مقولات الشانئين والمنحرفين، فيقول في ص "54":"وبالطبع كان هذا يتضمن أن الإسلام الصحيح فيه طبقات غير طبقات الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وهذه هي طبقات العرق العربي واللغة العربية وهو ما لم ينص عليه صراحة في التاريخ الإسلامي خشية الفتنة ولمخالفته صراحة لجوهر الدين",! ساق هذه السطور,, وهو يتحدث عن الحكومة الدينية، وعن العرب والمستعربين,! وإني لأعجب والعجب لا ينتهي، ما علاقة الملل والنحل والفرق الضالة، وقضية كتاب يبحث في مقدمة فقه اللغة العربية، ما علاقة هذا بذلك؟, إن المنهجية التي قد يدركها لويس عوض، لأنه أستاذ جامعي تلزم الباحث التزام منحى البحث العلمي، دون الخروج عنه إلى مناح متعددة، لا علاقة لها ولا تربطها بأصول البحث رابط,! فلماذا حاد الأستاذ الجامعي لويس عوض عن منهج البحث السوي، ليدخل في سبل شتى وتيارات فلسفية، وقضايا حدثت في التاريخ الإسلامي، والخلافة في الإسلام والبيعة، ومعركة صفين، وإسقاط الإمام، والخليفة الحاكم، وأصحاب الكبائر وما أسماه الاغتيال الديني ، والخوارج والشيعة إلخ,,,!!؟ ما دخل كل هذا في كتاب قال صاحبه وسماه بأنه " مقدمة في فقه اللغة العربية"، إلا إذا كان صاحبه,, يبحث عن الفتن ليثيرها وهي نائمة، فنقول له: لعن الله موقظها,! ثم لماذا لا يبحث لويس عوض عن النصارى، ولغتهم وثوراتهم واقتتالهم ومذاهبهم الدينية وتحريفهم للإنجيل ليصبح متعدد النسخ، كل نسخة تختلف عن الأخرى، وكنائسهم ومعتقداتهم وشركهم، بحيث يجعلون لله ولدا ويجعلون له اندادا!! ولماذا لا يبحث في شؤون اليهود وتحريفهم للتوراة، وقتلهم الأنبياء وكفرهم وجرائمهم عبر التاريخ؟ أم أن كل هذا لا يعنيه من قريب ولا من بعيد؟ لينكشف غرضه ومرضه، في محاربة الإسلام وقيمه ورموزه ومعطياته وعدله!؟ إن جرائم اليهود عبر التاريخ ليندى منها الجبين الإنساني، ومع ذلك فهم يتشدقون ويكذبون ويزورون بأنهم أبناء الله ,, وأحباؤه، ويرد عليهم القرآن:"فلم يعذبكم", وجرائم المسيحية عبر التاريخ وبشاعة ما يمارسون، ليؤدي إلى النكر، وليس بعمل بشري, وماتزال الجرائم تنتهك ضد البشرية إلى اليوم على الكرة الأرضية، من القتل الجماعي، وطحن الإنسان وإذلاله وتمزيقه وإهانة إنسانيته، فلا حقوق له، ولا نصيب له في أدنى مستوى من الحياة، ومع ذلك يتشدق الكبار في متاجرة رخيصة باسم حقوق الإنسان، ثم لا يجد الضعفاء نصيرا عند الأقوياء، الذين يتاجرون بالقيم وما يسمى عندهم حقوق، وهو حق أريد به باطل، في عصر النور والحضارة, ولو فتشنا في الدين الإسلامي لوجدنا فيه كل القيم والخير والعدل والحقوق,! فلماذا لويس عوض يبحث عن التيارات المنحرفة والضلال ليلصقه بالإسلام، ويترك محاكم التفتيش في أوروبا في العصور المظلمة والإجرام البشع والانغماس في الفساد والجور والظلم والتخلف والاستعباد والذل، حتى لم يصبح للإنسانية شيء من قيمة، مع أن كتابنا العزيز يعلن منذ أربعة عشر قرنا,, وإلى قيام الساعة:" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات". فلماذا لم يلتفت لويس عوض إلى ذلك التاريخ القاتم المظلم المشين لليهود والمسيحية، في أيامها الخوالي الزاخرة بالمفاسد والتخلف والحقارة، وكانت الحيوانات أحسن حالا وأكثر قيمة من إنسانهم الجهول الذي كان أقل قيمة من الحيوان الأعجم، لأنه كان أعمى في كل شيء، وكان المسملون سادة الدنيا، وأهل علم وثقافة وفقه وتاريخ مشرق وحضارة وقيم وإنسانية، اكتسبوا كل ذلك من دينهم، الذي رفع قدرهم، وأخرجهم من الظلمات إلى النور,! لويس عوض تناسى الشعوب الأخرى غير المسلمة، التي لم يكن لها ذكر ولا قيمة، غير أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله,, كما يقول الكتاب العزيز، وقد عرى لويس عوض نفسه كفاء موقفه المنحرف من المسلمين والعروبة وتاريخها ولغتها ودستورها، ولقد لقي ماجنى، لأنه ظالم لنفسه,,, فلقي شر عمله. ومضى هذا في الفتيا والحكم، كأنه معني بذلك، فيقول ما لم يقله دستور الإسلام ولا نبيه! إنه الدس والتشكيك والطعن في فهم المسلم وثقافته الإسلامية,! ونسأل في حيرة,, مالهذا ودين المسلمين ومعتقداتهم؟, ما شأنه في ذلك؟ وماذا يريد من الإسلام وأتباعه، وهو قد ألف كتابه,, الذي أسماه كذبا وزورا "مقدمة في فقه اللغة العربية" وذلك لكي يدخل من خلال هذا التمويه,, إلى بث السم,, الذي يريد إيصاله إلى كل من يطلع على هذه الصفحات السود. قال في ص "54" عليه من الله ما يستحق:" فالإسلام دين لا يكتمل لمعتنقه إلا إذا استوعب كتابه، وهو القرآن", ثم يقول في الصفحة نفسها:" إن الإسلام الصحيح فيه طبقات غير طبقات الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وهذه هي طبقات العرق العربي واللغة العربية وهو ما لم ينص عليه صراحة في التاريخ الإسلامي خشية الفتنة ولمخالفته صراحة لجوهر الدين بل ولنصه، ولكنه متضمن في تكون الدولة الإسلامية (أو على الأصح حتى نهاية عصر الأمويين لأن المأمون كان يرى رأي المعتزلة بسبب اختلاط أعراقه),! إنها فتنة ودس ما جاء في الشطر الأول ! ونسأل من قال؟ وفي أي مصدر معتقد إسلامي قيل ,, إن الإسلام لا يكتمل لمعتقده إلا إذا استوعب هذا المعتقدُ القرآن ؟ من قال بذلك؟ إن رجلا جاء إلى نبي الإسلام ليدله على الالتزام الإسلامي، فقال له عليه الصلاة والسلام كلمات معدودة:"قل آمنت بالله ثم استقم", هذه هو الإسلام كله: إيمان بالله واستقامة على منهجه,, ولم يقل له ,, إن إسلامك وإيمانك لا يكتملان إلا إذا حفظت القرآن وسنتي,! فمن اين جاء لويس عوض بهذا التشريع الجديد الذي ينسبه إلى الإسلام؟ إنه يريد أن يشكك المؤمنين في عقيدتهم، وأنها ناقصة ما لم يستوعبوا دستوره القرآن,! بعد أربعة عشر قرنا، يأتي هذا ليدس سمومه، ونحن لا نستغرب، ذلك أنها الحرب الممتدة، من ظهور الإسلام إلى قيام الساعة،و لكنا نظل نردد قول الحق:" ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"، مطمئنين إلى حكم الله هذا، ليدرأ عنا وعن عقيدتنا هذا الحقد الدفين في نفوس أعداء الإسلام الكارهين له ولأهله حسدا من عند أنفسهم ونقول لهم:" قل موتوا بغيظكم",! أما الجانب الآخر من ترهات وأباطيل لويس عوض، فهو فيما يتعلق بأن الإسلام الصحيح فيه طبقات ، وهذا في الكنيسة والمسيحية المزورة المشركة، ولكنه ليس في الإسلام,! الإسلام أيها الجهول ليس فيه طبقات، لأنه لا يعارض,, في أن يتولى الحكم على المسلمين عبد حبشي,, يجب طاعته، وهذا توجيه نبي الإسلام,! ورسول الله عليه الصلاة والسلام قال: سلمان منا آل البيت" وسلمان أصله فارسي,! والخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : "أبو بكر سيدنا أعتق بلالا سيدنا",! وفي عصر الرشيد كان البرامكة سادة وحاكمين، وقد تغلغل الفرس في الإسلام, بينما يقول لويس ,, إنه إلى نهاية عهد الأمين لم يدخل الحكم غير العرق العربي,! إنه يكذب على الواقع والتاريخ، ظنا منه أننا لا نقرأ ولا نستوعب دسه وخبثه وأمراضه ، الإسلام ليس "كنسيا"، وليس عنصريا ولا إقليميا, الإسلام عقيدة وعمل, والله يقول في كتابه العزيز:"إن أكرمكم عند الله أتقاكم", ولم يقل أغناكم، ولا ذو السلالة العرقية العالية القرشية وما إليها,! ليس هذا في الإسلام، إن ما يقوله لويس عوض مخرقة لويسية، ولها مثيلات في التاريخ الحديث والقديم,, من أعداء الإسلام والمسلمين، وقد صنع جرجي زيدان في رواياته الماجنة، بما فيها من دس وتشويه وإساءة إلى الحرائر,, مثل "العباسة" أخت الرشيد، وغير ذلك كثير عبر التاريخ الطويل, إنها بلبلة وفتن كقطع الليل المظلم، لعن الله موقظها,! ثم ما شأن كتاب يختص كما سماه صاحبه بمقدمة في فقه اللغة العربية!, ما الهدف من ذلك وما المطمح,, سوى بث السموم والفتن؟,! نعم إن عنوان الكتاب وسيلة وتمويه، ليمرر منه ما يريد أن يبثه من حقده الدفين على الإسلام والمسلمين، ونكرر قول الله:"قل موتوا بغيظكم",! ما دخل الخوارج والشيعة باللغة وموضوعها؟ أهو الفضول؟ إن الفضول لأهون شرا وأسى وبلية، ولكنها النقمة وعمى الحسد,! ومال عوض و صفين وما وقع فيها؟, وقد سجلها التاريخ، وتجاوز المسلمون هذه الفتنة وأيامها وآلامها وأوضارها وأساها,!؟ ,, إن هذا يدخل أنفه في كل شيء ولا يستحي ولا يرعوي،و لم يكفه الدرس الذي لقنه له الشيخ شاكر رحمه الله في كتابه" أباطيل وأسمار" وها هو في كتابه الذي بين يدي، الذي مر على صدوره عقدان، يخوض فيما لا شأن له فيه، ولو كان شجاعا وبطلا ، لخاض في محاكم التفتيش في العصور المظلمة لأوروبا وسلطات الكنيسة يومئذ، وكم فيها من مخاز وفضائح يندى لها الجبين البشري. والإسلام واهلوه يغضبون ويثأرون وينتقمون، إذا مس دينهم وأهين، والأحداث المعاصرة شاهد على انتفاضة المسلمين للانتقام من أعدائهم وأعداء دينهم، وذاكرة القارئ لم تنس بعد ما كان لفرج فودة، وكاتب أفكار شيطانية وأضرابهما. إننا نقرأ هراء، فيما يقدمه لويس عوض في دسه، من خلال كتابه, فيجدد الفتن,, التي عفى عليها الزمن، مثل التصدع السياسي القديم بين المسلمين والصراع بين ما أسماه ب القوميات المحلية ، عن الخلافة في العراق والشام، وصراع الفرق، وهو تصدع وصراع، يحدث عند غيرهم من الأمم في مختلف الأزمنة والأمكنة، ولويس عوض وجدها فرصة,, ليخوض فيها, وأقرأ نمطا عجيبا، يسوقه هذا الحاقد الذليل، مما سماه:" حكم الله" أو حكم الإسلام ، أو حكم القرآن والسنة,,! إنه عبث رخيص لا يستحق الوقوف عليه,! وما أكثر ما يحشو في أباطيله في ص "5657"، وهو ينقل عن أمثاله من الملوثين ذوي الفتن والدس، مثل فلها وزن ، في تحليل التكوين القبلي للخوارج ، ويضيف اسما جديدا، هو "برنوف"، فيقول:" وإنما يكون برنوف على صواب لو أنه إنما أراد أن يقول إن الخوارج لم يكونوا من قريش ولا من ثقيف ولا من الأنصار، بل من قبائل أقل أهمية من حيث المكانة السياسية في الإسلام خصوصا بعد حرب الردة" وهذا من كتاب عنوانه: الخوارج والشيعة، تأليف يوليوس فلها وزن ، ترجمة عبد الرحمن بدوي, وإني أصرف النظر عن هذه الترهات، التي عني بها هذا الضلالي، لتجديد التشويش والدس، وقد فرغ منها المسلمون، وأسدلوا عليها ستاراً كثيفا, لأننا في غنى عن إثارة الفتن، التي يحركها أعداء الإسلام، ليثيروا النعرات، كما فعل عوض في كتابه هذا، وهو يتحدث عن الشعوبية وحركاتها,! ونرى المزيد من التناقض فيما يسوق، فمرة يتحدث عن سيادة الجنس العربي، ومرة يقدم دعوة الشيعة، وأنها كدعوة الخوارج، دعوة شعوبية من الناحية الاجتماعية, والشعوبية تكره العروبة وتناصبها العداء, والشيعة كما يعلن عوض عن صاحبه فلها وزن، فيتمكن الشيعة أولا في العراق ولم يكونوا في الأصل فرقة دينية، بل تعبيرا عن الرأي السياسي في هذا الإقليم كله , وأنا أطوي هذه الصفحات لأنه لا خير فيها، وإنما هي إثارة فتن، أرادها لويس عوض وأشياعه، لأنهم يفرحون بها، والإسلام قد حدد مسار أشياعه وتوجههم وهو ما عليه أهل السنة والجماعة، وما عداهم من الفرق الضالة,, لا شأن له بها، لأن الإسلام لا تمثل القوميات عنده شيئا، فهي نعرات جاهلية، يقولون انها دعوة وحدة، ولكنها أريد بها باطل، ذلك أنها لا تستند إلى الدين القيم,! ونترك أساطير أبي العلاء المعري في كتابه:"رسالة الغفران"، التي يتكئ عليها لويس عوض، كمصدر من مصادر حجاجه الباطل، والمعري جامح جانح لا يؤبه لقوله، ذلك أنه في رسالته تلك سخر من القول أن آدم عليه السلام,,"كان يتكلم العربية في الجنة" ، والعربية لغة أهل الجنة رغم أنف المعري ومن يشايعه الرأي والسخرية,! ويخوض لويس عوض مع الخائضين، في الدخيل من الألفاظ الأعجمية على اللغة العربية، ويعرض علينا المؤلفات ومؤلفيها، مثل "التذليل والتكميل" للبشبيسي، المتوفى سنة 1417م 820ه ، وكتاب" المزهر في علوم اللغة وأنواعها"، للسيوطي، المتوفى سنة "1404"م (911ه)، وكتاب: شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل لأحمد بن محمد بن عمر الخفاجي "15711669م" 9791070ه، و "فقه اللغة" للثعالبي، و "المخصص" لابن سيده، و "الخصائص" لابن جنى، وأبحاث في فقه اللغة العربية، بدءاً من "الاشتقاق" للأصمعي، و "سنن العرب في كلامها" ,, لأحمد بن فارس القزويني إلخ: أما القرآن فقد سلم من دخيل غير عرب، فالحق سبحانه يقول فيه: "إنا أنزلناه قرآنا عربياً" (سورة فصلت), لذلك قال أبو عبيدة عن دخيل الألفاظ في القرآن: "من زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول" (18). وذكر السيوطي عن الإمام ابن النقيب في تفسيره:"من خصائص القرآن عن سائر كتب الله المنزلة أنها بلغة القوم الذين أنزلت عليهم لم ينزل فيها شيء بلغة غيرهم، والقرآن احتوى على جميع لغات العرب",! وحول رأي "عبيد القاسم بن سلام,, الذي استعرض آراء الفقهاء في وقوع المعرب وامتناعه عن اللغة العربية، ثم علق بقوله: والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا , أي وجود الألفاظ المعربة في لغة القرآن، وليس ذلك غضا من إعجازه وإنما مزية يمتاز بها على سائر الكتب المقدسة, وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية, كما قال الفقهاء ، ولكنها وقعت للعرب فعرفتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها,, فصارت عربية, ثم نزل القرآن وقد اختلطت الحروف بكلام العرب, وهذا في مجمله هو رأي أبي منصور الجواليقي,, صاحب كتاب "المعرب" , ورفض فريق من فقهاء اللغة اعتبار أمثال هذه الألفاظ معربة، بل إنهم ردوها إلى مواد عربية الأصل, فالجوهري في الصحاح يدرج كلمة استبرق إلى كلمة برق وفي الأزهري أنها من خماس القاف، وأن هذه صورة خاصة للألفاظ، وقع فيها وفاق بين العجمية والعربية(19). وفي "الجمهرة" لابن دريد أن "سرادق" وهي فارسية الأصل، كلمة عربية صحيحة، استخدمها الأعشى في شعره، ومنها سردق البيت ، أي كان له سرادق, وكلمة "فردوس" عربية، وردت في القرآن، واشتقاقها:"والفردسة السعة، صدر مفردس: واسع كما يقول ابن دريد(20) . ويقول ابن فارس في "الصاحبي" إن لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها , كما يؤكد ابن فارس في كتابه نفسه قوله: "إن لغة العرب توقيف ، ودليل ذلك قول الله تعالى جل ثناؤه:" وعلم آدم الأسماء كلها", وكان ابن عباس رضي الله عنه يقول:" علمه الأسماء كلها، وهي هذه التي يتعارفها الناس من دابة وأرض وسهل وجبل وجماد وأشباه ذلك من الأمم وغيرها", والمقصود بالتوقيف الوحي أو الإلهام, ولعل ابن فارس وحده ,, الذي خرج عن اتفاق فقهاء اللغة العربية، الذي يرى أن أصل اللغة: "تواضع واصطلاح", وليس وحيا وتوقيفا، ولكنه عاد فقال:"إلا أن أبا علي عليه رحمة الله قال لي يوما: هي من عند الله"، واحتج بقوله سبحانه:"وعلم آدم الأسماء كلها", والمؤكد أن أئمة العربية يجمعون على أن اللغة إلهام وتوقيف. ويدخل بنا لويس عوض في متيهة جديدة في ص "68"، عن الفرق: المعتزلة والخوارج والرافضة وآرائهم,, في مرتكب الكبيرة، فيقول بعضهم لا هو مؤمن ولا هو كافر، وإنما هو في منزلة بين المنزلتين، غير أن الخوارج يعتبرونه كافرا،و المرجئة يعتبرونه "مؤمنا" ،والحسن البصري يعتبره "منافقا" ، وأنا والقارئ لا يعنينا هذا الأمر، لأنه خارج موضوع الكتاب أصلاً، غير أن هذا الرجل يسلك بنا سبلا، لا توجه عندي لمتابعتها، وإذا أردت فهي في مظانها, ولكن لويس عوض، هكذا يريد أن يعبث، ويجوب بنا أفلاكا، لا علاقة لها بفقه اللغة العربية، ولا بجذور اللغات الأخرى وإيقاعاتها, وإنما هو يدس ويسوق ما يخطر على عقله ونفسه، ليضلل القارئ، ويقول : هذا هو تاريخ الأمة وفرقها ونزاعاتها واهتماماتها، من خلال صراعاتها عبر لغتها وفكرها، ليشوش ويوهم، لأنه لا يستطيع أن يترك هذا التوجه والفساد والعبث المكشوف,! هكذا أراد لنفسه ومسلكه، وهي حالة مرضية، اسمها عداوة الإسلام وزعمائه ولغته وتاريخه, كما صنع ويصنع لداته وأساتذته. ونترك سوح لويس عوض,, وما أسماه تزويراً وبهتاناً بالفكر الإسلامي، وغوصه في الملل والنحل, والفكر الشعوبي وتأثره باليونانيات، وتأثر واصل بن عطاء بدعوة غيلان الدمشقي,, الذي كان أصله قبطياً، والذي يسميه بن قتيبة غيلان القبطي، وإلى أثر الفكر اليهودي في فكر المعتزلة، وغلواء متطرفي الشيعة في تأليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وعبيد بن الأعصم اليهودي، وهو من ألد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم,,, كما يقول ابن الأثير، وإيمان المعتزلة بالعقل، حتى قالوا: إن الإنسان قادر بعقله أن يميز بين الخير والشر، وأن يضع شرائعه حتى ولو لم يرسل الله الأنبياء، وإنما الرسالات والشرع الديني ألطاف من عند الله، ولو آمن العبد للألطاف أي بلا رسالة كان ثوابه أجزل لكثرة مشقته, أو هكذا كان يقول الشهرستاني في الملل والنحل, أما أهل السنة، فقد كانوا على نقيض ذلك، فهم يقولون:"إنه لو لم يرد الشرع لما كان يجب على العباد معرفة الله وشكر نعمه، ولا حكم للعقل في حسن الأشياء وقبحها" , وشطحات المعتزلة في ذلك واسعة ومفرطة في الافتراضات,, التي لا يقبلها شرع الله، وهم أي المعتزلة أهل فكرة "العدل" و التوحيد ، وذلك سفسطة وجدل عقيم، يخرج من الملة، لأن محاضرات أصحاب تلك الملل والنحل بعيدة عن معتقد أهل السنة والجماعة وعن هدي الله, وفي الرسالات، أن الله لم يترك خلقه هملا، فقال سبحانه في محكم كتابه: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا", لأن هؤلاء الخلق إذا لم يأتهم من يهديهم، فسيقولون يوم الحساب لربهم لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك, يحتجون على الله، أما حين تأتيهم الدعوة ثم لا يؤمنون، فهم المسؤولون وحدهم، لأنهم أعرضوا عن سبيل الهدى,! وعجباً من قول المعتزلة، إن العرب كانت قادرة ، على معارضة القرآن ولكن الله صرفهم عن فعل ذلك, ومنهم قوم قالوا إن العلة في إعجاز القرآن الصرفة ، أي صرف الهمم عن المعارضة,! إنها لحجج واهية في الجدل، والله قد تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله، ثم قال بسورة، وهو قد نزل بلغتهم، وهم أمة أصحاب بيان ، ولكنه العجز، لأن القرآن معجز ، فأصحاب الأهلية في البلاغة لم يثبتوا للتحدي,, وهم أصحاب خطابة وبلاغة, وخير لنا أن ندع مقولات الملاحدة جانباً ، لأنها لاخير فيها,! وما كان لي أن أدخل في حجاج هذا العبث، لأن فقهاء المسلمين، أهل السنة والجماعة,, قد فرغوا من هذه القضايا,, منذ انداحت على الساحة من الفرق الضالة، وأغلقوا في وجوههم الأبواب بالأدلة القاطعة,, من الكتاب والسنة! إما أن تظل الفتن تثار ويتجدد الحديث عنها,, من أعداء الإسلام ومن غير المؤمنين به، فإنها الحرب المتصلة من أعدائه، رد الله كيدهم في نحورهم، لأنهم أصحاب سوء، عليهم دائرة السوء، وغضب الله عليه ولعنهم، وأعد لهم سعيرا, والسبيل القويم الإعراض عن الملاحدة ومنهم الشعوبيون أصحاب الأغراض والأمراض والتشكيك!, (17) المزهر، لجلال الدين السيوطي، عن كتاب الألفاظ والحروف، للجوهري. (18) في المهذب للسيوطي. (19)ص 66، مقدمة في فقه اللغة العربية.