المراقب لساحتنا الثقافية لا يستطيع إلا أن يشهد بأن هناك حركة فنية تشكيلية قائمة على قدم وساق,ومع أننا لو أصغينا لما يقوله المساهمون في الساحة هذه لربما وجدنا بعضا منهم يلغي الكثيرين سواه خارج تصنيف العطاء المتميز إن لم يكن المشاركة إلا أن ذلك لا يعني أن الساحة غير حيوية, ومن طبيعة المبدعين أن تكون معاييرهم للحكم على تميز الابداع عالية فوق المعتاد,, ومن طبيعة الطموحين بالذات بغض النظر عن كونهم متميزين فعلا، أو لا أن يقللوا من مستوى عطاء غيرهم, ما يهمني شخصيا أن الساحة حيوية ومتحركة حيث لا أسوأ من قلة المتميز إلا انعدام العطاء كله أو ركود الساحة, الفن روح الحياة ويجب إيقاظ جذوته في النفوس المتعطشة للتعبير عن انفعالها بمؤثرات الحياة؛ الجمال والانتماء والاكتمال وحتى المعاناة والألم وإبقاء قدرة التعبير حية قائمة, لذلك سعدت كثيرا حين هاتفتني قبل مدة الصديقة زهرة أبو علي، وهي فنانة تشكيلية من المنطقة الشرقية لتدعوني الى احتفال صغير عندها بمناسبة افتتاح ورشتها الفنية, وأسعدتني بخبر أنها تقدم دورات في تذوق الفن وتدريب الصغيرات من الموهوبات, اتفقنا بتفاؤل أنها ستكون ورشة تعلمهن الحوار مع ألوان الفراشات ولغة الوطن. أجل,, عالم الفن الجميل هو عالم زهرة,, وعالم الألوان وكائنات الحياة بكل حيوية تعبيرها, زهرة أبو علي فنانة مبدعة أقيمت لها عدة معارض ناجحة في شتى مناطق الوطن كما شاركت في معارض جماعية للرسامات السعوديات داخل وخارج الوطن,, واحساسها بالفن يتعدى الريشة ليتحاور مع الفن بعالمه الأوسع ولذلك فهي تتواصل والشعر بذائقة فنانة مثلما تتواصل مع الرسم والتشكيل, ولا أنسى ما قالته لي يوما بعد أن سمعت مني مقطوعة شعر قصيرة: حين أسمع شعرك أشعر أنني أرسم فراشات تطير . زهرة واحدة فقط من فنانات تعتز بهن المنطقة الشرقية والوطن كله, ومنطقة الخليج بالذات أنبتت الكثير من الفنانات ذوات الشفافية للطبيعة الخضراء وكثيرات من الموهوبات ينضممن الى الساحة كل يوم. وقد حضرت عدة معارض مشتركة لفنانات المنطقة، المتمرسات منهن والمبتدئات الموهوبات,, منها ما أقيم في منطقة القطيف ومنها ما كان في الخبر أو الدمام والحقيقة أن بعض الأعمال التي عرضت تشد الانتباه وتعد فعلا بتميز قادم,. في ساحتنا التشكيلية في الشرق وفي بقية المناطق,, هناك مدارس فنية متعددة وتيارات مختلفة كلها موجودة ونشطة على الساحة ,, وهناك أيضا منابر مختلفة وفرص وافرة تسمح للمبدعين والمبدعات بالتفاعل مع الجمهور.