رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: يطيب لي ان أعقب على ما ورد في تعقيب الدكتور خالد آل هميل في جريدة الجزيرة بعددها 10085 بتاريخ 5 صفر 1421ه في زاويته (في الصميم) وذلك امتدادا لحوار عبر هذه الجريدة بيني وبين سعادة الدكتور فأقول بعد الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد,. أحيي سعادة الدكتور واقول له اسعد الله اوقاتك بالخير والمسرات ولكن ارجو ان يتقبل ردي هذه المرة برحابة صدر وأفق واسع بعيدا عن الاحتقانات والتوترات العصبية والانفعالات اللاإرادية التي طغت على سطح النقاش في ردك التعقيبي واخشى ان تحول هذه التوترات مسيرته الى جهة تضعف النقاش (وتؤثر على الصحة البدنية مستقبلا),, فكما تقبلت ردك المنشور بعمودك المشهور والذي بدأ يحقق شهرته من مقال نشر عن الرئاسة بصدر شمالي رحب بعيدا عن النقد او التجريح الشخصي الذي هو (قضاء العاجز وسلاح المفلس) ولعل الفرق بيننا في النقاش ان الدكتور يرد ويدافع عن تفتق ذهني لفكرة تولدت في خاطره بين عشية وضحاها وحاول ان ينشرها على صفحات هذه الصحيفة للرأي العام وهي فكرة تقبل بين طياتها الخطأ والصواب فهو يرى من وجهة نظره انها تحقق طموحات الفتاة السعودية كما تحقق نقلة نوعية في العطاء التربوي بينما تعقيبي كان يحمل دفاعا عن كيان قائم تأسس في وقت حساس جدا فولدت في بداية امرها متعسرة لكنها تعافت وشد عودها وتأصل شموخها كمنشأة تربوية عظيمة حققت آمال وتطلعات الفتاة السعودية وماتزال تعطي وما تزال تكتنز بين اضلعها واروقتها العامرة وكيانها العظيم الكثير ان شاء اله من معطيات الانجاز التربوي والتعليمي وبذلك يجب المحافظة عليه كما نحافظ على مكتسباتنا التنموية الاخرى ليكون شاهدا للاجيال القادمة على المعجزة التعليمية النسوية عبر العصور والازمان,, فشتان بين الطرحين,. ومن هذا المنطلق وبعد ان تمعنت في قراءتي الهادئة لتعقيب سعادة الدكتور وجدت ان الامر خرج من يده بقصد او بدون قصد الله يعلم ما في القلوب وبذلك فسوف يكون تعقيبي عليه في موضعين منفصلين عن بعضهما البعض: أولا: الموضوع الاول ذو صلة بالنقاش والمتمثل في الآتي: (أ) ما اشار اليه حول اصحاب المعالي رؤساء الرئاسة العامة لتعليم البنات فهذا حقيقة لا يشوبها شائبة ولا تنطلي الحقيقة على احد فالرؤساء السابقون جميعا من سلك القضاء ما عدا معالي الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي المرشد والذي كان احد طلبة العلم في المدينةالمنورة منذ نعومة أظفاره في تلك البقعة المباركة وممن عاصروا تعليم الفتاة منذ ظهوره فوصل الى درجة علمية شرعية وفقهية عالية فتوج هذا العلم الشرعي بثقة ولي الامر في تحمل مسئوليته في هذه المنشأة التعليمية فهو امتداد وعطاء لاصحاب الفضيلة والمعالي المشايخ ممن سبقوه في رسم هذه السياسة التعليمية للفتاة السعودية بضوابط اتحدى بلغة الواثق من نفسه ان يجد الباحث او اي اكاديمي مثل هذه السياسة النسوية المحافظة والملتزمة في تعليمها وتربية اجيالها وفق الضوابط والحدود الشرعية الاسلامية في بلاد العالم الاسلامي. (ب) ما ورد في تعقيبي على حصول الفتاة على المرتبة الخامسة عشرة فقد سبق ان اوضحته من وجهة نظري وكثرة التكرار تملل القارىء فقد قلت ان اي وظيفة وان علت مرتبة حتى وصلت الى اعلى سلم وظيفي او دنت عن ذلك وتتعارض مع الضوابط الشرعية فيقيني ان الفتاة السعودية المسلمة وصاحبة الايمان القوي والتي يتمعر وجهها غيرة على عقيدتها الصافية لا تقبلها مهما اعطتها من وجاهة دنيوية لانها ترجو وظيفة اخروية اهم واجدى وابقى لا تزول بالتقاعد او الوفاة او العجز الوظيفي وهي (الحور العين) اللاتي قال الله عنهن (كأمثال اللؤلؤ المكنون) وليست هذه في الدنيا بل في الآخرة حيث المقام والمستقر لدى العزيز الحكيم القائل (في مقعد صدق عند مليك مقتدر). اما عملية استثارة الرأي العام النسوي وتأليبه ضد فكرتي ودفاعي ووقوف الفتاة عند درجة معينة لا يحق لها ان تتجاوزها فأعتقد انها اثارة لاتقدم ولا تؤخر من دكتور انصحه الاستدارة الى جهة اخرى يمكن ان تحقق طموحه ومبتغاه لماذا؟! لاننا في عصر أدركت الفتاة السعودية المسلمة ما لها من حقوق وما عليها من واجبات وتدرك ما يضرها في دنياها وينفعها في آخرتها. (ج) موضوع ترشيحها من وجهة نظر الدكتور وكيلة للرئيس العام ثم يقوم زميلها بالتمثيل الخارجي,, الخ من امور متشابكة كخيوط العنكبوت,, الا يرى الدكتور ان في الامر تناقضا فكيف يمثلها زميل على رأيه في مهامها الوظيفية وتفكيرها العلمي المستقل واسلوبها التربوي،، ما الفائدة من تكليفها اذاً وكيلة؟! طالما يوجد نقص في العملية التعليمية,, ثم لنفرض جدلا ان وظائف الوكلاء (بالخامسة عشرة) للرئيس وشغلت بالنساء كلها,, (من باب عدم تسيد الرجل على الفتاة في رئاسة تعنى بتعليمها) فاين اجد الزميل الذي يمثلها؟ اليست هذه تناقضات عجيبة وفلسفة غير مقبولة ومعادلة غير عادلة يا استاذنا العزيز؟! ثم لم يفت علي كما اشار الدكتور من انه هناك بعض البرفسورات وصلت العالمية ويشاركن فعلا في مؤتمرات علمية ولكن هل نسي الدكتور الكريم القاعدة الشرعية التي تحل المحرمات في اضيق حدود (فاذا شاركت استشارية في مؤتمر طبي او غيره (بحكم عدم وجود الرجل المتخصص في هذا البحث الدقيق او بحكم تخصص انثوي هي اعرف واقدر واوجه به من الرجل المسلم) لتعود وتطبق هذا العلم والتقنية الحديثة في مختلف مجالاتها على بنات جنسها وممن لها خصوصيتها مثلها بعيداً عن خلوة الرجال واطلاعه على اسرارهن),, لكن بماذا يمكن ان تشارك به وكيلة الرئيس العام لتعليم البنات في ندوة تربوية؟! بوجود رجل متخصص ومؤهل اكاديميا وهل تحل الشريعة الاسلامية هذه المشاركة؟!,, سؤال أوجهه لمن يملك الفتوى الشرعية فيه ولس للتعقيب وبعدها لكل حادث حديث,. (د) موضوع تحديد جهات تربط بالتعليم العام والتعليم العالي وحددت بوزارة المعارف ووزارة التعليم العالي فأقول ما هي اوجه القصور في استقلالية التعليم عن بعضه البعض وكل له خصوصياته ومناهجه وقلت ان هذا لم يكن سببا في التأخير التعليمي او وقف مسيرته ولم يكن عائقا من عوائق التنمية التعليمية والا لكانت هناك الكثير من الخطوات التصحيحية المبكرة ممن يملكون خبرة تربوية اكاديمية علمية دون الانتظار الى هذا الوقت الذي فطن فيه الدكتور الى هذا الخطأ الحاصل والقصور المميت في العملية التعليمية لدى الرئاسة العامة لتعليم البنات وها هن الخريجات الجامعيات بالآلاف في مختلف التخصصات وحتى وظائف اعضاء هيئة التدريس في الكليات تشغل بسعوديات في المناطق والمحافظات التعليمية,, والتي لم يصل لها التعليم الجامعي للطلاب,, اذاً اين الخلل في التعليم؟! ثم ان الدكتور يحل رأيه ويحرم علينا ان نبدي الرأي واعتقد انه موضع نقاش وليس فرضية مطلقة او قرارا ملزما. (ه) موضع (مصادرة الرأي الآخر) الحقيقة كنت اتوقع ان يكون نقاش الدكتور نقاشا هادئا وواقعيا وليس انفعاليا لانني اعرف ان من وصل الى درجة علمية عالية يكون باله واسعا)وصبره جلدا ونفسه طويلا في الحوار والمناقشة والا كيف صبر وحصل على شهادته العلمية,, فالعصمة مصطلح آخر نمقه بنسيج خيالي لا وجود له في نقاش يخص تعليم الفتاة ومن الطبيعي ان يكون رد الفعل عكسيا من الدكتور لانني لا املك اي قرار سلطوي سوى قلمي من نوعية متوسطة اكتب به ووجهة نظر اقولها اخذ بها او لم يؤخذ وكانت هي وجهة نظر نظر رأيتها من زاويتي المستقيمة 180 درجة فهي زاوية ليست منفرجة او حادة واعتقد انني اعبر عن رأيي بحرية ولا اقتنع الا بما اراه ورأيي يقرأ كرأيه الذي يدافع عنه الا اذا كانت تتميز الآراءالتي تحمل امامها حرف (د) عن غيرها؟! فهذا جديد علي لانني لم اعهده من زملائي في الرئاسة الذين يحملون هذا الحرف امام اسمائهم ومنهم من عمل في مجال اكاديمي بل ان الرأي محترم بيننا ويعبر عن وجهة نظر صاحبه بغض النظر عن المضمون طالما انه لا يخرج عن المسار الطبيعي. (و) الوكلاء في الرئاسة مازالت اقول انهم (اربعة) ثلاثة على رأس الهرم بالرئاسة كما ذكرت ورابع مدير عام تعليم بمنطقة تعليمية اما الوكلاء المساعدون فلم يتطرق لهم سعادة الدكتور في تعقيبه السابق وبالتالي كان الرد على قدر التعقيب واعتقد انني اعمل في جهاز تعليمي قضيت بين جنباته ردحا من الزمن احصي عدد وكلائه المساعدين ومديري العموم ولا توجد مغالطة فيما اقول من حقائق. (ي) ماذكره الدكتور بتساؤله ان كان هناك اشكالية في ان تتولى فتيات سعوديات مؤهلات علميا وبالخبرة الاشراف الفعلي على ادارات التعليم بالرئاسة على ان تترك الوحدات الخدمية للرجال,,, الخ. فأقول: العملية التعليمة والتربوية بمحيطها الكامل المتمثل في المدرسة وتقويمها ونتائجها وغير ذلك هي تحت نظر ومتابعة مؤهلات تربويات تأهيلا علميا وذوات خبرة وتعمق في الميدان التعليمي ولم يتدخل فيها العنصر الرجالي كفرض امر واقعي او وجهة نظر بل ترفع هذه التقارير والمرئيات الى اصحاب الخبرة والتأهيل الاكاديمي كجهات اختصاص في الادارة التعليمية والتي تدلي بالرأي التعليمي من واقع الخبرة والتأهيل ثم ترفع بدورها الى الجهات ذات العلاقة في الرئاسة العامة لتعليم البنات بهيئات استشارية تربوية واكاديمية ممن يحملون التأهيل الاكاديمي لدراسته وفق السياسة العامة للتعليم ووفق الضوابط الشرعية المرعية والتي تجمع الحسنيين,, وبالتالي الخدمات التعليمية والتربوية النسوية المقدمة بين الطالبة والمعلمة والمشرفة كلها عملية متكاملة داخل اطار نسوي 100% ولم يكن للرجال دور فيه وهذا ما هو متبع في الرئاسة منذ تأسيسها بل وحرص اصحاب القرار فيها على هذه الخصوصية فلم يأت الدكتور بجديد حيال اقتراحه، اما موضوع الغاء الهيئة الاستشارية فأعتقد ان الرئاسة ليست الوحيدة التي تستعين بخبرات اكاديمية بل هناك الكثير من المؤسسات والمصالح الحكومية التي لديها هيئات متخصصة ولم تفكر بالغائها نظرا لما حققته من نتائج ايجابية. ثانيا: الموضوع الثاني هو موضع شخصي والمتمثل في الاتي: (أ) الحقيقة ان الدكتور اقحم نفسه في موضوع ليس له صلة بالحديث والنقاش والمتمثل في انني تهكمت عليه في المصطلح البدوي (ولم اقل المصطلح الشمالي) فليسمح لي الدكتور ان اشير الى اني وبحمد الله وفضله لم يسبق ان تهجمت على احد لان هذا ليس من طبعي ثم ان التهكم على الناس يتنافى مع اخلاقيات المسلم الحق فأنا لم أتطرق لا من قريب او بعيد الى علاقة الدكتور بالرئاسة سوى ان اول خطوات الشهرة الصحفية تنطلق من انتقاد الرئاسة والزج بها على اعمدة الصحف من باب النقد البناء حسب مرئيات الصحفي وليس هذا موجها للدكتور بل يشمل العمومية اما (المصطلح البدوي) فقد دس الدكتور أنفه فيما ليس له علاقة به لانه بين الرئيس والمرؤوس,, (ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه) (ب) تتبع الدكتور سيرتي الذاتية في محافظة حفر الباطن ثم منطقة الجوف ثم على رأيه (جئت) مديرا لمكتب الوكيل للشؤون التنفيذية وليس مستشارا كما وقعت في دفاعي,, الخ والذي استغربه ان النقاش تحول الى هدف شخصي وهو ما يضع اكثر من علامة استفهام فهل يقصد منه,, إضعاف موقفي في دفاعي عن الرئاسة او هو افلاس في التعبير والمناقشة لدى الدكتور او من باب الضغط النفسي او ايضاح للقارىء الى وجود البون الشاسع بيني وبينه بحكم ان تعليمي لا يرقى الى ما وصل اليه من تعليم اكاديمي فأنا ولله الحمد لم اكلف نفسي في معرفة سيرته الذاتية او حتىالكلية التي كان يدرس بها لانه لا يضيف جديدا في النقاش ولا يهمني في شيء كما يبحث هو,, لكن اهمس في اذن اخي الدكتور بأن العلو لله سبحانه وتعالى ومن تواضع لله رفعه وهذه خصال المسلم الذي اعطاه الله البصر والبصيرة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة عندما خاطبة صاحب الجبروت والعلو قائلا: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك,, وما تطرقت اليه وحاولت ان توقفني عن الحوار به لن يزيدني الا قوة ومتانة وصلابة فهل فهمت,,؟ فتنقلي وعملي في محافظة حفر الباطن ثم منطقة الجوف هو شرف لي والعمل في مناطق المملكة أثمن شرف واقل واجب ادعى له فأؤديه برحابة صدر وهامة مرفوعة ووسام على صدري واعتقد ان الدكتور يوافقني في ذلك الا اذا كانت له وجهة نظر اخرى,, ثم بعد عملي في ادارتين تعليميتين اعمل في مكتب الوكيل للشؤون التنفيذية والذي ترتبط به (38) ادارة تعليمية في المحافظات والمناطق التعليمية بالمملكة وهو يعتبر اكثر انجازا ومفخرة لي ولكن مازلت أؤكد لسعادة الدكتور انني اعمل (مستشارا للوكيل للشؤون التعليمية) وليس مديرا للمكتب كما قال ولعل الدكتور يزور الوكالة للشؤون التنفيذية ويرى حقيقة الامر لان انتحال الشخصية غير متعارف عليه في قاموسي الشخصي باعتباره نقصا في التركيبة النفسية فضلا عن انه يعرض صاحبه للعقوبة والمساءلة القانونية وقد اتعبت نفسك في البحث عن مسمى وظيفتي ولكن مع ذلك جانبك الصواب يا دكتور. (ج) ما ذكرته من ان مكتب الرئيس العام يعرف حقيقة النقل من منطقة هامة مثل الجوف وتحويلي (بإصرارك الغريب) الى مدير مكتب الوكيل,, اقول ان الدكتور لا يستطيع ان يتنبأ بذلك لانه من خصوصيات الرئاسة ورئيسها والعمل في اي موقع بالرئاسة أتشرف به واذا اعيتك الحيلة ولايزال لديك الفضول في معرفة اسباب نقلي كما وصلت الى مسمى وظيفتي فان مقابلة معالي الرئيس العام اسهل الطرق وايسرها لترى وتسمع بأذنك حقيقة الامر والحذر من ان تنقل لك مصادرك صورة اخرى لي او لغيري مستقبلا قد تكون كبيرة بحقك وتشوه صورتك امام الآخرين,والله الهادي الى سواء السبيل,. محمد غازي العنزي مستشار الوكيل للشؤون التنفيذية الرئاسة العامة لتعليم البنات الرياض