رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء,, وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أقدر لسعادتكم وللعاملين في هذا الصرح الإعلامي الكبير جهودكم الموفقة إن شاء الله في إبراز الدور الفاعل للنقد الهادف البناء من أجل تحقيق أفضل النتائج في ظل الصحوة الفكرية والنقدية لدى المواطن والمثقف في بلادنا كما نسجل لكم بالجميل والعرفان نقطة مضيئة في الإعلام المقروء عبر هذه الجريدة وهي حرية النشر والتعقيب وفق أصول الطرح والحوار وعدم قفل باب النقاش وذلك لمحاولة الوصول إلى الغاية المثلى والهدف الأسمى. ومن هذا المنطلق وعوداً على ما سبق من تعقيبات حول الرئاسة العامة لتعليم البنات ومن خلال الآراء والتعقيبات، فقد كنت عاقد العزم على ألا أعقب على أي موضوع يطرح للنقاش بشأن ذلك لسببين هما: أ في تعقيبي المنشور بالجزيرة بعددها 10089 طرحت الموضوع من وجهة نظري بالكامل حيال ما أشير إليه. ب قناعتي الشخصية بأن ما كتبته قد غطى ما كان في ذهني عن هذا الموضوع,, لكن حرك ما بساكني وأثلج صدري وجعل يدي تمتد للكتابة، ما كتب عبر جريدة الجزيرة بقلم الدكتور محمد الفاضل وغيره: 1 فما كتبه الدكتور محمد بن خالد الفاضل في الجزيرة بعددها 10101 وتاريخ 21 صفر 1421ه تحت عنوان تعليم البنات في المملكة بين الكتاتيب والأليسكو في أربعين عاماً كان محور الهدف المنشود وذلك لعدة اعتبارات: أ أن هذه الشهادة التي أوردها في مقاله بحق الرئاسة وأصحاب الفضيلة المعالي الرؤساء الذين تولوا هذه الأمانة الجسيمة والمسؤولية العظيمة هي مصدر فخر واعتزاز لي كواحد من هذا الكيان الشامخ وكان لي الشرف بالعمل تحت توجيهات بعض من هؤلاء العلماء الأجلاء وفي مناطق متعددة من بلادي الكريمة ثم إنني تطرقت لهذا من خلال تلك الحوارات والتعقيبات بيني وبين سعادة الدكتور خالد آل هميل وأكدت هذه الحقيقة ومع ذلك كانت شهادتي في نظر الآخرين ممن كتبوا تعقيبات على تلك الحوارات غير واقعية لأنني أنتسب لهذا الجهاز وتبرير بعضهم أن تلك العبارات تنطلق من دفاعي المستميت عن الرئاسة,, وعن الوظيفة وموقعي وعن رؤسائي كما أورده الكاتب الأستاذ عبدالله الشلهوب من جامعة الملك سعود في عدد الجزيرة رقم 10097 في وقت أكدت فيه أن الدفاع كان عن الكيان الشامخ للرئاسة من منطلق المحافظة على سياسة التعليم للفتاة السعودية وسط أجواء ومتغيرات كثيرة فأصبح التعليم في الرئاسة رمزاً من رموز العلم المحتشم والمحافظ على خصوصية الفتاة في بلادي الكريمة فيكفيني هذا المقال من الدكتور بالرد على الشلهوب ومن قبله الأستاذ المطيري من جامعة الملك سعود أيضاً. ب شهادة الدكتور الفاضل إلى أن الرئاسة برئيسها ومعاونة وكلائه ومساعديه وسائر العاملين معه بالجد والدأب والنشاط والحكمة والوعي والهدوء والاتزان في ادارة أمور الرئاسة في ظل متغيرات كثيرة داخلية وخارجية ويحمد لهم الثبات على الخط والسير على النهج الحكيم المرسوم من القيادة الحكيمة مع لمسات واضحة من التجديد والتطوير، ومصدر هذا الاعتزاز مني حيال وجهة نظر الدكتور، لأنها جاءت من رجل أكاديمي له دور في البناء التعليمي على أرض الميدان والخبرة المكتسبة ويعمل بجامعة لها وزنها وثقلها ومكانتها العلمية والشرعية والفقهية. ج تعقيب الدكتور جزاه الله خيراً كان شافياً ووافياً من حيث اكتمال أسسه وقواعده وأركانه وزواياه حيث تطرق بشرح وافٍ منذ تأسيس هذه الرئاسة بمرسوم ملكي كريم إلى وما وصلت إليه الرئاسة من صيت ذائع وجوائز عالمية ودولية وعربية,, كان هذا التعقيب مكملاً لما أوردته عن جهود الرئاسة ولو تطرقت له كما تطرق الدكتور بمزيد الوثائق والحقائق، لكان الجواب ممن يحلو له الرد أن هذا من باب المديح لجهازي ووظيفتي والمديح بالذات وتلميع وجه الرئاسة,وهو تعقيب أتشرف به ويعيدني نشاطاً إلى أولى خطواتي العملية بين أركان هذا الجهاز الكبير اخلاصاً له في العطاء من أجل أن تتحقق الطموحات فنشارك في البناء ونخدم في هذا الكيان. د ان هذا التعقيب وبهذه المساحة الكبيرة على صفحة الجزيرة هو إيضاح بأن الرئاسة كيان قوي أُسس على التقوى وسيظل كذلك إن شاء الله. 2 ما كتبه الأستاذ/ محمد بن حزاب الغفيلي من محافظة الرس,, ينم عن عقلية متزنة في التفكير وادراك للحقيقة والتجربة التي ظهرت له ولغيره من المواطنين وما لمسه من جهود لتعليم البنات وما حقق هذا التعليم منذ قيامه لمستقبل الفتاة السعودية من خلال جهاز قائم يملك مقومات النجاح المتتابعة والتي حققت الكثير للفتاة السعودية وفق الدين الاسلامي الحنيف والأستاذ محمد ممن لهم كتابات ومشاركات كثيرة في اطروحات النقد الهادف والمطلب المعتدل بهدف المصلحة العامة من خلال هذا المنبر على هذه الصحيفة الغراء. ومن جهة أخرى أورد واجبات ومسؤوليات المرأة السعودية المسلمة التي أوجبها الله عليها والتي هي جزء من رسالتها العظيمة وهي تربية أولادها وبناتها تربية صالحة مبنية على ما يرضي الله سبحانه وتعالى وهم زينة الحياة الدنيا ,, فالتوازن والوسطية هما المنهج الذي ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة فلا يطغى جانب العمل على الواجب الآخر. إن النقد البناء مطلب وهدف من أهداف الصالح العام دون الوصول إلى درجة التجريح لعدم تحقيق الهدف الخاص أو الاندفاع المتسرع دون التبصر والتعقل وليس من أحد يؤمن بالله ورسوله يدّعي الوصول إلى درجة الكمال فالكامل الله سبحانه وتعالى لكن الاجتهاد في تسيير العمل وفق ضوابط وأسس مرعية هي السياسة التي تسير عليها الرئاسة العامة لتعليم البنات وذلك من منطلق التوجيه الإلهي الكريم بقوله إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . ولعلني أذكر بأن الرئاسة قد استفادت من كل النقد الهادف البناء ومن كل الآراء النافعة التي تحمل بين طياتها النصيحة المخلصة أمثال ما أورده الدكتور الفاضل في كتابته المشار إليها من أجل مستقبل ابنتي وابنتك وأختي وأختك في ظل عالم متطور تقنياً فأصبح قرية واحدة وأهدافه وغاياته موجهة عن بُعد في بحر مظلم تتلاطم أمواجه وتتصارع وهي ما نسميه الصراع بين الخير والشر وبين الفضيلة والرذيلة,, لذلك كان الحذر من تلك الصراعات وقانا الله وإياكم شرها هو مبدأ الرئاسة وسياستها التي تتعامل مع النافع وتصد ما يتعارض مع ضوابطها الشرعية وبالتالي لم نكن متلقين لما يرد إلينا من تطوير وتجديد فقط دون تمحيص أو تحقيق فائقين وبعيون مفتوحة وأذهان واعية، فالمسؤولية كبيرة والأمانة عظيمة ومسؤولو الرئاسة ولله الحمد كبيرهم وصغيرهم وعلى اختلاف مواقعهم التربوية والتعليمية والادارية كلٌّ يدرك حدود مسؤوليته ما له وما عليه. كما أنهم جميعاً لا يستغنون عن وجهات نظر الآخرين وكل ما يساعدهم على أداء مسؤولياتهم على الوجه الأكمل والأحسن. والله الهادي إلى سواء السبيل. محمد بن غازي العنزي مستشار الوكيل للشؤون التنفيذية الرئاسة العامة لتعليم البنات