في يوم الثلاثاء الماضي في مقالي الاسبوعي المنشور في زاوية ( في الصميم) بعنوان (لماذا يتسيد الرجل على الفتاة في رئاسة تعنى بتعليمها؟) وقد ركزت في هذا المقال على نقاط اساسية منها: أن معظم كليات البنات تحولت الى ركيزة صالحة لتكون جامعات سعودية خاصة بالبنات. ان وزارة التعليم العالي هي الجهة المسؤولة عن التعليم الجامعي والعالي ويجب ان يشمل التعليم العالي للفتاة أسوة بجميع الدول العربية والإسلامية والعالمية الأخرى. أن الرئاسة العامة لتعليم البنات قد حققت نجاحات هامة ضمن أهداف إنشائها غير أن وجودها حالياً يحتاج لاعادة نظر,. إن وزارة المعارف هي الجهة المسؤولة عن التعليم العام,. يمكن أن يكون لوزير المعارف نائب وزير او وكيل وزارة مسؤول عن تنفيذ السياسة العامة لتعليم البنات. بما أن رئيس تعليم البنات هو رجل ووزير المعارف هو الآخر رجل فما المانع أن يكون واحد بدلاً من اثنين . الرئاسة زاخرة بوكلاء بالمرتبة الخامسة عشرة والرابعة عشرة,, ولاتوجد فتاة سعودية واحدة تشغل المرتبة الخامسة عشرة. ولم أدهش في رد مستشار الوكيل للشئون التنفيذية بالرئاسة العامة لتعليم البنات والمنشور في صفحة عزيزتي الجزيرة بهذه الصحيفة الرائدة يوم الاحد 2/2/1421ه وقد اشتمل تعقيبه على النقاط التالية: ان رئيس تعليم البنات هو الذي يمثل الفتاة السعودية في اي موقع داخلياً وخارجياً!!! وان الرؤساء في الرئاسة هم من السلك القضائي . وقال المستشار عن الفتاة السعودية وهي المؤهلة تأهيلاً علمياً وعملياً بقوله: اذا كان وكيل الرئيس العام من العنصر النسائي بالمرتبة الخامسة عشرة وتطلب الأمر مشاركة الوكيل النسوي في مؤتمر تعليمي مع نظرائه خارج المملكة العربية السعودية فكيف يمكن تمثيلها كوكيل للرئيس؟!! . ان الرئاسة العامة,, زاخرة بالمؤهلين من الرجال ومن يحملون نفس مؤهلك يادكتورنا الكريم,, ان عبارات د, آل هميل (نمقت بهندسة لفظية مناسبة وتصميم عصري في قدرة التعبير الفلسفي ليعطي ردة فعل لدى القارىء او يخلق نوعاً من عدم التوازن في التفكير فيتبادر الى ذهن من يقرأ هذه العبارات العلمية الموزونة أن الرئاسة ومنسوبيها استبداديون تجاه العنصر النسائي وان الرجال قد اغتصبوا حقوقاً لها دون وجه حق),. طالب رد الرئاسة ان تبقى جامعات البنات اذا ما اتخذ قرار في ذلك تحت اشراف رجالها,, وألا يكون لوزارة التعليم العالي دور في ذلك. ناهيك عن ابقاء الوضع في الرئاسة على ما كان: كل شيء بيد الرجال ماعدا المدارس ومكاتب التوجيه التربوي. الرئاسة ليس بها سوى ثلاثة وكلاء,. وليسمح لي القارىء بالرد التالي: اولاً: إن اصحاب المعالي رؤساء تعليم البنات منهم من كان من السلك القضائي ومنهم من كان من خارجه فلماذا هذا القطع غير الدقيق؟! ثانياً: قال في رده، بأنه لا يمكن ان تكون سيدة فاضلة واحدة من وكلاء الرئيس حتىلاتضطر إلى المشاركة في مؤتمر تعليمي خارج المملكة,, وبالتالي فإنه لا أمل لأي فتاة سعودية ضمن منسوبات الرئاسة وفي أي موقع من حصولها على المرتبة الخامسة عشرة حكماً لرد سعادة المستشار. ثالثاً: انه في الامكان ان تكون للرئاسة وكيلة وفي المرتبة الخامسة عشرة دون أن تضطر للمشاركة في مثل هذه المؤتمرات لكون اي زميل لها أن ينوب عنها في مثل هذه المسائل. وفات على المستشار في رئاسة تعليم البنات ان هناك عددا من البروفيسورات السعوديات من تجاوز ابداعهن حدود الوطن الى العالمية وانهن يشاركن فعلاً في العديد من المؤتمرات العالمية. رابعاً: اكد المستشار في رئاسة تعليم البنات بأن الرئاسة زاخرة بالمؤهلين من الرجال وأقول له ماذا في ذلك؟ انا اطالب بتحديد جهة الاشراف على التعليم العام بجهة واحدة بدلاً من جهتين وبجهة واحدة اخرى للاشراف على التعليم العالي والجامعي بدلاً من جهتين وحددت الجهتين بوزارة المعارف ووزارة التعليم العالي كل فيما يخصه ولم انتقص من قيمة رجال الرئاسة,. أما تحديد من يتولى منصب الوزير في كل من وزارة المعارف ووزارة التعليم العالي فالقيادة الرشيدة تعي دورها ولاتحتاج من يحدد لها من هو الشخص المناسب لتولي هذه المهمة. خامساً: حاول مستشار الرئاسة ان يصادر الرأي الآخر وان من يسلك نفس مسلكي في اعطاء رأي في نفس الموضوع فهو يخالف شرع الله ولا اعرف من أعطى الأخ المستشار في رئاسة تعليم البنات العصمة وان من يخالفه في الرأي هو خارج عن الدين، وعليه اقول: إننا نعرف حدود الله وحقوقه علينا ولسنا في حاجة لمن يصادر مفهومنا للدين الحنيف. سادساً: قال المستشار في الرئاسة العامة لتعليم البنات (انه لايوجد فيها سوى ثلاثة وكلاء) واقول له بأن في الرئاسة (13) ثلاثة عشر شخصاً وكيلا ووكيلا مساعدا عدا ثلاثة مدراء تعليم بالمرتبة الرابعة عشرة والخامسة عشرة. فلماذا هذه المغالطة الكبيرة؟! سابعاً: ذكر المستشار بالرئاسة العامة لتعليم البنات بأن العبدالفقير لله طالب بالانفتاح المعلوماتي الذي قال عنه سيجلب المصائب والغزو الفكري,,الخ وفي هذا اقول ان الانفتاح المعلوماتي اذا أطرِّ وحدد باللوائح وضمن مايفيد فإنه امر مرغوب فيه ومع ذلك فيبدو ان مستشار الرئاسة يتحدث بما لا يعرف فأنا لم أذكر كلمة واحدة (عن ضرورة الانفتاح المعلوماتي), فمن اين جاء بذلك؟! ثامناً: اؤكد هنا ماسبق ان اشرت له في مقالي السابق واضيف ما أراه مناسباً في التعليم العام بالنسبة للرئاسة فلننظر الى تشكيل ادارات التعليم فيها ماذا نجد؟ نجد ان مدير التعليم يشرف على الوحدات الرئيسية التالية: 1 شعبة التعليم 2 التوجيه الفني النسوي والنشاط المدرسي 3 شعبة الوسائل التعليمية 4 شعبة شوؤن الطالبات والامتحانات 5 الصحة المدرسية 6 شؤون الموظفين 7 ووحدات اخرى مساندة يمكن ان نطلق عليها الخدمية. بالنظر الى هذه الوحدات نجد أنها اوجدت لخدمات ثلاثة عناصر مهمة: أ الطالبة ب المدرسة ج المنهج المدرسي. هناك ابرز سؤال مهم هل هناك اشكالية في أن تتولى فتيات سعوديات مؤهلات علمياً ومتسلحات بالخبرة بالاشراف الفعلي على ادارات التعليم في الرئاسة العامة لتعليم البنات أما الوحدات الخدمية فتترك للرجال لأنها تتطلب الاختلاط وعملا ميدانيا. إن اتصال رجل بحكم اشرافه على قطاعات ادارات التعليم العام في الرئاسة العامة لتعليم البنات ضرره أكبر من ضرر قيام المرأة بخدمة بنات جنسها مباشرة دون وسيط والمتمثل بالرجل. قولوا لي بالله عليكم ايها القراء الاعزاء أيهما افضل وأي منهما فيه دفع للضرر؟! تاسعاً: حرص مستشار الرئاسة على أهمية المطالبة بإبقاء الجامعات النسائية اذا تم استحداثها تابعة للاشراف المباشر للرئاسة وفي هذا اقول ينبغي ان يكون للبنات في هذه البلاد اكثر من جامعة وأن تكون مديرة الجامعة اكاديمية سعودية وأن يكون جهازها الاكاديمي والفني والاداري من النساء ومن الكفاءات النسوية السعودية اللاتي بهر بعضهن العالم بإنجازاتهن العلمية، وهن يستحققن ارفع المناصب التي يخدمن فيها بنات جنسهن,, تماماً كما هو الشأن في كليات البنات حيث ان الكادر الاكاديمي والاداري والفني جميعهن من النساء. اما الاشراف على هذه الجامعات فيجب ان يكون لوزارة التعليم العالي فهي الجهة القادرة على التعامل مع الوضع الجامعي دون الاستعانة بالمستشارين من قطاعات أخرى!!! وكما هو معمول به في كل الدول العربية والاسلامية والعالم أجمع. عاشراً: تهكم علي مستشار رئاسة تعليم البنات محمد غازي العنزي وضرب مثلاً شمالياً واقول له ياسيدي لا يوجد لي والحمد لله زوجة أو أخت أو ابنة تعمل ضمن منسوبات الرئاسة ولكنني في المقابل أعتبر كل النساء الفاضلات العاملات في الرئاسة الكبيرة منهن اما ومتوسطة العمر اختاً والصغيرة ابنة واقول لأخي (العنزي) لقد كنت مدير تعليم البنات بحفر الباطن ثم مدير تعليم البنات في الجوف ثم جئت مديرا لمكتب الوكيل للشؤون التنفيذية بالرئاسة وليس مستشاراً كما وقعت في دفاعك عن الرئاسة العامة لتعليم البنات. اما بالنسبة لعبارتك (مقرود على مفرود والعلم في مكتب الرئيس العام) فلابد أن مكتب الرئيس العام يتوافر على اسباب نقلك من منصب مدير تعليم في منطقة هامة وهي الجوف وتحويلك الى مدير لمكتب وكيل رئاسة ليس الا,,!!!