المملكة تعزّز جهود العمل المناخي خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء 2024    وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يكرم شركة المراعي في الحملة الوطنية للتدريب «وعد»    رئيس وزراء منغوليا يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    محافظ جدة يكرِّم 21 طالباً وطالبة من الفائزين بجائزة «صناعيو المستقبل»    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأمير فهد بن عبدالله بن عبدالمحسن    الصين تدعو مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي "الحذر"    مستشفى الرعاية المديدة بالرياض يعزز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئة العمل    مدرب ليفربول: لن نتعجل عودة أليسون من الإصابة    فرع الإفتاء بمنطقة جازان يطلق مبادرة اللحمة الوطنية"    إطلاق خدمة الامتثال بالتأمين الصحي للمنشآت في المملكة    صدور موافقة خادم الحرمين على منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة ل 72 مواطنًا ومواطنة لتبرعهم بأحد أعضائهم الرئيسة    إسرائيل تحذر: لن نميّز بين لبنان وحزب الله حال انهيار الهدنة    مدير تعليم الطائف التطوع قيمة إسلامية ومطلب مجتمعي    الشورى يقر دراسة إعادة جدولة القروض العقارية للمتقاعد وفقاً لراتبه    جمعية أصدقاء البيئة تشارك في مؤتمر الأطراف COP16 بالرياض    نائب أمير مكة يشهد توقيع مذكرة تعاون بين الإمارة وجامعة الطائف    التحالف ينفي تصريحات ومزاعم القيادي الحوثي حول جثمان شقيقه    قطاع ومستشفى تنومة يُفعّل"اليوم العالمي للسكري"    الإتحاد يعلن تطورات إصابات هوساوي وبيرجوين    المملكة نموذج عالمي للإصلاحات.. اتفاقية استراتيجية مع البنك الدولي لإنشاء مركز عالمي للمعرفة    وزير الدولة للشؤون الخارجية يلتقي وزيرة المناخ البريطانية    تشكيل الهلال المتوقع ضد الغرافة    «التجارة»: السجن والتشهير بمواطن ومقيم ارتكبا جريمة التستر في المقاولات    الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تعلن زراعة 500 ألف شجرة وشجيرة    مجمع إرادة بالرياض: المضادات الحيوية لها تأثيرات نفسية تصل إلى الذهان    الصندوق العقاري يمنح مستفيدي الإقراض المباشر قبل عام 2017 خصمًا يصل %24 في حالة السداد المبكر    مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يستقبل طلاب البحرين    المياه الوطنية: إغلاق جزئي لشارع 18 بحيّي القزاز والعدامة لتنفيذ مشروع تحسين جودة مياه الشرب بالدمام    مذكرة تفاهم بين هيئة الصحفيين بمكة وجامعة جدة وكلية جدة العالمية للتدريب والتطوير    أكثر من 60 مفكرًا يشاركون في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة الخميس المقبل    سفير قطر بالمملكة: التأييد الدولي التاريخي لملف استضافة المملكة لمونديال 2034 يؤكد مكانتها المرموقة    هلال جمادى الآخرة يُزين سماء الوطن العربي اليوم    إصابة خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدينة دير البلح    الكلية التقنية تكرم فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بجازان    أمير القصيم يتفقد محافظة النبهانية ويناقش احتياجاتها مع الأهالي والمسؤولين    أمير القصيم يكرم عددًا من رجال الأمن المتميزين في شرطة محافظة النبهانية    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. نائب أمير مكة المكرمة يرعى الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة    يجمع بين رواد الحِرف اليدوية من مختلف الدول.. «بنان».. تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب    مبادرات إنسانية    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 27 إلى لبنان    «إكس» تميز الحسابات الساخرة بملصق خاص    أهمية الداش كام وكاميرات المراقبة المنزلية    تطبيقات توصيل الركاب ما تزال غير آمنة    وزير الدفاع يستعرض مع منسق الأمن القومي السنغافوري التعاون المشترك    روسيا: الدولار يفقد جاذبيته عملةً احتياطيةً    تعليم سراة عبيدة يحتفي باليوم العالمي للطفل    البشر القدماء يمتلكون رؤوسا كبيرة    ولي العهد والرئيس الفرنسي يشهدان مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين حكومتي المملكة وفرنسا    تامر يكشف سراً مع أليسا عمره 12 عاماً    أطباء في جدة يناقشون أسباب إصابة 17.9 % من البالغين بالسكر    لا تنحرج: تجاهلُها قد توصلك للموت    5 أغذية تصيبك بالكسل    محمد بن عبدالرحمن يلتقي مسؤولي "مكنون"    أدب القطار    بيولي يُبرر خسارة النصر أمام السد    وزير الدفاع يبحث مع الوزير المنسق للأمن القومي السنغافوري الأوضاع الإقليمية والدولية    رحم الله الشيخ دخيل الله    الشؤون الإسلامية تواصل تنفذ جولاتها الرقابية على الجوامع والمساجد بأبي عريش وفيفا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهجوم على الإسلام وعلى نبيه لن يزيد الدين إلا صلابة وثباتاً وانتشاراً
الشيخ الدكتور صالح بن حميد ل(الجزيرة ):
نشر في الجزيرة يوم 16 - 12 - 2005

أكد معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام أن الهجوم على الإسلام وبني الإسلام، لا يزيد الدين وأهله إلا صلابة وثباتاً وانتشاراً، والذين يهاجمون دين الله يعرفون أنه أكثر الأديان انتشاراً، حتى في بلاد الغرب.
وقال معاليه: إن الأمن مطلب الجميع لحفظ النفوس، وصيانة الأعراض، وتطبيق الشرع، وأن الفتن التي ظهرت زلزلت الأمة بأسرها، وأن أي عمل يستهدف الآمنين ومعصومي الدماء والنفوس فهو عمل إجرامي محرم، وأن الإرهاب شر يجب التعاون على اجتثاثه، وهو لا يقتصر على دين معين، أو مجتمع بعينه، بل ظاهرة عالمية.
وعن الإصلاح، قال معالي الشيخ صالح بن حميد: إن الإصلاح مطلب الجميع شعوباً وحكومات، والجميع يسعى إليه، جاء ذلك في الحوار الذي أجرته (الجزيرة) مع معاليه.. وفيما يلي نصه:
* بداية ما رؤية معاليكم حول ارتفاع حِدة الهجوم على الإسلام في الآونة الأخيرة، وعلى نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وهناك من تجاوز كل الخطوط في التطاول على ديننا، ما العمل لمواجهة هؤلاء؟
- من الواضح أن الإسلام والمسلمين يعيشون حملة مسعورة موجّهة نحو دينهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا من أطهر بقاع الأرض وأقدسها، من مكة المكرمة، من بلد الله الحرام ندعو عقلاء العالم لنبذ التعصب المقيت، والكف عن الإرهاب الفكري الذي يقود إلى تأجيج الأحقاد، واستفزاز الشعوب وحلول الكوارث.
إن الهجوم على الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم لا يزيد الدين وأهله إلا صلابة وثباتاً وانتشاراً وظهوراً، وفي كتاب ربنا: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.
إنهم يعلمون ونعلم أن الذين يدخلون في دين الإسلام في ازدياد وتنامٍ على الرغم من كل الظروف والمتغيرات والأحداث والمقاومات، بل والتهديد والتشويه للإسلام وأهله ونبيه وقرآنه.
إننا ندعو كل منصف وكل طالب للحقيقة أن يقرأ ديننا من مصادره، وأن يطلع على سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي مدوّنة محفوظة تدويناً وتوثيقاً لا يدانيه توثيق، ولا يقاربه تحقيق، وليعلم طالب الحقيقة ومبتغي الإنصاف أن المسلمين يكفيهم فخراً وشرفاً أن دينهم يحرم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله - عليهم السلام -، ويأمر باتباع التوحيد الذي جاؤوا به، {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}، بل لقد نُهي المسلمون عن التعرض لأديان المشركين حفاظاً على الحق، وحماية لجناب الله - عز شأنه -، ففي محكم التنزيل: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}.
إن المسلمين يحترمون جميع رسل الله - عليهم السلام -، ويوقرون كل أنبياء الله - عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام - {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
وقد اقتضت إرادة الله - سبحانه - وحكمته أن يختم الأنبياء والرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن تُختم الرسالات بالإسلام الذي جاء به، ليكون للناس بشيراً ونذيراً، وليكون للعالمين رحمة، بعثه على فترة من الرسل، ضلَّ فيها الناس رشادهم، وجحدوا عقولهم وقلوبهم، فصاروا كالأصنام تعبد الأصنام، وكالحجارة تقدس الحجارة، ملؤوا الأرض خرافات وأوهاماً، فلطف الله بعباده، فاصطفى محمداً - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ليبلِّغ خاتمة رسالاته، ويهدي بآخر كتبه، فكان بإذن الله الغيث نزل على الأرض الموات، فتبصَّر الضالون طريق النجاة، واسترد الخلق إنسانيتهم وكرامتهم، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم: (إن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك، وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يفسده الماء، تقرؤه نائماً ويقظان).
ونحن ندعو طالب الحقيقة والإنصاف أن ينظر فيما نالته سيرة محمد صلى الله عليه وسلم من العناية الفائقة والدقة البالغة في التدوين والتحقيق والشمول والتصنيف والاستنباط، لقد كانت سيرة ومسيرة جلية المعالم، كلها حق، وكلها صدق، توثيقاً وكتابة، وقراءة وبحثاً، واستيعاباً واستنباطاً، لم تحفظ قصة حياة ولا سيرة رجل ولا مسيرة بطل مثلما حفظت سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، سيرة لم تلحقها الأساطير والأوهام، وإنها لإحدى الدلائل التي حفظها الله؛ لتكون شاهداً على صدق هذه الرسالة المحمدية.
إن الذين وصفوه، ودونوا سيرته أحبوه، والتزموا الاقتداء به، فاجتمع في وصفهم وتدوينهم أمانة النقل مع محبة الموصوف، فامتزجت لديهم العاطفة بالدين والحب بالأمانة، فكانوا في نقلهم يؤدون واجباً، ويتبعون سنة، فسلموا من الكذب والتحريف والتناقض والجهل، وذلكم - وربكم - من آيات الله للعالمين.
ومما يؤسف له أن هذه الإساءات المتتابعة المتكررة لتأثير مشاعر المسلمين في العام تصدر من رجال ينتسبون إلى دينهم وكنائسهم، كما ينتسبون إلى الإعلام والسياسة، بل يقف وراءها بعض كبار المشاهير من رجال الدين والسياسة والفكر، اتهموا نبينا صلى الله عليه وسلم بالكذب وبالجنون وبالسرقة وقطع الطريق وسيئ الأفعال، ووصفوا ديننا بأنه خدعة كبرى.
إن هذه المحاولات من التشويه والدس والأكاذيب والإفك إنما تسيئ إلى العلاقات بين الشعوب، وتبث بذور الكراهية، وتذكي أجواء الصراع، وتثير أبشع صور البغضاء بين الناس.
إن أمة الإسلام - وقد فاقت أعدادها المليار وربع المليار وتقترب نسبتها إلى ربع سكان العالم وتعيش في أربع وخمسين دولة وتقيم في مائة وعشرين مجتمعاً بشرياً - إن هذه الأمة بتعدادها وبثقلها تستنكر هذه الاتهامات، وتدين هذه الهجمات الوقحة، والافتراءات الآثمة ضد دينها ونبيها صلى الله عليه وسلم، وتؤكد أن السماح بانتشار مثل هذه الافتراءات يؤدي إلى إذكاء الصراع ونشر البغضاء في عواقب وخيمة.
إننا نطالب باعتذار صريح عن هذه الاتهامات والإهانات التي وجهت إلينا في أعز ما لدينا، في ديننا وفي نبينا صلى الله عليه وسلم.
* هناك من يحاول المساس بالأمن خاصة في البلد الحرام، فما تقولون لهؤلاء؟
- الأمن مطلب عزيز وكنز ثمين، هو قوام الحياة الإنسانية كلها، وأساس الحضارة المدنية أجمعها، تتطلع إليه المجتمعات، وتتسابق لتحقيقه السلطات، وتتنافس في تأمينه الحكومات، تسخّر له الإمكانات المادية، والوسائل العلمية، والدراسات الاجتماعية والنفسية، وتحشد له الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتستنفر له الطاقات البشرية.
مطلب الأمن يسبق طلب الغذاء، بغير الأمن لا يُستساغ طعام، ولا يهنأ عيش، ولا يلذ نوم، ولا يُنَام براحة، قيل لحكيم: أين تجد السرور؟ قال: في الأمن، فإني وجدت الخائف لا عيش له.
في ظل الأمن تحفظ النفوس، وتُصان الأعراض والأموال، وتأمن السبل، وتُقام الحدود، ويسود العمران، وتنمو الثروات، وتتوافر الخيرات، ويكثر الحرث والنسل، في ظل الأمن تقوم الدعوة إلى الله، وتعمر المساجد، وتقام الجمع والجماعات، ويسود الشرع، ويفشو المعروف، ويقل المنكر، ويحصل الاستقرار النفسي والاطمئنان الاجتماعي.
وإذا اضطرب الأمن - عياذاً بالله - ظهرت الفتن، وتزلزلت الأمة، وتخلخلت أركانها، وكثر الخبث، والتبس الحق بالباطل، واستعصى الإصلاح على أهل الحق، إذا اختل الأمن - عياذاً بالله - حكم اللصوص وقطاع الطريق، وسادت شريعة الغاب، وعمَّت الفوضى، وهلك الناس، وتأملوا بلداناً من حولكم اختل فيها الأمن، فهلك فيها الحرث والنسل، وسلبت الأموال، وانتهكت الأعراض، وفسد المعاش، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن أجل هذا فإن كل عمل تخريبي يستهدف الآمنين ومعصومي الدماء والنفوس فهو عمل إجرامي محرم، مخالف لأحكام شرع الله، فكيف إذا كان القتل والتخريب والإفساد والتدمير في بلد مسلم، بلد يعلي كلمة الله، وترتفع فيه راية الدين والدعوة وعلم الشرع وحكم الشرع؟! ثم كيف إذا كان ذلك في مهبط الوحي ومبعث الرسالة المحمدية، في الحرم الحرام، في أقدس المقدسات؟! ثم كيف إذا بلغ الضلال بأصحابه، فجعلوا القرآن الكريم وسيلة للتدمير، ووضعوا بين دفتيه شراك التفجير، كما جعلوا ماء زمزم الطاهر أداة للتضليل والتمويه؟! إن ذلك كله يزيد الحرمة حرمة، والإلحاد إلحاداً، وحسبنا الله، ونعم الوكيل.
فكم من نفس مسلمة بريئة أزهقت، وكم من أموال وممتلكات محترمة أتلفت، وكم من نفوس آمنة روعت، مفاسد عظيمة، وشرور كثيرة، وإفساد في الأرض، وترويع للمؤمنين والآمنين، ونقض للعهود، وتجاوز على إمام المسلمين، جرائم نكراء، في طيها منكرات، أين يذهب هؤلاء من قول الله عز وجل: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وأين يذهبون من قوله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)، أخرجه النسائي والترمذي، ومن قوله - عليه الصلاة والسلام -: (لايزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)؟!.
أعمال سيئة شريرة، تثير الفتن، وتولد التحزُّب الذي يدمر الطاقات، ويشتت الجهود، ويهدر المكتسبات، ويؤخر مسيرة الإصلاح، ويخذل الدعوة والدعاة، ويفتح أبواب الشر أمام ألوان من الصراعات، بل ربما هيأ فرصاً للتدخلات الخارجية والمحاولات الأجنبية، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
إن الموقف الصريح الذي لا لبس فيه، ولا يُختلف عليه هو إنكار هذا العمل، واستنكاره، ورفضه، وتجريمه، وتحريمه، وليحذر من أراد الخير لنفسه من عمى البصيرة وتزيين الشيطان، فيرى الحق باطلاً، والباطل حقاً - عياذاً بالله -.
* هل مسألة الغلو والتعصب تختص بمنطقة واحدة أو جنسية معينة أم أنها ظاهرة عالمية؟
- الغلو والتعصب، ظاهرة عالمية، ومن الظلم والجور أن تسند إلى منطقة معينة أو دين معين أو جنسية معينة، والعالم كله ابتلي بالغلو بشكل صارخ بآثاره المرعبة ونتائجه المخيفة، والغلو تاريخه قديم، وآثاره في الماضي والحاضر عظيمة، لكن مع الأسف فإن الإنسانية لم تشهد في عصر من عصورها خطر الغلو كما تشهده في هذا العصر الذي باتت فيه الظلامية والتعصُّب يسجلان امتداداً في العالم بالرغم مما أفرزته حضارة العصر من تقدم في التقنيات والمخترعات والمكتشفات، بل إن من المفارقات أن بعض الدول التي تسيطر على أحدث ما أنتجه العقل البشري من أسلحة التدمير تتميز بقدر كبير من التعصب والغلو في فرض فكرها ومبادئها مما يصوّر الخطر المحدق بالبشرية.
والغلو والتعصب ليس هو عدو الآخر، ولكنه قبل ذلك عدو نفسه، لأن الغلو في الغالب ينتهي بصاحبه إلى التناقض بين سلوكه ومبادئه، بل إلى الاضطراب في معاييره وانتقائيته في تصرفاته وأحكامه، وإن من الجلي الواضح أن الغلو والتعصب يفضح ثغرات المتعصبين والغلاة.
والإشكالية في أجواء التعصب هي في سريان روح قابيل العدوانية، لما لم يتقبل منه قال: (لأقتلنك)، فالغالي المتعصب لما لم يكن له القبول، ولا الرضا امتشق سيف القوة، فالقوة والقهر والتسلط هي المتحكمة عند المتعصب في جميع أنشطة الحياة وميادينها: الثقافي، والتربوي، والاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي.
* آفة الإرهاب التي أطلت على بعض المجتمعات الإسلامية وما صاحبها من عمليات قتل وتفجير وسفك للدماء، كيف يمكن علاج هذه الظاهرة؟
- أولاً: لا بد من التأكيد على أن الإرهاب شر يجب التعاون على اجتثاثه واستئصاله، كما يجب منع أسبابه وبواعثه، عانت منه دول، وذاقت من ويلاته مجتمعات بدرجات متفاوتة، الإرهابيون يرتكبون فظيع الجرائم عندما يقدمون على قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، ويفسدون في الأرض، الإرهاب شر كله، وخراب كله، وأحزان كله، وفساد كله، محترف الإرهاب منحرف التفكير، مريض النفس، ومن ذا الذي لا يُدين الإرهاب، ولا يمقته، ولا يحذر منه؟!
ثانياً: إن الإرهاب يخترق كل المجتمعات، وينتشر في كل الدول بين جميع الأعراق والجنسيات، والأديان والمذاهب، عمليات إرهابية تتجاوز مصلحة منفذيها، فضلاً عن أنها تكلفهم حياتهم وأرواحهم، عمليات تتجاوز حدود المشروع والمعقول، وتتجاوز تعاليم الأديان، ومألوف الأعراف، وضابط النظم والقوانين.
الإرهاب كلمة مقصورة محصورة في الإقدام على القتل والتخويف، والخطف والتخريب، والسلب والغصب، والزعزعة والترويع، والسعي في الأرض بالفساد.
ثالثاً: إن الإرهاب إزهاق للأرواح المعصومة، وإراقة للدماء المحترمة، من غير سبب مشروع.
الإرهاب لا يعرف وطناً ولا جنساً، ولا ديناً ولا مذهباً، ولا زماناً ولا مكاناً، المشاعر كلها تلتقي على رفضه واستنكاره، والبراءة منه ومن أصحابه، فهو علامة شذوذ، ودليل انفراد وانعزالية.
فهذا إبراز لصورته الكالحة، وآثاره المدمرة، والتأييد العالمي، والتكتل الدولي مطلوب من أجل مكافحته، يجب على كل عاقل بغض النظر عن جنسيته أو ديانته، أو لونه أو هويته، أن يعلن الحرب على الإرهاب الغاشم الظالم، والمسلم حين يدين الإرهاب، فإنه لا يستمد موقفه هذا وإدانته تلك من إعلام الإثارة والتهويل، ولا من الفلسفات الاعتذارية التي تغلب على تفكير بعض قاصري النظر، لكنها إدانة من مسلم منطلق من إسلامه الذي يمنع قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ويقرن ذلك قرانه بحق الله في إخلاص التوحيد، والخلوص من الشرك، {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}، {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}.
والإسلام يؤكد كل معاني الحماية للمدنيين والعزل والضعفة ممن ليسوا أهلاً للقتال، وليسوا في حال قتال، وابن آدم الأول قابيل حين قتل أخاه ظلماً فباء بإثمه وإثم أخيه، قال فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها؛ لأنه كان أول من سن القتل)، أخرجه الجماعة إلا أبا داود من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، يتحمَّل قابيل كفلاً من كل دم إنساني يسفح عدواناً في الماضي وفي الحاضر والمستقبل، أكوام من الآثام المتراكمة، لماذا؟ لأنه أول من استباح دم نفس إنسانية، وأول من بسط يده بالقتل.
إن الإسلام يُعظم حرمة النفس، الويل ثم الويل لمن يقتل أنفساً، ويروّع آمنين، ويدمّر ممتلكات، يقصدهم في مساكنهم وأسواقهم ومرافقهم، في أسواق ومرافق تعج بالرجال والنساء والأطفال.
إن المسلمين حين يقفون مع العالم كله في هذا الشجب والإدانة والاستنكار للإرهاب ومحاربته، فإنما يشاركون في ضبط المسار، وترشيد الوجهة، والبعد عن صراع حضارات.
إنها فرصة مناسبة لمراجعة الأوضاع، والنظر في السياسات في حقوق الإنسان، وضوابط الحرية، ومقاييس العدل، والتعامل مع كل هذه المبادئ، كقيم جوهرية، وحقائق ثابتة، بعيداً عن الانتقائية المصلحية.
المطلوب نظر شمولي يتوجه إلى معالجة المشكلة، لا إلى إيجاد مشكلة، أو مشكلات تكون أكثر أو أكبر، علاج بعيد كل البعد عن عقلية الانتقام، والقتل، والتدمير، وإثارة نزاعات حضارية ودينية وعرقية، تضع العالم كله في ميدان حرب أو حروب لا نهاية لها، بل تقودها إلى جرائم تولد جرائم، إن الأمر يحتاج إلى سياسات جديدة لا إلى حروب جديدة، يجب أن يسود العقل والمنطق والنظام، لا بد من تجاوز العواطف وردود الأفعال من أجل قرارات حكيمة، لاينبغي أن تُبنى السياسات الدولية على الثأر والانتقام، فذلكم مصيدة مخيفة ، وشراك مميتة، في عالم تقدم يسوده النظام والقانون، حذار أن يدفع الإرهابيون عقلاء الأمم ليفكروا بالطريقة الإرهابية نفسها، تلك الطريقة الحمقاء، التي تعتمد على الكراهية والتمييز والانتقاء، حذار من تسميم العقول وتسميم الخطاب وتسميم التفكير.
* يكثر الجدال عن الإصلاح ومرجعيته والنهج المطلوب في تحقيقه، الأمر الذي يؤدي إلى الالتباس لدى البعض في مناهج الإصلاح، والمرجعية التي يجب أن تنطلق منها خطط الإصلاح، فكيف يرى معاليكم تجاوز ذلك الالتباس؟
- الحديث عن المحاسبة والإصلاح والعلاج، أمر يطالب به جميع أبناء الأمة الإسلامية، ولا سيما أهل العلم والإصلاح والرأي والمسؤولية، وأن يفقهوا دروس الماضي وعبر العصر، وأن من الحكمة في ذلك تجاوز الدروس للاستفادة من تجاوز سلبيات الماضي والبعد عن سجالات الجدل الكلامي، والتنظيرات التي لا تعالج الواقع، ولا تمس المشكلات.
ومرجعية أهل الإسلام: كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، هذه المرجعية لا تتمثَّل في النصوص فحسب، بل في كيفية إعمال هذه النصوص، وشرحها، والاجتهاد في دلالاتها، والاستنباط منها، وهذه هي وظيفة المختصين من أهل العلم بشرع الله.
والواجب على كل مسلم التزام شرع الله، وتحقيق العبودية له - سبحانه - كما قال - عز شأنه -: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، كما يجب على كل مسلم التسليم لحكم الله، وحكم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما قال - جل وعلا -: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}، وقوله - سبحانه - : {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقوله - عز شأنه -: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.
ولذلك فإن نهج الإصلاح يقتضي تثبيت المرجعية العلمية، واحترامها، وحفظ حقها، فهذا سبيل الفلاح، وهو سبيل سلامة المنهج والاستقرار الفكري، بأهل العلم تبرأ الذمة، وتنصح الأمة، ويقطع الطريق على من يريد تجاوز أمور الشرع سواءً في جانب الإفراط أو جانب التفريط، بالمرجعية العلمية وحفظ حقها ومقامها تتضح الأحكام، وتستقر الأوضاع، وتطمئن النفوس، ويعرف الشرع، وتحفظ الحقوق للأمة والأفراد ولولاة أمور المسلمين.
إن نهج الإصلاح وصواب الطريق احترام أهل العلم ومعرفة مكانتهم والحفاظ على منزلتهم والرجوع إليهم في مسائل الدين صغيرها وكبيرها، والحذر كل الحذر من إقصاء المرجعية الدينية الشرعية، والاستهانة بالتخصص العلمي الشرعي، ومع الأسف فإن هذا الإقصاء وقع فيه الفريقان، فريق الغلاة وفريق الجفاة، أما الغلاة من التكفيريين والتفجيريين فلم يقدموا على أفعالهم الآثمة إلا بعد أن قضوا خطوات نحو إقصاء العلماء وتجهيلهم واتهامهم بأنواع التهم الباطلة، وكذلك فعل الجفاة، فوقعوا في استنقاص العلماء من باب آخر واتهامهم بعدم معرفة الأحوال والمتغيرات والمستجدات.
ولذلك يجب إدراك الخطورة حين تتوافق أفكار الغلاة مع أفكار الجفاة على نسف المرجعية العلمية وإقصائها والتشكيك في أهليتها وكفاءتها.
والأمة - وهي تراجع نفسها، وتنظر في طرق الإصلاح وأساليب العلاج، وتحذر مكر الأعداء - يجب أن تنظر في داخلها، فكلا الفئتين - الغلاة والجفاة - أعداء للإصلاح.
ومن ثم فإن مسيرة الإصلاح يمكن وقفها بإحدى طريقتين، إما بوضع عقبة أمامها، وهذا ما يفعله الغلاة المتنطعون أهل الإفراط، وقد خاطب كتاب الله عز وجل هذا الصنف بقوله سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}، وإما بصرف المسيرة عن مسارها الصحيح، وهذا ما يفعله الجفاة وأهل التفريط، وقد خاطبهم القرآن الكريم بقوله - سبحانه - : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}، المفرطون الجفاة يستغلون شطط الغلاة لمحاربة هوية الأمة، والتشكيك في قطعياتها وثوابتها باسم محاربة الغلو، إن مؤدى كل من الغلو والجفاء هدم الأمة، وإهلاكها، والتمكين لأعدائها، وتحقيق التنازع، ونشر الخلاف، وتحقيق الفشل، وذهاب الريح.
وعلى الأمة أن تقاوم التفريط كما تقاوم الإفراط، وأن يردع الجفاة كما يردع الغلاة، فالمتشددون يؤدون بالمجتمع إلى الجمود، والمفرطون يحولون المجتمع إلى مسخ منزوع الهوية.
لذلك فإن حديث الإصلاح والعلاج يجب أن يكون صحيحاً صريحاً حازماً، ولكن يكون هادئاً متأنياً عاقلاً غير متعجل ولا متسرع، يستبطن النية الحسنة والتفاؤل والتفاعل والتسامح والعمل بروح الجماعة والابتعاد عن النزعات الفردية والعصبية الضيقة، مع تقدير المحق المحسن وتأييده، وتنبيه المخطئ وتقويمه، وعلى المصلحين والمفكرين وأهل الرأي التزام العدل والإنصاف والرحمة والتسامح والرقي، والابتعاد عن أجواء التشنج والتسفيه والتجهيل، مع حفظ الحق في الاختلاف السائغ، والتعبير عن الرأي، ووجهة النظر بأدب وعفة وسلامة قلب ولسان وحسن طوية، وحينما يكون الإصلاح والمراجعة فإن نهج التسامح وضمان حرية الرأي في حدود ضوابط الشرع لا يتنافى، ولا يتعارض مع إبداء النصح، والتنبيه على الأخطاء والمنافسة في الرأي، فعلى أهل العلم إرشاد الضال، وبيان الحق، وتصحيح الأخطاء من غير إساءة ظن بالمخطئ، وإذا أحجم القادرون الأكفياء نزل بالساحة من لا يحسن الورود والصدور.
* كيف يرى معاليكم أوضاع الأمة الآن في ظل هذه المتغيرات الصعبة، وما المطلوب للخروج من هذا المأزق الذي تعيش فيه الأمة الإسلامية؟
- العالم اليوم يعيش محطات تاريخية فاصلة، تأتي الأمة في قلبها وبؤرتها، هذه المتغيرات والتقلبات على الأمة أن تتوقف لتحاسب نفسها، وتراجع مسيرتها، فأمتنا مدعوة اليوم وبقوة للمراجعة والنظر ملياً في ماضيها القريب، وما حدث على مدار نصف قرن، أو يزيد لتميز الخبيث من الطيب، بل لقد تكشفت للأمة مخططات أسفرت عن وجهها، وكشفت عن توجهها، فأمة الإسلام محاصرة بالعنف والوحشية والتسلط من قبل أعدائها في فلسطين، وبقاع أخرى من ديارها، هذا الحصار يستدعي وقفة جادة عميقة من التأمل والمراجعة لكي تفكر ماذا تصنع؟ وكيف تتدبر؟ وكيف تفاوض؟ وكيف تحاور؟ وكيف تواجه؟ وفي الوقت ذاته على الأمة أن تراجع علاقتها مع شعوبها وحكوماتها وقياداتها وأنظمتها، علاقاتها بتاريخها ومستقبلها وتوازناتها الداخلية والخارجية، فالأمة في حاجة إلى جهود جميع أبنائها المخلصين وبخاصة من العلماء والخبراء... والمجربين من خبراء العصر وفقهاء النوازل ليدرؤوا عنها بإذن الله عوادي الزمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.