قد لا تكون النظافة هي العنصر الوحيد الذي توليه بلدية عنيزة جلَّ اهتمامها، فالأعمال التي تندرج تحت مظلة البلدية كثيرة ومتنوِّعة ومنها أعمال (السفلتة والإنارة والتشجير وصرف السيول وبناء الأرصفة وردم المستنقعات وأعمال الرقابة الصحية والفنية).. وغير ذلك من الأعمال التي تهم المواطن.. بالتأكيد ليست النظافة وحدها هي شغل البلدية ولكن بالنظافة تنهض أشياء كثيرة، فالنظافة المعنوية تفرز الكثير من القيم المثلى، فنظافة الفكر تفرز الرقي والتقدّم، ونظافة القلب تفرز الطيبة، ونظافة الحوار تفرز الاحترام، ونظافة الدين تفرز الإيمان النقي.. أما النظافة الحسيَّة ولماذا تأخذ الاهتمام والتركيز الأكبر؟ ولماذا يفرد لها حملة وحدها؟ فلأن النظافة هي مقياس وعي الشعوب وبحجم نظافة المدينة يمكن الحكم على ثقافة أهلها.. والنظافة مظهر حضاري يرتقي بمن يحافظ عليها إلى مقامات عالية من التحضُّر.. ومن هذا المنطلق، وحرصاً على إثبات حجم وعي أهل عنيزة فقد تم إطلاق هذه الحملة ولمدة ثلاثة أسابيع اعتباراً من 1426/11/1ه وحتى 1426/11/21ه وبرعاية إعلامية من صحيفة الجزيرة.. والجميل في هذه الحملة والذي يبعث على التفاؤل ويؤكِّد فعلاً أن أهل عنيزة أهل ثقافة وفكر واستجابة مباشرة لكل ما يخدم المحافظة جاءت المشاركات والتجاوب والمساندة بشكل يعبِّر عن نجاح الحملة ويبعث في النفس الأمل بأن تكون عنيزة رائدة في مجال النظافة، وهذا هو طابع المتميِّزين لا يقنعون إلا بالريادة متى ما كان النشاط يصب في صالح المنفعة العامة.. ومن خندق العمل في حملة النظافة أقدِّم جزيل الشكر والتقدير لمن وهبوا أوقاتهم وأنفسهم لصالح النظافة في عنيزة.. وبالتأكيد فإنك إذا رغبت في تثقيف عشرات الآلاف من البشر وتنظيف مئات الآلاف من الأمتار وطمس مئات الكتابات من الأسوار فإنه يلزم لذلك أن تجنِّد جيشاً من البشر لعلاج مثل هذه الظواهر، ولكن أبناء عنيزة بحماسهم وبتفانيهم وولائهم أثبتوا أنهم قادرون على علاج مثل هذه السلوكيات وبعدد محدود جداً.. كما أن هذه الحملة هي مناسبة للتذكير فقط بأهمية النظافة.. أما أعمال النظافة ذاتها فهي لا تعرف التوقف ولو توقفت يوماً واحداً لصارت النفايات في الشوارع مثل الجبال.. وللتأكيد على مشاركة المواطن في النظافة ومدى ما يُستفاد منها فإن أي فراغ يتوفر لدى عمال النظافة سوف يتحوّل إلى تشجير المحافظة وتجميلها، فالجهد لك أخي المواطن فساعد على خدمتكم وكن معنا بقلبك وإحساسك لنسير معاً على طريق النظافة فهذه بلادنا.. وكل حملة نظافة وأنتم بخير..