أوَّلُ الصُّبحِ ومضٌ، آخرُ الصُّبحِ ضوءٌ... النُّور بينهما... وهي النُّور الذي يجعل الأيَّام نوراً... باءٌ: بيت السُّكون قلبٌ يتهجَّى في الفجر دعوةً... ويرتِّلُ في اللَّيل أخرى... وما بينهما يسوده الأمل في أن تحتويه الإجابة... جيمٌ: جميلٌ أنْ ينبثقَ النُّور في البيت المعمور بالرَّخاء فيكلِّله الهدوء، ويدفئه عبق البياض... دالٌ: دنيا، مليئةٌ بالنُّور، والصَّباحات، واللَّيالي، وعبق الزُّهور... دنوتُ منها، فتدلَّت عناقيد الثِّمار... بعضها وارفٌ بالرُّواء، بعضها ضامرٌ عن عناء امتزج الحلو فيها بالمرير، وما تساوى فيها البصير بالضَّرير. أبجدُ: لغة لا يعصى عليها معنى... ولا تروغ عنها دلالة... تراودها اللَّمحات من كلِّ الخطرات... ويتدفَّق شلاَّل حروفها عن طيوف أحلامها، تأتي طواعية، تستسلم لقلمها... تتشكَّل كلماتها، تنهض جُملها، تنهمر معانيها، تتجمَّع دلالاتها...، تتزيَّا مخارجها...، تتأبجد داخل رياضها... غنَّاء... غنَّاء لا يتسلَّق سور حدائقها ليلٌ، ولا يطفئ وقدة بوتقتها شتاءٌ.