قرأت ما كُتب في جريدتنا الغراء (الجزيرة) حول خبر اعتزال الداعية والمفكر الإسلامي الشيخ عائض القرني العمل الدعوي، وحول هذا الخبر أود أن أقول: يظلُّ العلماء كواكب مضيئة في حياة الناس، تضيء لهم طريق الخير والصلاح، وتبيِّن لهم ما يخفى من أمور دينهم، ومن هؤلاء العلماء فضيلة الشيخ عائض القرني، الذي يُعد من العلماء القلائل الذين يسهمون بعلمهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. فللشيخ عائض بن عبدالله القرني مجال واسع في الدعوة إلى الله تعالى، ونشاطه في ذلك معروف عند العلماء والدعاة وعند عوام الناس، فقد سجّل أكثر من ألف شريط في خدمة المجال الدعوي، إضافة إلى المحاضرات التي كان يلقيها أسبوعياً في المساجد والأماكن العامة، ولا ننسى أيضاً الكتب التي ألّفها في خدمة الإسلام والمسلمين. وإذا أردنا التكلُّم عن القرني، علينا أن نتكلم عن أهم أعماله ومؤلّفاته، والتي كان أبرزها كتاب ( لا تحزن) الذي وجد صدى ونجاحاً لدى المتلقِّين، وطُبع منه مئات الآلاف من النسخ، فكتاب (لا تحزن) يُعد من الكتب التي فعلت المستحيل، وعالج ما عجز عنه أطباء العالم من أخصائيين واستشاريين، حيث صنع علاجاً للاكتئاب والأمراض النفسية وما يترتب عليها، ليسجل بذلك إنجازاً علمياً يسجَّل لعلماء المسلمين، يشهد له كلُّ من قرأ كتابه واستفاد منه. وأختم قولي بأنّه قد آلمنا كثيراً خبر اعتزال الشيخ عائض القرني، في وقت أصبحت فيه الأُمّة الإسلامية في أمسِّ الحاجة إلى مثل هؤلاء الدعاة المخلصين، الذين سلكوا طريق الوسطية في الطرح، طريق الهدى وطريق نبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، وكتاب (لا تحزن) هو أكبر وأصدق مثال على سلوكه المنهج الصحيح.