يُدشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير الرياض ثلاثة مشاريع في وسط الرياض وأولها هو: مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم فقد أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مراحل تنفيذ مشروع إعادة إعمار مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ وسط مدينة الرياض حيث تولت إدارة المشروع، ووضع الأسس التصميمية، والإشراف على تنفيذ المشروع. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أيده الله، قد وجه لدى تفضله بتدشين مبنى المحكمة العامة في 26 شوال 1421ه بإعادة إعمار مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم، وضم أرض المحكمة القديمة للمشروع. ***** والمسجد يقع على شارع طارق بن زياد، بالقرب من السور الجنوبي لمدينة الرياض القديم، على مقربة من بوابة دخنة التاريخية، كما يحيط بالمسجد نسيج عمراني، تاريخي يشمل عدداً من المباني الطينية، والأزقة التقليدية المشهورة بالمحلات التراثية، وتجارة الملابس الرجالية التقليدية، ومنها سوق الزل. واعتبرت هيئة تطوير الرياض تصميم المسجد ضرورة لإعادة العلاقة بين المسجد والعمران المحيط به، من خلال فهم الخلفية التاريخية لوضع المسجد، واستيعاب المستجدات الحديثة على المدينة بشكل عام، ومنطقة وسط المدينة، وقصر الحكم بشكل خاص. وحددت ملامح هذه العلاقة في عدد من المتطلبات المحددة، للبيئة العمرانية في منطقة قصر الحكم، وضرورة التوافق معها، وربط المشروع بصرياً، ووظيفياً بالمحكمة العامة، ومنطقة قصر الحكم، وشارع طارق بن زياد، والمنطقة المحيطة بالمسجد، وربطه كذلك بالشوارع الفرعية المحيطة به، خصوصاً المؤدية لسوق الزل. كما تضمن التصميم تنسيق الساحات الخارجية وممرات المشاة، وأماكن الجلوس المظللة، ومواقف السيارات الخاصة بالمصلين، وتوفير عدد كاف منها، وتوفير الإضاءة اللازمة لها. ربط شارع الشيخ محمد بن إبراهيم وشارع طارق بن زياد كما اعتبر في التصميم تحقيق الربط البصري بين شارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وشارع طارق بن زياد من خلال ساحة تجمع في الزاوية الواقعة عند التقاء الشارعين، كما اشتمل التصميم على إعادة تصميم الشوارع المحيطة بالمسجد بهدف ضمان حركة مشاة آمنة على الأرصفة، وعند عبور الشارع، من خلال تصميم متميز للأرصفة الجانبية، والوسطى المشكلة للميدان، الذي سيكون رابطاً مهماً بين المحكمة الكبرى، والمسجد، ومنطقة قصر الحكم. هذا ويشكل مسجد الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، الذي اشتهر لاحقاً باسم مسجد دخنة الكبير، ثم بجامع الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ - رحمه الله - مفتي المملكة العربية السعودية في وقته، نموذجاً للمراحل التاريخية العمرانية للمدينة الإسلامية. ويذكر الأديب المؤرخ الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد بأن هذا المسجد قد أسسه الشيخ عبدالله بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في عام 1178ه وهو أحد كبار العلماء الذين صحبوا الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وهو يدخل الرياض بعد أن هرب منها دهام بن دواس، وقد اكتسب المسجد مكانة علمية خاصة، باعتبار المكانة العلمية للمشايخ من أسرة آل الشيخ الذين توالوا على إمامته، والتدريس فيه، وكانوا من كبار علماء المنطقة وهم: الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ - رحمهم الله -، ومازالت أسرة آل الشيخ تتولى إمامة هذا المسجد والتدريس فيه حتى هذا الوقت. كما درَّس فيه نخبة من العلماء المتخصصين في فنون العلم الشرعي، فدرّس فيه الشيخ حمد بن فارس - رحمه الله - علوم اللغة العربية، ودرس فيه الشيخ عبدالله بن راشد - رحمه الله-، علوم الفرائض. وكان كذلك مقراً لحلقات تحفيظ القرآن، حيث درَّس فيه كل من الشيخ صالح بن مرحوم المشهور بابن مصيبيح، والشيخ عبدالرحمن بن ناصر المشهور بابن مفيريج - رحمهما الله-. إلا أن ازدهار النشاط العلمي المكثف، وتوافد طلبة العلم على حلقات المسجد بدأ بعد تولي الشيخ محمد بن ابراهيم إمامته وخطابته، وتوليه - رحمه الله - دروساً علمية منتظمة، استمرت لمدة خمسين عاماً، بدءاً من توليه إمامة المسجد عام 1239ه، ولذلك صار اسمه علماً على المسجد وبه عُرف، وتبعاً لذلك توافد طلبة العلم من خارج الرياض بغرض تلقي العلم والمجاورة العلمية، وأنشئ تبعاً لذلك وبأمر من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مجمع سكني لإسكان وإعاشة طلبة العلم وأطلق على هذا المجمع اسم (الرباط) أو (رباط الإخوان). ونذكر فيما يلي أسماء المشايخ الذين تولوا إمامة المسجد وهم: عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب 1187ه، وعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب حتى عام 1264ه، وعبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ حتى عام 1339ه، ومحمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ حتى عام 1389ه، وعبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبدالطيف آل الشيخ حتى عام 1412ه، وعبدالمحسن بن ابراهيم بن عبدالله آل الشيخ من عام 1412ه، ومحمد بن حسن بن عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ من عام 1412ه. أما المشروعان الآخران فهما تحسين وتطوير ميدان دخنة، وكذلك سوق الزل وكان سمو الأمير سلمان قد وجه بتحسين هذين المشروعين. الجزيرة تلتقي بعدد من المسؤولين وبهذه المناسبة التقت (الجزيرة) بعدد من المسؤولين والذين عبروا عن سعادتهم بافتتاح هذه المشاريع وكذلك الاهتمام والرعاية التي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض تجاه العاصمة الحبيبة حيث وصف معالي وزير المالية الدكتور ابراهيم العساف بأن افتتاح هذه المشاريع يعد مفخرة لنا جميعاً ومحل تقدير ولاشك أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- إعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم بهذا المستوى عمل رائع وعظيم نحو هذا العالم الجليل والذين تتلمذوا وتخرجوا على يديه أجيال وأجيال في العلوم الدينية وكذلك تجسيداً لاهتمام الدولة وتقديرها المستمر ورعايتها للعلماء لاشك ان هذا عمل جليل ومبارك. أما بالنسبة للتحسين والتطوير لميدان دخنة وكذلك سوق الزل (السجاد) فهذا يؤكد الحفاظ على وسط المدينة، والمحافظة على تراث وأصالة هذه البلاد. فالكل يفخر ويعتز حينما يشاهد منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي بتصميم وتنفيذ وتميز لهذه المرافق التاريخية أسأل الله أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إنه سميع مجيب. أما الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان عضو مجلس الشورى فقال حقيقة الشكر والثناء لصقر الرياض وأميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي أولى هذه المدينة جل عنايته واهتمامه لذا لا تذكر الرياض ألا ويذكر سلمان ولا يذكر سلمان إلا وتذكر الرياض ويأتي في مقدمة هذه المشاريع مشروع اعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم - رحمه الله- والذي وجه ببنائه خادم الحرمين الشريفين عرفاناً وامتناناً لهذا العالم الجليل، وكلنا مازلنا نذكر حينما كنا طلاباً نستمع ونتابع خطبه وأحاديثه فنستشعر قوتها وتأثيرها فهذا علم من الأعلام رحمه الله رحمة واسعة. أما بالنسبة لإعادة تحسين وترميم ميدان دخنة وسوق الزل فهذا يأتي دليلا على اهتمام وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بوسط المدينة وكذلك الاهتمام بالأشياء التاريخية والتراثية لأنها تحكي الماضي وتربط الحاضر بالماضي ويؤكد على الأصالة وإن الماضي جزء من الحاضر كما أن الاهتمام بهذه الأماكن التاريخية من شأنه تعريف النشء بتاريخ هذه البلاد. وما حققه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. أما الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن صالح المرشد عضو الهيئة العليا لتطوير الرياض، فقال: لاشك إن هذه أعمال كبيرة يوليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض جل عنايته واهتمامه فالدولة حفظها الله أولت العلماء والمشايخ عناية خاصة فالتوجيه الكريم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو إعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم توجيه كريم نحو هذا العالم الفاضل الجليل الذي أصبح علمه نبراساً أضاء الطريق للجميع كلنا نتذكر مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم وحلقات الذكر والندوات والمحاضرات، الكل يتواجد، يستمع وينصت لعلم هذا العالم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. أما بالنسبة لعملية التحسين والتطوير لميدان دخنة وسوق الزل (السجاد) فهذا من ضمن اهتمامات وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نحو المحافظة على وسط المدينة وإبقاء الأماكن التاريخية والتراثية نقدر للهيئة العليا لتطوير الرياض جهودها ونبارك لشبابها هذه الهمة العالية والإخلاص الكبير. أسأل الله أن يحفظ بلادنا ويديم عليها نعمة الإسلام والأمن والأمان. أما معالي الدكور نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو الهيئة اللعيا لتطوير الرياض، فقال: لاشك إن هذه الأعمال كبيرة ورائعة يأتي في مقدمتها إعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم عرفاناً من حكومتنا واهتمامها ببيوت الله، ثم لهذا العالم الجليل كذلك بالنسبة لتحسين وسط المدينة وكذلك تحسين سوق الزل والأشياء التراثية، هذا عمل جليل ورائع لأن هذه أصالة وتراث يجب المحافظة عليها. أما الشيخ عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالرياض فقال: أولاً نشكر حكومتنا الرشيدة واهتمامها ببيوت الله وبنائها وصيانتها والمحافظة عليها وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم عمل جليل ورائع يجسد اهتمام حكومتنا بعلمائها الأفاضل والشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله الكل يعرف مكانة هذا الرجل الفاضل والعالم الجليل وما قدم لخدمة الإسلام والمسلمين. أما فيما يخص التحسين والتطوير الميدان دخنة وكذلك سوق الزل السجاد فهذا امتداد للاهتمام بالتراث والأصالة وكذلك انعاش وسط الرياض، لقد أصبح وسط الرياض قمة في مشاريعه ومعالمه التاريخية أصبح الجميع من سكان المدينة وزوارها يقصد هذه الأماكن ويتذكر تاريخ الآباء والأجداد أسأل الله أن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان.