أكد المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ ان مشروع اعمار مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وتحسين سوق الزل التراثي وتطوير ميدان دخنة التاريخي تأتي حلقة في سلسلة الجهود المبذولة لتطوير منطقة قصر الحكم التي تقوم عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مشيراً إلى ان هذا المشروع يساهم في خدمة التنمية الحضرية لوسط المدينة، والحفاظ على الهوية والنمط العمراني لهذه المنطقة التاريخية حيث كان التكامل بين عناصر المسجد والميدان والسوق التجارية محدداً أساسياً لمجتمع المدن القديمة، حيث تشع من خلالها مظاهر التفاعل الإيجابي والأداء الحضري لسكان المدينة. ونوه عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة إلى الأهمية التاريخية للعناصر الثلاثة، حيث اكتسب مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم مكانة علمية خاصة إذ كان يحمل في مضمونه جامعة إسلامية درس فيها نخبة من كبار العلماء المتخصصين في فنون العلم الشرعي وتخرج منها علماء كبار، فيما أشار إلى أهمية ميدان دخنة كونه كان يمثل قديماً واحداً من أهم ميادين مدينة الرياض، واصفاً في الوقت نفسه أهمية سوق الزل من الناحية التاريخية بأنه يعتبر السوق الرئيسية لتجارة السجاد والملابس الرجالية والسلاح حيث ما زال محتفظاً بهذا النشاط حتى وقتنا الحاضر. وقال ان هذا المشروع يسهم في ربط المناطق الواقعة إلى الجنوب منه بمنطقة قصر الحكم ضمن منطقة تجارية نشطة وعبر ممر مشاة شرقي المسجد يمتد شمالاً باتجاه سوق الزل التراثي ومن ثم منطقة قصر الحكم. وأضاف: ان هذا المشروع يأتي ضمن برنامج طويل المدى بدأ منذ سنوات طويلة، يهدف إلى بعث الحيوية والنشاط في منطقة وسط المدينة وتهيئتها لتستمر في أداء دورها كمركز إداري وثقافي وتجاري رئيسي لمدينة الرياض، باعتبار هذه المنطقة قلب العاصمة ونواتها التاريخية التي انطلقت منها ملحمة توحيد وتأسيس المملكة وتهيئة المناخ المناسب لاستقطاب الأنشطة والمستويات بمختلف مستوياتها، حيث يقف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على رأس برامج تطوير المدينة بشكل عام وهذه المنطقة بشكل خاص، قائداً وموجهاً ومتابعاً لكافة التفاصيل المتصلة بتطوير هذه المنطقة التي أمن لها سموه النظرة بعيدة المدى، كما يشرف شخصياً على تنفيذها على أرض الواقع الأمر الذي أدى لأن تكون مراحل التطوير مبنية على أسس راسخة وقوية. وأشار إلى أنه بدئ العمل بتطوير وسط مدينة الرياض الذي بدأ بتطوير منطقة قصر الحكم بعناصرها المتعددة ومتنزه سلام وإنشاء المحكمة العامة ومقر الدفاع المدني بمنطقة الرياض بالإضافة إلى مشروع إنشاء مبنى المحكمة الجزائية التي يجري حالياً اعداد التصاميم الهندسية والمعمارية لها، بالإضافة لما يقوم به القطاع الخاص من دور في تنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية في هذه المنطقة ضمن دور صاغته الهيئة من أجل ضمان تكامل الأدوار بين القطاعين الحكومي والخاص. كما شهد الجزء الشمالي من وسط المدينة تطوير مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي يتضمن عدداً من العناصر التاريخية والثقافية والترويحية ويمثل مركز اشعاع حضاري وثقافي ويشهد إقبالاً كبيراً من كافة فئات وشرائح المجتمع في مجالات البحث والثقافة والترويح. مشيراً إلى أنه تجري حالياً دراسة لربط المركز بمنطقة قصر الحكم عبر منطقة الغراوية وهي المنطقة الواقعة بينهما والمحصورة بين طريق الملك فهد وشارع الملك فيصل، من أجل رفع المستوى الحضري والعمراني لهذه المنطقة وفي الوقت نفسه إيجاد تكامل وظيفي بين منطقة قصر الحكم ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي. وأشار المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ في ختام تصريحه إلى ان عجلة التطوير في منطقة وسط مدينة الرياض مستمرة، وان الخطط والبرامج الموضوعة تتضمن العديد من المشاريع الحيوية التي وضعت ضمن برنامج زمني لضمان تحقيق نمو وازدهار هذا الجزء الهام من المدينة.