أعاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالأمس للأذهان ذكرى ذلك المسجد الذي قام الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ببنائه عام 1187ه إثر دخول الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله مدينة الرياض على أنقاض مسجد ريفي صغير قريب من بوابة دخنة. وذلك حينما قام سموه بالأمس بتدشين إعادة بناء مسجد الشيخ محمد بن ابراهيم في تلك المنطقة التي تحولت من مكان «للأربطة» وذلك المسجد الريفي الذي كان في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده أبنائه سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، يحظى بالعناية والتطوير ضمن مشاريع منطقة قصر الحكم حتى جاء التوجيه السامي الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإعادة بنائه على هذا الطراز المميز، جاء ذلك التوجيه السامي من أعلى شرف ومطل مبنى المحكمة الكبرى العامة حينما قام رعاه الله بافتتاحها قبل (5) سنوات تقريباً وشاهد من تلك الشرفة موقع المسجد، فأمر ببنائه ليشمل المسجد وعناصره التي شملت المكتبة، والمواقف، والمحال التجارية. وفي «سوق الزل» الذي قام سمو الأمير سلمان بالأمس بتدشين التحسينات له فقد كان سموه وكعادته ذو طلعة اتسمت بالبساطة وتفقد لماح ودقيق لكل عناصر التحسين والتطوير ووسط ذلك التواضع الأميري الفذ استقبل أهالي السوق وأعيانه وأعمدته سموه بالبخور وعبارات الترحيب والثناء لسموه على ما قدم ويقدم لهذه المنطقة من دعم وعناية. كما توقف سموه عند عدد من أولئك القدامى من تجار السوق ومنهم الشيخ مقرن المجاهد من تجار المشالح وتناول القهوة العربية كما انهم حرصوا على تقديم هداياهم الرمزية من سلعهم من المشالح، والبنادق والسيوف والخناجر الأثرية وغيرها من تلك الأدوات التراثية التي حظيت باهتمام واستحسان سموه كما ان سموه بالمقابل أبدى العناية والاهتمام بكافة احتياجات أهالي السوق والحرص على أن يظل معلماً يجسد عبق الماضي وأصالة الحاضر للسائح والمواطن والمقيم.. وفي نهاية الجولة قام سموه بالدخول إلى المسجد وأدى صلاة الظهر بهذه المناسبة التي شرّفها سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ومعالي وزير العدل الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ وهو حفيد مفتي الديار السعودية والذي سمي المسجد باسمه وكذا عدد من أصحاب السمو والفضيلة والعلماء والقضاة بالمحكمة الكبرى العامة. ثم أم المصلين صاحب الفضيلة الشيخ القاضي عبدالمحسن بن ابراهيم بن عبدالله آل الشيخ، إمام المسجد. كما قام سمو الأمير سلمان بزيارة لمقر هيئة الأمر بالمعروف بالديرة يرافقه معالي رئيس الهيئة الشيخ ابراهيم الغيث، وحينما تجول سموه في المقر تحدث سموه لأعضاء المقر مؤكداً سموه لهم اهتمامه بهذا السلك الحكومي وبالعاملين. وقال سموه مداعباً لهم: إن مقركم مريح ونحن إن وجدنا شيئاً من التعب في العمل فإننا سنزوركم في هذا المقر المريح - كناية من سموه على جودة المكان -. عقب ذلك وبعد الصلاة توجه سموه وعلى قدميه ويرافقه الحضور إلى اللوحة التذكارية وأزاح الستار عنها إيذاناً بتدشين «ميدان دخنة» ذلك الطريق الذي لم يكن يسع إلا لسيارة واحدة فقط، وهو اليوم يحدث بعد تدشينه ترابطاً بصرياً بين العناصر المعمارية والمؤسسات الخدمية على جانبي شارع طارق بن زياد. تعتبر هذه المشاريع الثلاثة إحدى المنظومات والعناصر المرتبطة لتطوير منطقة قصر الحكم.. تلك المنطقة التاريخية المتجددة كماً ونوعاً باهتمام سمو الأمير سلمان. كان سموه في جولته التي كان يستمع طوالها إلى شرح مفصل من عضو الهيئة العليا رئيس مركز المشاريع بالهيئة المهندس عبداللطيف آل الشيخ حريصاً على السؤال والاستفسار عن كل عنصر وما هو المعتبر في تنفيذه وما المؤمل لمستقبله. مسجد ابن ابراهيم سيكون حلقة وصل بينه وبين مراجعي ومنسوبي المحكمة العامة والدوائر الحكومية والتجارية. المسجد مساحته 9,126م2 يسع ل 1800 مصل ويوجد مصلى آخر للنساء يسع ل 180 مصلية وسرحة تسع ل 1000 مصل ومكتبة و26 محلاً تجارياً وسكن للإمام والمؤذن ومكاتب مقر هيئة الديرة. سوق الزل المحسن يقع على مساحة 38,580م2 تم تحسينه بالمظلات والسواتر الحديثة والتبليط لممراته وسقفه وإضافة مواقف له.. ناشد العديد من تجار السوق وقداماه سمو الأمير سلمان من خلال «الرياض» بعد هذا التطوير إعادة النظر في سعودته ورصد تلك العمالة المتستر عليها حتى يحافظ السوق على أصالته وجودة سلعه التي قد تضعف وبداخلها المقلد مع وجود تلك العمالة. «ميدان دخنة» يقع في مساحة مطورة قدرها 15,000م2 روعي تصميمه على إحداث ترابط بين العناصر المعمارية والمؤسسات الخدمية على جانبي الشارع كما تم رصفه بشكل مميز وروعي فيه تسهيل حركة المشاة وانسيابية الحركة المرورية التي تابعها بالأمس مدير مرور الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل فور تدشينه.. «الميدان» كانت له مسميات قديماً هي: سوق دخنة، برحة دخنة، وميدان دخنة الذي ثبت عليه حتى اليوم.