طالعت التحقيق الصحافي الذي طرحه الأستاذ منصور الصايغ في العدد (12084) بعنوان (مخاطر شبكة الكهرباء الهوائية بالرس تفرض تحويلها إلى أرضية) وحوادث مفجعة بسبب الأعمدة وأسلاك الضغط العالي.. وقد تحدث بالتفصيل في هذا التحقيق عن مخاطر هذه الأعمدة ومضايقتها للشوارع بالرس، وعن تكرار انقطاع التيار الكهربائي بسبب العوامل الجوية على الشبكة الهوائية، ومخاطر هذه الأعمدة تنتشر في معظم محافظات وقرى منطقة القصيم، كما سبق أن أشار إلى وجود المشكلة في الدلم للأخ حمد بن عبد الله الخنين في العدد (12087)، وهناك مشكلة لم يتم التطرق لها سابقاً وهي أن هذه الأعمدة تحول دون توسعة وازدواج الطرق المفردة، حيث إن هذه الأعمدة غالباً تزرع على أكتاف الطرق وداخل حرمها المتاح لتوسعتها فلو كان عرض الطريق مثلاً (50 م) فإن هذه الأعمدة تزرع بعد 10 أمتار من منتصف الطريق يمينا وشمالاً أو في كلا الاتجاهين، مما يجعل هذه الأعمدة داخل المساحة المتاحة لتوسعة الطريق، وهذه الزراعة العشوائية للأعمدة سببت الكثير من الازعاج لقائدي السيارات ومن المعروف هندسيا أن أي عائق (obstruction) حتى وإن كان بعيداً عن الطريق هو أحد أسباب تقليل سعة الطريق الاستيعابية، فالعائق الجانبي وخصوصا الأشجار أو المباني أو الأعمدة هي أحد أسباب تقليل سعة الطريق، هذا إضافة إلى كون هذه الأعمدة مصدراً للحوادث وسبباً يعوق توسعة الطريق، ومع الأسف فإن شركة الكهرباء التي زرعت هذه الأعمدة بعشوائية تطلب من الجهة التي تطلب توسعة الطريق التعويض في حالة نقل هذه الأعمدة وإبعادها عن الطريق الذي هو ملك للجهتين كالبلديات أو النقل والطرق، ومن المفترض أن تفرض هذه الجهات رسمياً على مرور الشبكة الهوائية في أطراف الطرق، ولكن العكس هو الحاصل حيث تطلب شركة الكهرباء تكاليف نقل هذه الأعمدة أو المحولات عن طريق يتبع للجهة (البلدات، النقل).. وسأضرب مثالاً على إعاقة هذه الأعمدة لتوسعة الطرق بمثال واقعي وهي طريق يقع بمدينة بريدةبالقصيم هذا الطريق يربط وسط وغرب المدينة مع جنوبها، وهو الطريق المسمى طريق الناصرية، أو حي الخليج، وهو طريق مفرد حالياً وينطلق من حي الخليج بجنوببريدة وبالتحديد من جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب حتى يصل إلى الطريق الواصل بين مركز الخضر والوصيعان وحي السالمية جنوببريدة، بطول يقرب من 2 كم أو يزيد على ذلك.. ويربط كثيراً من الأحياء والأرياف مع بعضها بعضا، كما يعتبر مرادفاً لطريق الملك عبد العزيز فهو مرتبط بطريق الملك عبد العزيز الذي يبعد عنه أقل من كيلومتر واحد شرقاً بعدد من الطرق الفرعية وخصوصاً عند بداية مدخل بريدةالجنوب، حيث إن الحركة الكثيفة على طريق الملك عبد العزيز يمكن أن تتوزع غرباً وشرقاً، وهذا الطريق هو الرابط الرئيسي المرادف لطريق الملك عبد العزيز غرباً، يشهد هذا الطريق حركة كثيفة من السيارات والشاحنات التي تربط أحياء جنوببريدة مع غربها ووسطها، وتنتشر أعمدة الكهرباء بشكل كثيف يسار ويمين هذا الطريق ويحتوي الطريق أيضاً على عدد من المنحنيات الرأسية والأفقية وهذه الأعمدة (الضغط العالي) تمتد يمين ويسار الطريق مسببة حوادث مهلكة وخصوصا في المنحنيات، حيث إن السيارات تصطدم بها مباشرة وخصوصا منحنى حي الناصرية وتقع الأعمدة في وسط الطريق تماما محاطة بالاسفلت من جميع الجهات، وتحول هذه الأعمدة دون أي توسعة لهذا الطريق فبشكل غير مباشر أسهمت هذه الأعمدة بزيادة كثافة المرور في طريق الملك عبد العزيز، حيث لا إمكانية لازدواج هذا الطريق إلا بتحويل هذه الأعمدة إلى كيبل أرضي ومن ثم توسعته. والغريب في الأمر هو هذه الحوادث المهلكة التي حصلت في الطريق وزراعتها داخله بطريقة عشوائية، مع عدم ازاحتها أو تحويلها إلى كيبل أرضي لافساح المجال لازدواجه من قبل الأمانة. إني أناشد شركة كهرباء القصيم بالاسراع بتحويل هذه الشبكة إلى كيبل أرضي للوقاية من الحوادث وللمساهمة في حل زحام المرور بطريق الملك عبد العزيز. م. عبد العزيز بن محمد السحيباني