أكد الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك المحاضر في كلية المعلمين بالرياض والداعية الإسلامي المعروف أهمية الأمر المعروف والنهي عن المنكر، كونه واجبا شرعيا وله فضائله الحميدة وفوائده الجمة على الأفراد والمجتمعات. وبيَّن في محاضرة له بعنوان (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر) أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة بشرية وحاجة إنسانية، حيث يقول ابن تيمية - رحمه الله - كل بشر على وجه الأرض لابد له من أمر ونهي، ولابد أن يأمر وينهى حتى لو كان وحده، لكان عليه أن يأمر نفسه وينهاها. وهو من أخص خصائص هذه الأمة حيث قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } وقال بل هو الواجب كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه مسلم عن أبي سعيد: (مَنْ رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فقلبه، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل). رواه مسلم. وما ذاك إلا لأنه صمام الأمان الذي تستقيم معه حياة الفرد والمجتمع، وبه يتحقق الأمن والسلام بين الناس فضلاً عن نزول البركات من السماء والأرض لامتثال أمر الله تبارك وتعالى وقلة الخبث في المجتمع وكثرة الصالحين. وأشار فضيلته إلى تعريف المعروف مشيراً إلى أنه اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إليه والإحسان إلى عباده، وكل ما ندب إليه الشرع، ونهى عنه من المحسنات والمقبحات.. في حين أن المنكر هو كل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه فهو منكر، حيث يقول شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - اسم المنكر يعم كل ما كرهه الله ونهى عنه وهو المبغَض، واسم المعروف يعم كل ما يحبه الله ويرضاه ويأمر به. فضائل الشعيرة ثم تناول البريك بالشرح فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي عده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام؛ وقرنه الله - عز وجل - بالإيمان كما في قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } كما قرنه الله سبحانه في سورة التوبة بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله فقال: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }. وقال ومن ذلك يتضح عظم شأن هذا الواجب وبيان أهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب فبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير ويضمحل الشر ويقل المنكر، وبإضاعته تكون العواقب الوخيمة والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة، وتتفرق الأمة وتقسو القلوب وتظهر الرذائل وتنتشر، ويعلو صوت الباطل ويفشو المنكر. وبيَّن فضيلته في معرض بيان فضائل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انه يعد من مهام الرسل عليهم السلام، حيث قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }.كما يعد من صفات المؤمنين في قوله تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الأمرونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }، وفي المقابل بيّن فضيلته صفة أهل الفساد بأنهم: { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ { كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الصالحين كما في قوله تعالى: { لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }. مشيراً إلى أن من واجبات ولاة الأمر في المقابل كما ورد في قوله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } . إعذار للأمة واستمر فضيلته في بيان فضائل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً أن في قيامه خيرية هذه الأمة كما قال تعالى: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }.كما أن القيام به من أفضل الأعمال وفق ما ورد في قوله تعالى: { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أمر بِصَدَقَةٍ أو مَعْرُوفٍ أو إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }.. إضافة إلى أنه من أسباب تكفير الذنوب، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، تكفرها الصيام والصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). كما أن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إعذار للأمة أمام الله: { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أو مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} . وفيه حفظ للضرورات الخمس (الدين والنفس والعقل والنسل والمال). آثار خطيرة وبيَّن الدكتور البريك أن ترك القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى الآثار وأمور خطيرة منها: أولاً: وقوع الهلاك والعذاب، قال الله - عز وجل -: { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } وعن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) ولما قالت أم المؤمنين زينب - رضي الله عنها -: (أنهلك وفينا الصالحون)؟ قال لها: (نعم إذا كثُر الخبث) وعن عبيد الله بن جرير قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من قوم يعمل بينهم بالمعاصي هم أعز وأكثر من يعملونه، ثم لا يغيرونه إلا عمهم الله بعقاب)، أخرجه أحمد وأبو داود وهو صحيح. وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده، فقالت: يا رسول الله أما فيهم صالحون؟ قال: بلى، قلت: فكيف يصنع بأولئك؟ قال: يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان). رواه أحمد وغيره وهو صحيح. وروى البخاري عن النعمان مرفوعاً: (مَثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها كَمَثَلِ قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرُّوا على من فوقهم فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا). كما وجاء عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: (يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذا اهْتَدَيْتُمْ }وإنا سمعنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب) أخرجه أبو داود وأحمد والترمذي وهو حديث صحيح. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله تعالى: { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } قال: أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب. والسبب في أن الله تبارك وتعالى يعم الجميع بالعذاب مع قوله تعالى: { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }، قال الإمام القرطبي- رحمه الله تعالى - فالجواب أن الناس إذا تظاهروا بالمنكر فمن الفرض على كل من رآه أن يغيره، فإذا سُكت عنهم فكلهم عاص هذا بفعله وهذا برضاه، وقد جعل الله في حكمه وحكمته الراضي بمنزلة العامل فانتظم في العقوبة). (القرطبي 7 - 391 - 393). وهذه سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه فإن لم يكن في الأمة مَن ينهى عن المنكر عمهم الله بعذاب من عنده وفي هذا قال تعالى: { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } . ثانيا: عدم إجابة الدعاء، قالت عائشة - رضي الله عنها - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم). ثالثاً: انتفاء خيرية الأمة قال: (والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم). فالذين لم يقوموا بأمره تبارك وتعالى قد لعنهم وأعد لهم عذاباً أليماً كما لعن الله بني إسرائيل لعدم قيامهم بهذا الواجب فقال تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إسرائيل عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } . فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم ذكر الآية وقال: كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو تقصرنه على الحق قصرا) رواه أحمد والترمذي. رابعاً: تسلُّط الفُسَّاق والفجار والكفار وتزيين المعاصي وشيوع المنكر واستمراؤه. خامساً: انتشار الجهل وقلة العلم. حقيقة الدور كما أشار فضيلته في محاضرته إلى أن من عظيم نعم الله تعالى علينا التي يجب شكره عليها آناء الليل وأطراف النهار أن دولتنا قامت بهذه الشعيرة منذ تأسيسها حيث أنشأت (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تضم رجالا حملوا على عاتقهم تحقيق هذه الشعيرة، فنراهم في جهود تتوالى قل أن تغمض جفونهم أو تستريح أبدانهم، فكم من خير نشروه، وكم من منكر في مهده قتلوه، وكم من حرمات حالوا دون انتهاكها، وقطعوا على الشيطان طريقه فيها، وإن حقيقة الدور الذي يقوم به أولئك المرابطون أجلى من الشمس في ضحاها، وليس يخفى إلا على من انطفأت بصيرته فانقلبت عنده الموازين. وأوضح فضيلته أن هذه الهيئة لما قطعت على أهل الباطل باطلهم بدأوا ينفثون سمومهم عليها فيلصقون الأكاذيب، ويهولون الأخطاء، وكأنهم يريدونها معصومة عن كل خطأ. من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط وبين أن وقوع شخص أو أشخاص في خطأ عفوي أو متعمد ليس مبرراً للتجريح والتشهير، وقال فلو أخطأ رجال من قوات الأمن، فهل يعد ذلك مبرراً للتنقص والشتم والمطالبة بتحجيم أجهزة الأمن أو إلغائها، ولو أخطأ قاض أو قضاة، فهل يقول عاقل بوجوب حل الجهاز القضائي كاملاً لأخطاء فردية بسيطة؟، ولو أخطأت صحيفة ما في نشر معلومة دون التوثق من صحتها أو قامت بتحقيق يخالف الأنظمة، فهل يعتبر هذا مبرراً لإغلاقها أو إغلاق الصحف كافة؟ مس الأذى وأكد الشيخ سعد البريك أن الغمز واللمز والطعن لا يضير أولئك المحتسبين شيئا لأنهم يعلمون أن ذلك سبيل قديمة قال لقمان لابنه وهو يعظه: { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } . وقال عمير بن حبيب بن حماسة - رضي الله عنه - الصحابي الجليل لأولاده موصياً لهم: إذا أراد أحدكم أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر والأذى وليوقن بالثواب من الله، فإنه من يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى. أخرجه الإمام أحمد في الزهد. وهذا الإمام أحمد يخبر عمر بن صالح بمثل ذلك. قال عمر بن صالح: قال لي أبو عبد الله - يعني الإمام أحمد -: يا أبا حفص يأتي على الناس زمان المؤمن بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع، فقلت: وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع؟ قال: صيَّروا أمر الله - عز وجل- يعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - فضولاً. قال: المؤمن إذا رأى أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر لم يصبر حتى يأمر وينهى، فقالوا: هذا فضول. قال: والمنافق كل شيء يراه، قال بيده على أنفه، فيقال: نِعْمَ، الرجل ليس بينه وبين الفضول عمل. * إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر