أكثر من ثلاثين عاما والمسرح في الاحساء مستمر في لقاءاته مع الجمهور,, حيث يعتبر اقدم مسرح في المملكة وقد مر المسرح هذا بمرحلتين متميزتين، الاولى مرحلة الارتجال والتجريب,, وهي التي سبقت إنشاء جمعية الثقافة والفنون 1393ه ساهم فيها العديد من الاسماء التي مازالت حية بفكرها ونشاطها المسرحي,, امثال عمر العبيدي المدير الحالي لفرع الجمعية بالاحساء,, والكاتب المسرحي عبدالرحمن الحمد أحد اهم عناصر الكتابة المسرحية,, وكذلك الكاتب المخرج ومؤسس ورائد مسرح الطفل السعودي الاستاذ عبدالرحمن المريخي,, ومن الممثلين احمد النوه,, والى جانب هذه المرحلة الارتجالية التجربية,, هناك المسرح المدرسي يصنعه تأليفا وتمثيلا مدرسو وتلاميذ المدارس,, فكان ان قدم مسرح الاحساء العديد من المسرحيات,, الى ان جاءت المرحلة الثانية,, وهي المقترنة بنشأة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون,, وهنا بدأ هذا المسرح يتشكل بصورة مسرحية منتظمة وفعالة ومستمر في اعماله دون توقف الى يومنا هذا,, حتى وصل خارج الحدود بكافة مبدعيه. إن مايجعل مسرح الاحساء قوياً ومتواصلاً وفي الواجهة الاعلامية,, راجع الى جهود افراده الذاتية وتكريسهم للعمل المسرحي معتمدين على حب المسرح والرغبة في التثقيف,, تثقيف الذات وتثقيف البيئة بطريق الفن مع ميل الى تأصيل اسلوب جديد في العمل,, الا وهو اسلوب العمل الجماعي,, والحقيقة ان الراصد للحركة المسرحية بالمملكة لايستطيع ان يصرف النظر عن اهم ظاهرة تعرض لها المسرح السعودي في مرحلته الحالية,, الا وهي ظاهرة الاستمرار في مسرح الاحساء. وفي الحالة شبه المعدومة والمعطلة في بعض افرع المسرح السعودي الاخرى فالراصد لابد ان يضع أسطرا بل صفحات لهذا المسرح الوفي لكي يقول للمتلقي ان الاحساء مسرح,, والمسرح احساء,, اي واحة درامية كما هي المحافظة واحة خضراء. لقد كان الملتقى المسرحي الاول لاندية الاحساء والذي نظمته ادارة فرع الجمعية بالمحافظة والذي انتهت فعالياته الخميس الماضي,, رمزا حيا ودليلا واضحا على ماتتمتع به المحافظة من اهتمام مسرحي,, بل فني شامل,, استطاع القائمون عليه برئاسة العبيدي وادارة المبدع علي الغوينم وبدعم معنوي من الاستاذ محمد الشدي رئيس مجلس ادارة الجمعية,, ان يقدموا طرحا مسرحيا قويا سيكون بإذن الله اذا ما استمر في السنوات القادمة علامة مضيئة للمسرح السعودي وإنارة في دروب المبدعين بالمسرح,, فتحية شاملة للكوادر الادارية والفنية بالفرع,, وكذلك كوادر العمل المخلص في مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالاحساء في مقدمتهم الشعيبي مدير المكتب وزميله النشط دائما يوسف الخميس مسؤول النشاط الثقافي بالمكتب والعضو الفعال بفرع الجمعية ايضا,, وهم بهذا العمل الذي تجلى في الملتقى يستحقون الشكر والتقدير والدعم المعنوي ايضا,, سواء من الجمعية الأم,, او من الجهات المسؤولة بالمحافظة,, والى ملتقى قادم نلتقي معهم على دروب المحبة والعطاء والنماء الفني بإذن الله.