اطلعت يوم الأربعاء 21-10-1426ه في عدد 12109 مقالاً للأخ الكاتب محمد أبو حمرا يحمل عنوان (أتاك الربيع الطلق)، حيث تناول في مقاله موضوع الأمطار والربيع وما يدور بين الناس حال نزول المطر من الفرح والسرور خصوصاً أصحاب المزارع وأصحاب الماشية من إبل وأغنام إلى غير ذلك. ولا عجب فالمطر نعمة من رب العالمين ودليل رحمة والأدلة على ذلك كثيرة أذكر بعضها، منها قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}. وقال تعالى:{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ، وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ، فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. فهذه الأمطار بإذن الله دليل رحمة وهي من نعم الله عز وجل علينا ولا بد لهذه النعم من الشكر فبالشكر تدوم النعم، وإن من شكرها ما ذكره الكاتب بالمحافظة على البيئة والحرص على نظافة المكان ونشر الوعي بين الناس بأهمية ذلك، وكما ذكر الكاتب نقلاً عن أحد الخبراء بأن أي قطعة بلاستيك تقع على الأرض تحجب نباتها، كما أن أصحاب الأغنام والإبل يشتكون من هذه الظاهرة التي أضرت بمواشيهم عند الرعي. وإن من شكر نعمة الأمطار والربيع المحافظة على الصلاة في وقتها مع الحرص على رفع صوت الأذان لتذكير الآخرين بدخول وقت الصلاة. ومن الشكر كذلك المحافظة على الأخلاق وعدم ازعاج المنتزهين برفع صوت المسجل، فبعض الشباب يرفع صوت الأغاني. فهل هذا من الشكر؟! ومن الشكر كذلك عدم الإسراف، فالله لا يحب المسرفين. كما أشار الأستاذ محمد ابو حمرا إلى نقطة مهمة وذلك أنه في أوقات الربيع تجتمع الأسر والأحبة والأقارب والأصدقاء، فهذا نعمة وفضل من الله، فالاجتماع والتواصل مما حث عليه ديننا الحنيف. اسأل الله أن يرحمنا وأن يغيثنا وينزل بركته علينا وأن يجعل ما أنزله من أمطار عوناً لنا على طاعته وأن يعم بنفعه أرجاء البلاد. وبالله التوفيق