بعد أن أعياها التمييز الاجتماعي والحرمان الاقتصادي لجأت الطبقات الفقيرة في المناطق النائية الهندية إلى السلاح وراحت تشنّ هجمات ذات طابع يساري متطرف، بل وتضع ثمناً لرأس كل شرطي. وقبل أيام قلائل فقط ساروا خطوة أخرى إلى الأمام.. فقد اقتحم ما يزيد على ألف متمرد ماوي مجمعاً للشرطة ملحقاً به سجن بولاية بيهار بشرق الهند في 13 تشرين الثاني - نوفمبر الجاري وحرروا 380 من رفاقهم. وترك المتمردون منشورات ذكروا فيها أن عملية اقتحام السجن (جيل بريك) نفذت تخليداً لذكرى الثورة السوفيتية في تشرين الثاني - نوفمبر عام 1917. وقتل 8 من أفراد رانفير سينا وهي ميليشيات تابعة لطائفة اجتماعية متميزة دأبت على مطاردة ما يسمى بالفئات الاجتماعية الدنيا على يد المتمردين. وأثار حجم الهجمات موجات صادمة في إدارة الشرطة مجبرة وزارة الداخلية الهندية على عقد اجتماع لبحث قضية الأمن الداخلي. ويعرف الماويون أيضاً ب(الناكسلس) وهي بلدة ناكسالابارى بولاية البنجال الغربية التي كانت مسرحاً لانتفاضة فلاحية اندلعت أواخر الستينات من القرن الماضي. ويدافع الماويون عن قضية عمال الزراعة والفلاحين المعدمين وسكان المنطقة الأصليين الذين ينتمون بشكل عام للطوائف المحرومة ويؤمنون بحتمية إقامة نظام شيوعي عبر الانتفاضة المسلحة. وبعد فترة هجوع في الثمانينات عاودت الحركة نشاطها الذي صار الآن يغطى 14 ولاية تمثل نحو ربع مساحة البلاد. وبحسب تقديرات الشرطة فإن عدد متمردي الحركة في مختلف أنحاء البلاد يبلغ الآن 15 ألفاً. وتتركز الأنشطة الماوية في خمس ولايات هندية هي ولاية اندرا براديش في جنوبالهند وولايتي جاركاند وشاتسجاره بوسط البلاد وولايتي اوريسا وبيهار في شرق الهند وهي في مجملها ولايات فقيرة أو حبلى بالصراعات الطائفية. وفي عام 2004م اتحدت جماعتان من الناكسال هما جماعة الحرب الشعبية والمركز الشيوعي ليشكلا الحزب الشيوعي الهندي (الماويون) الذي صار الآن أكبر الجماعات المتصارعة مع الحكومة الهندية. ويتحمل هذا الحزب المسئولية عن مجموعة هجمات بمختلف أنحاء البلاد أجبرت الحكومة على إرسال مجموعات من القوات الخاصة التابعة للحرس الوطني لمواجهتها.