بدأت السلطة الفلسطينية حملة واسعة النطاق لضبط الأحوال الأمنية في الضفة الغربية وقطاع تتضمن بشكل خاص مصادرة السلاح غير المرخص، وفي المقابل واصلت إسرائيل انتهاكاتها الأمنية واقتحمت قواتها أمس مخيم جنين. وذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي اقتحم فجر أمس الأحد مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية. وقالت المصادر إن أكثر من 35 آلية عسكرية وعدة دبابات اقتحمت المخيم من عدة محاور وسط إطلاق نار كثيف. كما أوضحت أن دوي انفجارات وأزيز رصاص كان يسمع صباح أمس بين الحين والآخر في مناطق مختلفة من المخيم. وطبقاً لما ذكرته المصادر فقد داهمت القوات الإسرائيلية العديد من منازل المخيم بحثاً عن من وصفتهم بالمطلوبين. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي نادى عبر مكبرات الصوت على الشبان والرجال في المخيم للخروج من منازلهم والتجمع في الساحة الرئيسية حاملين بطاقات الهوية الخاصة بهم. كما واصلت القوات الإسرائيلية حملات التمشيط والمداهمة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية لاعتقال أنصار حركتي - الجهاد الإسلامى وحماس - للحيلولة دون مشاركتهما في الانتخابات. وفي هذا النطاق أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية اعتقال أربعة فلسطينيين منهم ثلاثة من الخليل ورابع في مدينة البيرة برام الله بتهمة الانتماء لعضوية حماس. ومن جانب آخر أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية أمس الأحد عن بدء تنفيذ خطة لضبط الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية تتضمن نزع السلاح غير المرخص به وفرض النظام ووقف مظاهر الفوضى والتعديات على الأملاك العامة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية توفيق أبو خوصة إن السلطة الوطنية بدأت تطبيق خطوات أولى لحفظ القانون في مدينة نابلس ثم انتقلت منها إلى بيت لحم وطولكرم، مشيراً إلى أن (الخطة ستشمل باقي المحافظات وستنتقل إلى قطاع غزة خلال أيام). وأكد أبو خوصة أن السلطة الوطنية الفلسطينية والأجهزة الأمنية ماضية في فرض النظام والقانون ووقف مظاهر الفوضى والتعديات على الأملاك العامة، موضحاً أن الحملة تشمل مصادرة السيارات المسروقة وإزالة التعديات على الأملاك والأماكن العامة والخاصة وإعادة اعتقال المدانين في قضايا جنائية. وأشار أبو خوصة إلى أن المرحلة التالية من الحملة ستكون مصادرة السلاح غير المرخص. يشار إلى أن الحملة بدأت قبل عدة أيام في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية حيث تمت مصادرة السيارات المسروقة من إسرائيل وإتلافها وإزالة التعديات ووقف الفوضى. وكانت الشرطة الفلسطينية بدأت حملة منع المظاهر المسلحة في قطاع غزة في نهاية شهر أيلول - سبتمبر الماضي. وفي سياق آخر أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن جندياً من الجيش الإسرائيلي سلم ثلاث بندقيات لمسلحين فلسطينيين إثر تهديدات وجهت له ولأسرته إذا لم يفعل. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في موقعها على الإنترنت أن الجندي وهو من أصول درزية اعتقل قبل عدة أيام وجدد حبسه احتياطياً عشرة أيام. وقالت الصحيفة إنه يشتبه بأن الجندي سلم ثلاث بنادق آلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى جماعات فلسطينية خوفاً من التهديدات. ومن جانب آخر عرض شاؤول موفاز وزير الجيش الإسرائيلي أمام مجلس الوزراء أمس تفاصيل الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني بشأن معبر رفح والذي ينص على نشر مراقبين أوروبيين في المعبر ونقل الصور التي تلتقطها الكاميرات المنصوبة فيه إلى غرفة عمليات مشتركة إسرائيلية وفلسطينية ومصرية وأوروبية. وأمس بدأ عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بالجيش الإسرائيلي عملية التنسيق مع السلطات المصرية بهدف تطبيق هذا الاتفاق تمهيداً لإعادة فتح معبر رفح وفتح معبر - بيت حانون - إيرز شمال القطاع يوم الجمعة المقبل. وأعلنت سلطات الاحتلال عن فتح معبر - بيت حانون - إيرز شمال القطاع بعد إغلاقه منذ الأسبوع الماضي لذرائع أمنية مما عطل حركة التنقل وحال دون توجه العمال إلى أماكن عملهم. على صعيد آخر اجتمعت أمس اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي للمصادقة على قرار بسحب ثمانية من وزراء الحزب من حكومة الائتلاف، حسب ما صرح مسؤولون، حيث من المقرر أن تصبح استقالات الوزراء نافذة خلال أسبوع. وانضم حزب العمل إلى التحالف في كانون الثاني - يناير للمساعدة على استكمال انسحاب المستوطنين والقوات الإسرائيلية من قطاع غزة في أيلول - سبتمبر الماضي. ورغب نائب رئيس الوزراء شيمون بيريز في بقاء الحزب في الحكومة إلا أنه خسر زعامة حزب العمل مطلع هذا الشهر لصالح منافسه عمير بيريتس الذي خاض حملته الانتخابية على خلفية الخروج من الائتلاف وإجراء انتخابات مبكرة بدلاً من موعدها المقرر في تشرين الثاني - نوفمبر 2006م. أما في حزب الليكود فقد أفادت تقارير صحفية إسرائيلية أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز يعتزم منافسة بنيامين نتانياهو على زعامة حزب ليكود إذا ما استقال رئيس الوزراء الإسرائيلي آريئيل شارون من الحزب وشكل حزباً جديداً. ونسبت صحيفة هاآرتس في موقعها على الإنترنت إلى مصادر مقربة من موفاز قوله إنه لا ينوي الانسحاب من ليكود على الرغم من إغراءات الانضمام إلى حزب يقوده شارون حيث من المؤكد أنه سيشغل منصباً رفيعاً في مثل هذا الحزب. وقالت هذه المصادر إن موفاز دأب على تعزيز مكانته داخل حزب ليكود طوال العامين الماضيين من أجل تحدي رئيس الحزب الحالي وإنه في أي من الأحوال فهو باق في الحزب. ومن جانب آخر قال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إنه تم الإفراج بكفالة عن مردخاي فانونو كاشف أسرار برنامج إسرائيل النووي بعد اعتقاله لانتهاكه القيود المفروضة على تحركاته عقب خروجه من السجن عام 2004 .