أُضرمت النيران في العشرات من السيارات، ليس في فرنسا وحدها، بل أيضاً في ألمانياوبلجيكا، فيما يشير إلى استشراء الحالة الفرنسية إلى دول الجوار الأوروبية، في وقت ظلّت فيه الأوضاع في فرنسا على حالها مع اعتقال المزيد من مثيري الشغب. وقالت الشرطة الألمانية أمس الأربعاء أنه تم إشعال النار في عدد من السيارات في مدينتي برلين وكولونيا الألمانيتين، في هجمات مماثلة لأعمال الشغب التي تنتشر في فرنسا منذ نحو أسبوعين. وقالت الشرطة في العاصمة الألمانية ان ثلاث سيارات ودراجة نارية أحرقت في منطقة ويدينج التي يقطنها اشخاص من الطبقة العاملة في شمال برلين، فيما قال شهود عيان إنهم شاهدوا في وقت لاحق سيارتين أخريين تحترقان. كما أُشعلت النار في خمس سيارات في حي موابيت القريب من برلين قبل يومين. وفي كولونيا قالت الشرطة انه تم أشعال النار في أربع سيارات في منطقة بوكلموند في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أصيبت سيارتان منها بأضرار شديدة. كما أضرم مجهولون النار في العديد من السيارات في العاصمة الألمانية برلين ومدينة كولونيا غربي البلاد خلال الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء. ونفى المتحدث باسم الشرطة في كولونيا اليوم أن تكون لهذه الاعتداءات علاقة بأعمال العنف التي تشهدها فرنسا وقال: (ليس لدينا في ألمانيا نفس الظروف السائدة في فرنسا). أما في بلجيكا فقد أفاد مركز الأزمة الذي انشأته الحكومة البلجيكية ان عشر سيارات قد أحرقت مساء الثلاثاء في بضع مدن بلجيكية، لكن الشرطة لم تتمكن من التأكد ان لهذه الحوادث دوافع اجرامية. وقد بدأ حرق السيارات بعيد الساعة السابعة من مساء الثلاثاء، كما قال لوكالة فرانس برس مسؤول في مركز الأزمة، مشيراً إلى أن أربع سيارات احرقت في بروكسل واثنتين في غاند (شمال غرب بلجيكا) وأربع في انفير (شمال). وفي انفير، أوضحت الشرطة أنها لا تعرف (ما اذا كانت هذه الحوادث متعمدة او عرضية). وفي مركز الأزمة، حاول المسؤولون التقليل من اهمية هذه الحوادث، موضحين انها (منعزلة). ولوحظ مساء الثلاثاء ان اعمال شغب وتجمعات حول هذه السيارات المحروقة لم تحصل. واذا كانت السلطات البلجيكية تتخوف من احتمال وصول عدوى اعمال العنف إلى بلجيكا من الضواحي الفرنسية، فإن الحوادث ما زالت محصورة ومشاكل الشبيبة المهاجرة مختلفة كثيراً عن مشاكل الشبان في فرنسا. أما في فرنسا فقد اعتقلت السلطات 139 شخصاً في ساعة مبكرة أمس الأربعاء، فيما واصلت عصابات الشبان إضرام النار في السيارات والمباني في ضواحي باريس وغيرها من المدن الفرنسية، حيث تواصلت أعمال الشغب لليلة الثالثة عشرة على التوالي. وقالت الشرطة إنه حتى الساعة الواحدة صباح أمس بالتوقيت المحلي أضرم مثيرو الشغب النار في 617 سيارة وحافلة وأن ثلث هذا العدد كان في باريس وحدها. وفي منطقة أورلينز جاب 150 من المسلمين الشوارع بعد صلاة العشاء ليحثوا الشبان على العودة إلى بيوتهم. وفي باسين بالقرب من مدينة بوردو تسبب مثيرو الشغب في انفجار حافلة تعمل بالغاز الطبيعي. ونجا سائق الحافلة الذي كان الشخص الوحيد بها من الانفجار. وفي ليون أوقفت السلطات وسائل النقل العام بعدما هاجم مثيرو الشغب عدة حافلات ومحطة للمترو. وفي شالون سير ساون أضرمت النيران في إحدى المكتبات. وعلى العكس من ذلك ساد الهدوء ضاحية سين سانت دينيس القريبة من باريس. هذا وقد أحبطت الشرطة الفرنسية محاولة قام بها شبان فرنسيون لنهب سوق تجاري في مدينة مارسيليا جنوبي البلاد مساء الثلاثاء بعد ساعات من إعلان الحكومة حالة الطوارئ. وقالت السلطات إن الشرطة اعتقلت تسعة أشخاص معظمهم من القصر صغار السن. وفي مدينة تولوز ألقى المشاغبون الحجارة على رجال الشرطة عقب حلول الليل. كما أضرموا النار في عدة سيارات.