سجل تراجع في أعمال العنف في ضواحي باريس أمس، بعد إقرار الحكومة حال الطوارئ وفرض أول إجراءات حظر تجول في محاولة لحل الأزمة المستمرة منذ نحو أسبوعين، في حين زادت الأوضاع سوءاً في كل من ألمانياوبلجيكا مع انتقال ظاهرة العنف إلى أراضيهما. وأحرقت 617 سيارة ليل الثلثاء - الأربعاء بحسب الوزارة، مقارنة بضعف هذا العدد من السيارات المحروقة الليل السابق. وكانت أعمال العنف أكثر انتشاراً في المناطق الفرنسية منها في ضواحي باريس، حيث انطلقت الاضطرابات في 27 تشرين الأول أكتوبر اثر مقتل شابين عرضاً. ويكشف اللجوء إلى حظر التجول عن خطورة الأزمة الحالية. واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة"لو باريزيان"ان 73 في المئة من الفرنسيين يؤيدون هذا القرار. وتشمل حال الطوارئ 25 دائرة من أصل مئة ومن بينها باريس وضواحيها والمدن الفرنسية الكبرى بينها مرسيليا وليون وتولوز وليل. وكانت أميان في شمال البلاد، أول مدينة طبقت حظر التجول، إذ صدر قرار عن رئيس الإدارة المحلية يحظر على القاصرين ما دون السادسة عشرة من الخروج من دون مرافقة بالغين بين الساعة العاشرة ليلاً والسادسة فجراً بالتوقيت المحلي. توعية وعلى رغم إحراق سبع سيارات، أعلنت الإدارة المحلية في الدائرة عن حصيلة"إيجابية"لحظر التجول الأول، وأشارت إلى أن حضور الأهالي الإلزامي إلى مراكز الشرطة لاستعادة أولادهم الموقوفين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و15 سنة، يسمح بإجراء"مناقشة وتوعية". كذلك اصدر رؤساء بلديات مدن ثلاث أخرى هي سافينيي- سور- اورج ولو رانسي في المنطقة الباريسية واورليان في الوسط قرارات بفرض حظر التجول على القاصرين عملاً بالقانون. ومن اعنف أعمال الشغب ليل اول من امس، حريق متعمد ألحق أضراراً كبيرة في مكاتب صحيفة"نيس-ماتان"في غراس، واعتداء بالضرب على صحافيين روس في ليون. وأفادت الشرطة أن شخصاً ألقيت عليه أوزان حديدية من مبنى في حي حساس في مدينة نيس كان لا يزال أمس في"وضع حرج". واعتبرت الصحف الفرنسية تطبيق هذا الإجراء بمثابة"امتحان كشف الحقيقة"للحكومة. وفي حال فشله، فان الاستعانة بالجيش تبدو الحل الوحيد لإعادة النظام إلى الضواحي حيث يعبر فتيان لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة أحياناً عن غضبهم وضياعهم أمام آفاق مستقبلية مسدودة. برلين وكولونيا وفي محاولة جديدة لافتعال أوضاع مشابهة لما يجري في فرنسا، استمر في ألمانيا مسلسل إضرام النار في السيارات. وأعلنت الشرطة أن مجهولين أشعلوا النار ليل الأربعاء في ثماني سيارات ودراجة نارية واحدة في كل من العاصمة برلين وكولونيا هذه المرة بعد بريمن، ما أدى إلى الإضرار بها أو تدميرها بصورة كاملة. وقال ناطق باسم الشرطة في برلين أن لا معلومات محددة لديه حتى الآن عن الفاعلين. ونفى ناطق أمني آخر في كولونيا وجود أوضاع مشابهة للأوضاع الفرنسية. وكشف أن شهوداً عيان صرحوا بأنهم شاهدوا ستة أو سبعة فتيان يسرعون الخطى هرباً، من دون أن يتمكنوا على ما يبدو من إشعال النار في سبع سيارات أخرى ألقوا البنزين عليها. وفي التنبورغ في ولاية تورينغن، ألقى مجهولون ليل الثلثاء ثلاث زجاجات مولوتوف في حائط مدرسة، لكن النار انطفأت بسرعة. وبدأت لجنة أمنية خاصة تحقيقات. واستبعد مدير معهد بحوث علم الجريمة في سكسونيا المنخفضة البروفسور كريتسان بفايفر قيام أحداث عنف وشغب على المثال الفرنسي، معتبراً"أن التناقضات الاجتماعية وكراهية الدولة تبدو هناك أقوى لدى الذين يشعرون بالتهميش والعزلة مما هي عليه هنا". الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية في بيانها الشهري عن عدد الأجانب المهاجرين واللاجئين إلى البلاد أن العدد في انخفاض مستمر، وبلغ الشهر الماضي 2247 طلباً، أي أقل بنسبة 10.4 في المئة عن شهر أيلول سبتمبر. وفي المقارنة مع شهر تشرين الأول أكتوبر 2004 انخفض العدد بنسبة 22.5 في المئة. بلجيكا وفي بلجيكا، أشعل شبان النار في سيارات في مدن عدة في بلجيكا لليلة الثالثة على التوالي، فيما يصفه مسؤولون بأنه تقليد لأحداث العنف في فرنسا. وأحرقت سيارة وحافلة وشاحنة في مدينة انتويرب الساحلية، بينما أشعلت النيران في سيارة في مدينة جنت. كما أضرمت النار في سيارة أخرى في لوكيرين وهي بلدة تقع بين جنت وانتويرب. وقال ستيفن دو سميت مفوض شرطة جنت:"من الواضح جداً أنها قضية تقليد يشارك فيها بعض الشبان يعيدون تمثيل أحداث باريس". وتعرضت سيارات لأضرار بسبب إلقاء قنابل حارقة في العاصمة بروكسيل. وكثفت السلطات البلجيكية دوريات الشرطة المحلية في الشوارع ووسائل النقل العام كما زادت من حواراتها مع زعماء الجاليات المهاجرة.