نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً امس، تناولت فيه الوضع النفسي المتردي لمعتقلي غوانتانامو، بدأته بالحديث عن انتحار أحدهم قبل أسبوعين. وروى المقال كيف ألقى جمعة الدوسري دعابة على محاميه قبل توجهه مع حراسه إلى مرحاض زنزانة مجاورة لقضاء حاجته. وفي حين بدت للمحامي العقيد جوشوا كولاجيلو- براين معنويات موكله مرتفعة، لحق به بعدما طال غيابه ووجده غارقاً في دمائه إثر انتحاره شنقاً. وتثير هذه الواقعة مخاوف الناشطين في مجال حقوق الإنسان من تفشي الإحباط في صفوف المعتقلين الذين خاضوا إضراباً عن الطعام، قبل أن يجبروا على التراجع عنه. ويعتقد المحامون أن الدوسري الذي وضع في سجن انفرادي لنحو سنتين، اختار التوقيت المناسب للانتحار حتى يشهده أحد غير الحراس، في محاولة لإيصال الصوت إلى خارج جدران السجن العسكري. في غضون ذلك، أكد ثلاثة محققين تابعين للجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة رفضهم دعوة أميركية طال انتظارها لزيارة المعتقل ما لم يسمح لهم بمقابلة المعتقلين. وكانت واشنطن أعلنت موافقتها أول من أمس، بعد نحو أربع سنوات من أول طلب للزيارة، على السماح لثلاثة مبعوثين بينهم خبيرة للأمم المتحدة في شأن التعذيب، بزيارة المحتجزين المشتبه بتورطهم في الإرهاب. لكن وزارة الدفاع أشارت إلى سماحها للمحققين بتوجيه أسئلة إلى مسؤولين عسكريين أميركيين، معلنة في المقابل رفضها السماح لهم بالتحدث إلى أي من المعتقلين الذين يتجاوز عددهم خمسمئة سجين، باعتبار ذلك من مهمات اللجنة الدولية للصليب الأحمر. واقترحت الجزائرية ليلي زروقي، خبيرة الاممالمتحدة للاعتقال التعسفي ومعها النمسوي مانفريد نواك المحقق الدولي في شأن التعذيب، السادس من كانون الأول ديسمبر موعداً للزيارة، لكنهما لن يذهبا إلا إذا سمح لهما البنتاغون بالتحدث إلى السجناء. وقالت زروقي في مؤتمر صحافي: "لم نوافق قط على تنظيم اجتماع أو زيارة مكان لا يتاح لنا فيه مقابلة جميع المعتقلين." من جهته، قال نواك ان "الشرط الوحيد الذي لم نقبله هو ألا تتاح لنا فرصة مقابلة المعتقلين"، وأعرب عن أمله في أن تستجيب الولاياتالمتحدة لذلك. لكن ناطقاً باسم البنتاغون قال ان "رأي حكومة الولاياتالمتحدة هو أن التفويضات لمقرري الأممالمتحدة لا تمتد إلى مسائل وضع ومعاملة الأشخاص الذين اسروا خلال صراع مسلح". ودعيت أيضاً الى زيارة المعتقل الباكستانية أسماء جهانغير التي تركز على الحرية الدينية. والمحققون الثلاثة عينتهم لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف وتتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية. وأعرب المحققون الثلاثة في بيان عن شعورهم بخيبة أمل لعدم تمكن محققين آخرين للأمم المتحدة هما ليندرو دسبوي المحقق الخاص في شأن استقلال القضاة والمحامين وبول هانت المقرر الخاص في الصحة العقلية والبدنية من مرافقتهم في الزيارة. كما لفتوا إلى أن تحديد يوم واحد للزيارة غير كاف. إلى ذلك، أعلنت استراليا عزمها فتح تحقيق في مزاعم تعرض مواطنها ديفيد هيكس المحتجز في غوانتانامو لتحرش جنسي.