أعلن مركز رصد الزلازل أنّ هزة ارتدادية جديدة تبلغ قوتها 5.5 درجات على مقياس ريشتر المفتوح ضربت ليل الجمعة - السبت شمال باكستان، المنطقة التي دمرها زلزال قوي في الثامن من تشرين الأول - أكتوبر. ووقعت الهزة عند الساعة 2.34 بالتوقيت المحلي من أمس السبت (21.34تغ الجمعة) .. وقد شعر بها سكان مظفر اباد عاصمة كشمير الباكستانية التي دمرت جزئيا في الثامن من تشرين الأول - اكتوبر. وقال مدير معهد رصد الزلازل قمر الزمان إنها أقوى هزة ارتدادية من أصل ثلاثين هزة سجلت خلال 24 ساعة في شمال باكستان. وأضاف أن 1060 هزة ضربت المنطقة منذ الثامن من تشرين الأول - اكتوبر. هذا وبعد ثلاثة أسابيع من مقتل أكثر من 56 ألفا في زلزال مدمر في باكستانوالهند، التقت الدولتان أمس السبت لمناقشة مسألة فتح حدود كشمير بينهما أمام الناجين. ومع مجيء شتاء جبال الهيمالايا خلال أسابيع وتشرُّد الملايين، تتنامى المخاوف من أجل حياة عشرات آلاف المزارعين في المنطقة الجبلية المحيطة بإقليم كشمير أكثر المناطق تضررا من زلزال يوم الثامن من أكتوبر - تشرين الأول. وأعاقت الانهيارات الأرضية التي تسد العديد من الطرق الجبلية، جهود الإغاثة الهائلة التي تقودها الأممالمتحدة لتوصيل الغذاء وتوفير المأوى. وفي إسلام اباد يناقش دبلوماسيون من البلدين مسألة كيفية وموعد ومكان فتح الطرق للسماح بنقل المعونات بصورة أسهل عبر خط وقف اطلاق النار الذي يقسم كشمير. واقترحت باكستان فتح خط وقف إطلاق النار الذي يقسم كشمير في خمسة مواقع، ولكن الاتفاق من حيث المبدأ أعاقه الاختلاف على التفاصيل. وكانت اثنتان من الحروب الثلاثة التي وقعت بين الهندوباكستان بخصوص إقليم كشمير. وتريد الهند فتح ثلاث محطات إغاثة حتى لا يضطر المزارعون على الجانب الباكستاني للسير فترة طويلة وصولاً إلى بر الأمان. وتواجه الهندوباكستان انتقادات بشأن استخدام السياسة في التعامل مع الكارثة، ويقول محللون سياسيون إنه من المرجح أن تسفر المباحثات عن الاتفاق على عبور محدود للمزارعين المحاصرين فقط. واقترحت وزارة الخارجية الباكستانية أن يتم تلقِّي معونات الإغاثة عند الجانبين في النقاط الخمس التي اقترحتها، ولكنها أضافت أنه من الأكثر أهمية أن يتمكن الكشميريون من زيارة أقاربهم على الجانب الآخر. وكانت مصادر من الدفاع الهندي قد قالت إنه يتعين إبرام اتفاق ما بشأن التحقق من الهوية لمنع عبور المتشددين المدعومين من باكستان، الذين يقاتلون الحكم الهندي في كشمير. وتتقبّل باكستان الإغاثة من الهند والتي قالت إنها قدمت 25 مليون دولار ولكنها رفضت السماح للقوات الهندية بالانضمام إلى أعمال الإنقاذ على أراضي باكستان. وأعلن مسؤولون باكستانيون أن عدد قتلى الزلزال وصل إلى 55 ألفا وأن عدد المصابين وصل إلى 78 ألفاً. ومات 1300 آخرون في كشمير الهندية. ويتخوّف عمال الإغاثة من أن فشل المتبرعين في توصيل ما يكفي من الأموال للإغاثة يعني أن عدداً مماثلاً لعدد قتلى الزلزال قد يموت من الجوع والتشرُّد حيث خلّف الزلزال أكثر من ثلاثة ملايين من المشردين. وقال سكان تشاكوتهي أحد نقاط العبور التي تقترحها باكستان إنّهم سيرحبون بالمساعدة الهندية. وقال أحمد حسين: الكثير من الأشخاص ما زالوا بحاجة للخيام والطعام ... الجيش قدم لنا معونات ولكنها ليست كافية. إذا فتحوا الطريق للهند فسيساعد هذا بالطبع الفقراء هنا). وللوصول إلى تشاكوتهي يجب المشي على طريق طوله 11 كيلومترا تسده الانهيارات الأرضية. ولم يسمح الجنود للصحفيين بالمشي إلى خط المراقبة الذي يبعد نحو كيلو متر ونصف الكيلو متر عن المنطقة. وقال بعض السكان ان المباحثات لن تجدي نفعا. وقال سيد عبيد حسين (نحن نشك في الهند طوال الوقت .. لا أعتقد أنهم سيساعدونا .. نسمع خلال الأيام الخمسة عشر الأخيرة أنهم سيفتحون خط المراقبة .. أعتقد أنه مجرد حديث). واعتمدت جهود الإغاثة على طائرات الهليكوبتر ولكن اسلام اباد أبلغت نيودلهي أنها ستقبل طائرات هليكوبتر هندية ولكن دون طاقمها مما يتسبب في حساسيات سياسية. ورفضت الهند هذا العرض. وتقول الأممالمتحدة إنه من المتوقع هطول الثلوج الغزيرة بصورة غير معتادة خلال أسابيع على منطقة الزلزال وسيتعرض آلاف آخرون للخطر إلا إذا قدم المتبرعون 20 مليون دولار بصورة فورية. ومع احتياج الكثير من الناجين للطعام والمأوى إلا أنه تم تقديم 117 مليون دولار فقط من أصل 550 مليون دولار تتطلبها جهود الإغاثة، وحذرت الأممالمتحدة من أنه بإمكانها الإبقاء على رحلات اسطولها من طائرات الهليكوبتر لأسبوع واحد فقط إذا لم تحصل على المزيد من الأموال. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه لم يتم الوصول بعد إلى نحو 30 بالمئة من المناطق المنكوبة مما يعني أن 200 ألفا على الأقل لم تصلهم مساعدات الإغاثة بعد.